ثقافات شعوب

في علوم الغرب تلمس التطوير وتشاهد الحداثة بكلتا عينيك، وبين سطور عناوين أخبارهم تقرأ الكثير من التنوع الحضاري والقليل من المأساة، وحين تجوب شوارع مدنهم تكتشف السهولة في العيش والبساطة في المظهر، لكن خلف ذلك يختبئ الكثير من الجهد، النظام والعلم، وعندما تسكب الغيوم مياهها على الأرض، تشتم رائحة بلادك، تكاد تأخذك نفحات الشتاء إلى دفاتر ذكرياتك، تمرّ بعلوم عربية تحمل عناوين التاريخ والأصالة وقد نُسجت بحروف من أعرق لغات العالم... وتقف تتأمل زوايا الأدب والحضارة، منتظراً أن تقطف أحد عناقيد التعايش والتآلف بين وجوه متغيرة في وطن واحد. ولا تنسَ أن تزور هتافات النضال والشجاعة، التي لطالما استقرت في قلب ذلك الوطن، وحين تعبر رائحة القهوة بقربك في جلسة العائلة، تأكد بأنها لن تُمحى من ذاكرتك، ولن تغيب عن ذهنك أبداً.

فبين كل هذا وذاك، تمضي أنت تبحث عن السعادة وتترقب سهام الإفادة، لكن الطريق أطول من جسر التوقعات المألوفة، كما أن النهاية أبعد من لقطات الخيال المسكونة... فبين هذه الثقافة وتلك تشابه عظيم ولكن التباعد كبير، ولن تلتقي في يوم عند نقطة تلاحم في مكان ما، فنحن يوماً بعد يوم نتعلّم من هذا الاختلاف، وجيلاً بعد جيل نرتقي بهذا العلم، فهي باختصار ثقافات شعوب، لا أكثر!