السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

فسيفساء الأماكن (29): "هل يُعقلُ أن تكونَ لحظاتُ الراحةِ نادرةً إلى هذا الحدّ؟"

المصدر: "النهار"
لقطة تعبيرية من العراق (أ ف ب).
لقطة تعبيرية من العراق (أ ف ب).
A+ A-
رامي يمّين

تأتي الأعيادُ لِيَقيسَ الكلُّ ما لهم. يعدُّ الأغنياءُ مالَهم. يتحسّسُ الفقراء قَعْرَ فقرِهم. يَمتحنُ الفرحون أنفسهم في الضَحِكِ، ويشعرُ التعساءُ بالفجوةِ في صدورِهم وأحلامِهم، وينظرونَ إلى قمّةِ الخذلان كما ينظرُ سائحٌ في المدينة إلى ناطحةِ سَحاب.
...
أذهبُ إلى المواعيد مسايرةً، كذلك أذهبُ إلى العمل. كأنّني أرافقُ الناسَ أو أشاركُهم أحلامَهم من تعاطفي معهم فقط. رأيتُ أشياءً دفعَتني لأُجَعْلِكَ الحياة وأبحث فيها عن ثقبٍ يدخل منه المعنى. وجدتُ ثقباً لكنّه أخرجَني أنا، وصرتُ أتفرّج على الضجيج وأعيشُ الحياة كلّها بالمسايرة.
...
تزورُني باستمرارٍ أشياءٌ وأماكنُ عالقةٌ في ذهني وذاكرتي: المقهى في "بيركلي" الذي ارتادُه قبل أن أذهبَ إلى المحاضرة. بائعةُ الخبزِ هناك. المحطةُ التي أنزلَني فيها الباص. ظِلُّ مَن كان يَحتسي معي قهوةَ بعد الظهر. هي أماكنُ عرفتُها ولم يكنْ يسكنُني القلقُ. هل يُعقلُ أن تكونَ لحظاتُ الراحةِ نادرةً إلى هذا الحدّ؟
...
أريدُ أن أجدَ مساحةً مشترَكةً مع الوقت الذي يمرُّ فأجعله صديقي.
...
لا أحبّ أيَّ احتفالٍ بالمناسبات إذا كان فيه شيءٌ من الأرستقراطية. العيدُ يجب أن يكونَ ليفرحَ به عامّةُ الناس، فيرميَ ولدٌ كرةَ الثلج على أخيه ويضحكان معاً.
...
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم