إرث المعلم بطرس البستاني: من "محيط المحيط" إلى "دائرة المعارف" أول أنسيكلوبيديا عربية

لا يمكن أن تكتمل الصورة عن المعلم بطرس البستاني إلا من خلال نقل مقاربة بحثيّة للمعلم بطرس، للدكتور إدوار أمين البستاني في الجزء الأول الخاص بالرواد من "البساتنة في التاريخ وفي الحاضر"، حيث أشار المؤلف إلى "محطتين رئيسيتين، الأولى قاموس هو مؤلَّف استثنائي "محيط المحيط"، والثانية هي دائرة المعارف "أول أنسيكلوبيديا عربىة بالمفهوم الموسوعي".لعل الأثر الأهم والأبقى للمعلم بطرس البستاني –بعد "دائرة المعارف- هو قاموسه "محيط المحيط" الذي أصدره في بيروت عام 1870، في مجلدين كبيرين جاوز عدد صفحات كل منهما الألف". قال: "رفعَ نسخة منه، فور صدوره، إلى السلطان عبد العزيز، وثانية إلى الصدر الأعظم، وثالثة إلى نظارة المعارف، فكافأه السلطان بالجائزة الأولى للمؤلفين، وهي الوسام المجيدي مرفقاً بـ250 ليرة مجيدية منحة مالية". وعرض في بحثه لأهمية "هذا القاموس في الطليعة بين القواميس العربية إلى اليوم". بين العامّي والأعجميما هو سرّ نجاح "محيط المحيط"؟ بكلميتن: "محيط المحيط، وفقاً للباحث أدوار البستاني، "آية المعاجم العصرية بجديد ترتيبه، ووضح عبارته، وسهولة مأخذه، وشمول مادته، وصحة معانيه، وبلاغة إيجازه، وإحاطته بالعامّي والأعجمي بالإضافة إلى الفصيح الصريح". برأيه، "رتّب المعلم بطرس البستاني هذا العمل ترتيباً حديثاً مبنياً...