الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

جعجع: الانتخابات مواجهة مفصلية لأنّ بلدنا "تحت سابع أرض"

المصدر: "النهار"
سمير جعجع.
سمير جعجع.
A+ A-
شدّد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع على أن "انتخابات 2022 ليست مجرد انتخابات عادية بل معركة مواجهة مفصلية، وهدفها ليس الفوز بنائب او نائبين، لأن بلدنا "تحت سابع ارض" في كل ما للكلمة من معنى ويغرق اكثر واكثر يومياً، فيما لم يتّخذ مسؤولوه منذ سنتين، أي منذ بدء الأزمة، اي خطوة بالاتجاه المطلوب حتى للتخفيف من تداعياتها، لا بل اتت كل الخطوات المتخذة عكس الانقاذ المطلوب، واغرقت البلد اكثر واكثر واكثر، وكأنهم على كوكب آخر".
 
كلام جعجع، جاء خلال عشاء أقامه وعقيلته النائب ستريدا جعجع في معراب لمركز "القوّات اللبنانيّة" في بقاعكفرا، حضره: النائب جوزيف اسحق، رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري إيلي مخلوف، أعضاء المجلس البلدي، مخاتير البلدة، الهيئة الإداريّة للمركز والمنخّبين.
 
تابع جعجع: "لدى هؤلاء اعتبارات واهتمامات وهموم ومصالح أخرى لا علاقة لها بما يجري اليوم. لا تظنّوا أنّهم قلقون على من يفتقد للقمة العيش، أو من يقف على المحطات لأنهم من الأساس لا يرونه ولا يركزون إلّا على لعبتهم، وهي اليوم التحضير لوصول جبران باسيل إلى رئاسة الجمهورية، وكل خطواتهم تنصب نحو هذا الهدف، بغض النظر عن انعكاساتها على الناس. وبالتالي هم مسؤولون غير مسؤولين يفكرون بأنفسهم فقط. فمثلاً، لم ينظروا إلى الحرب على اوكرانيا التي قد تؤدّي إلى أزمة قمح في لبنان لأن روسيا واوكرانيا مصدران اساسيان للقمح". 
 
من هذا المنطلق، جدّد رئيس حزب "القوات" التأكيد على أن "استحقاق 15 أيار ليس مجرّد عملية انتخاب لنواب المنطقة، بل خطوة لنصوّت لأنفسنا وللاختيار بين البقاء في جهنم، الذي لا نهاية له من خلال الاقتراع للزمرة الحاكمة، او التوجه لمن يستطيع انقاذ البلد".
 
كما أضاف: "البقاء في جهنم يكون من خلال الاقتراع من جديد لهذه الزمرة بنواتها "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، وكل من يمت لهما بصلة، التي اذا أعيد انتخابها بأي شكل من الأشكال يعني "عوض بسلامتكم" لأن بذلك توقّعون على الانتحار الذاتي بيدكم وعلى اغتيالكم واغتيال بلدكم إلى أبد الآبدين. اما اذا لم تنتخبوا، فالنتيجة ستكون ذاتها، وكذلك في حال انتخبتم أيا كان، لذا اذا كنتم لا ترغبون بهذا المصير فصوّتوا لمن يستطيع انقاذكم على قاعدة "مين بيقدر" و"مين ما بيقدر" ومن يعمل ضمن فريق كبير لديه ما يكفي من التجربة والخبرة وخطط العمل والمشاريع وملم في عدد كبير من المناطق وله امتداد واسع فيها ويعرف حاجات شعبها، اضافة الى امتلاكه شبكة علاقات عربية ودولية، ما هو غير متوفر لدى الاشخاص المستقلين".
 
وقال: "نحن مع أي شخص يمكنه إخراجنا من هذا الوضع، إلّا أن هناك معطيات واقعية، نحن بحاجة اليوم إلى مؤسسة كبيرة وأحجام كبيرة و"القوات اللبنانية" هي هذه المؤسسة التي تستطيع انتشال البلد من المكان الذي وصل اليه". 
 
 
وإذ أشار إلى أن "الوقت ليس لانتخاب صديق أو قريب أو إبن البلدة والمنطقة أو صاحب خدمات"، شدّد جعجع على أن "من قدّم لنا خدمة نقابله بغيرها ولكن لا نمنحه صوتنا لأن صوتنا مستقبل اولادنا ومصيرهم". ورأى أننا "في هذه الانتخابات ننتخب أنفسنا فإما نبقى في جهنم او نخرج منه الى الارض لنبدأ بعدها بالنهوض من جديد".
 
أردف: "اذا شعر أحدنا بألمٍ، يتجه إلى طبيب مختص لا إلى صديق جيد و"حبّوب" يعجز عن معالجته. وبالتالي كل فرد منا لديه علاقات شخصيّة إلا أننا بحاجة الى احزاب كبيرة تنفذ ما هو مطلوب في هذه المرحلة الدقيقة. فالسياسة في العالم قائمة على الأحزاب الكبيرة وهذا ليس وليد الصدفة". 
 
جعجع دعا الحاضرين إلى "العمل بجهد كبير في هذه المعركة وبذل كل الجهود لحض الناخبين على المشاركة في الانتخابات و"التصويت صح"، فالقصة أبعد من بلدة ومنطقة وهي مرتبطة بلبنان الذي إذا لم يعد موجوداً لن يبقى لا منطقة ولا بلدة"، مشيراً إلى أن "الأصل هو بلدنا الذي يضيع من ايدينا تدريجياً، ويجب إنقاذه بالطريقة الأقرب والأكثر حضارية وديموقراطية، أي من خلال انتخاب الفريق القادر على انقاذه اي "القوات اللبنانية" وبعض  الافرقاء الآخرين المنسجمين معها".
 
وأمل جعجع "النصر في 15 ايار ليبدأ العمل الجدي عندها مع الأدوات الدستورية المناسبة للمباشرة بعملية الانقاذ الحقيقية، التي ليست سهلة ولكنها ممكنة، بجهود الجميع، و"القوات" لها مهما تطلّبت تعبا ونضالا، وهذا ليس بجديد عليها".
 
من جهّتها، ألقت المرشّحة عن المقعد الماروني في قضاء بشري النائبة ستريدا طوق جعجع كلمة قالت فيها: "أهلي الأعزاء في بقاعكفرا وعبركم أهلي في مختلف بلدات قضاء بشري. سأبدأ كلمتي بتناول الوضع العام، لأنكم تعلمون أن التحدي كبيرٌ جدا، والقضية اليوم قضية وجود، وأنتم الأدرى ماذا يعنيه الوجود من إيمانٍ وتجذرٍ وحريةٍ وكرامة".
 
وتابعت: "البلد اليوم في وسط جهنم التي بشرونا بها، ولكن لدينا معا فرصةٌ لنخرج ونخرج البلد من قعر الهوة. ولأننا "بدنا وفينا"، يحاولون محاصرة القوات اللبنانية وتطويقها، لأنهم يعرفون تماما أنها رأس الحربة لبناء الدولة الفعلية السيدة والعادلة. ومع ذلك نحن ثابتون، لقد مررنا بمراحل وظروفٍ قاسية جدا في عزّ الوصاية والاعتقال والقمع، لكننا بقينا على مبادئنا وإيماننا بالحق وانتصرنا. من هنا، الانتخابات المقبلة هي مفترق طريقٍ مصيري بين لبنان الوطن والحرية والميثاق والتنوع والمساواة، وبين لبنان المخطوف القرار والمرتهن للخارج".
 
 
ولفتت إلى أن "المعركة الانتخابية ليست مجرد معركة سياسية، ولا معركة إثبات وجودٍ سياسي  أو تكريس شرعيةٍ شعبية وسياسية، إنها معركة وجود، معركة حياةٍ أو موت، ولهذا يتصرف الجميع بحدة ويطلقون خطابا سياسيا ذهب إلى أقصى درجات التعبئة. ولذلك الانتخابات المقبلة لا تشبه أيّ انتخاباتٍ سابقة، لأن هدفها بالنسبة إلينا هو استعادة لبنان الذي يشبهنا، لبنان السيادة والتعددية والازدهار، لبنان المتوجه في علاقاته وسياسته الخارجية نحو العرب والغرب. هذا ما تريده المعارضة الشعبية والسياسية عبر التقاط فرصةٍ أخيرة وقد لا تتكرر للخروج من التقهقر والانحطاط والإذلال والاضمحلال، إلى رحاب استعادة القرار الوطني".
 
واعتبرت النائب جعجع أن "الاستحقاق الانتخابي المقبل ينبغي أن يتركز على تكريس هويّة لبنان، وهو بالنسبة إليّ بأهمية استحقاق ال2005 عندما كان عنوان معركتنا خروج الحكيم من الاعتقال. اليوم، لبنان برمّته معتقلٌ في سجنٍ كبير ولا بد أن نخرجه من هذا السجن، لاسيما وأن الأمين العام لحزب الله اعتبر أن الانتخابات المقبلة هي معركة حلفاء حزب الله ، وأسبابها الموجبة هي نفسها التي حكمت دخول حزب الله في انتخابات العام 1992 وفي الحكومة في العام 2005  وذلك بهدف حماية المقاومة، وهو الهدف نفسه الذي يجعل انتخابات 2022 من أخطر المعارك التي يحدّد في ضوئها مسار المعارك الأخرى".
 
وتوجّهت إلى "أهلنا في بقاعكفرا وعبركم في جبة بشري"، بالقول: "انتخابات 15 أيار هي تحدٍّ مفصلي لمسيرة لبنان الدولة والمؤسسات واختبارٌ استثنائي لقدرة اللبنانيين على التغيير، ولذلك من الخطأ بل من الخطيئة الترويج لمقولة أن محاسبة السلطة تكون بعدم الاقتراع والامتناع عن المشاركة في العملية الانتخابية. فالصحيح هو أن إرادة تغيير السلطة والمتحكمين بها وبالدولة، تكون حتما بالاقتراع لمن يرفض هذه السلطة ويملك القدرة على المواجهة والقوة الكافية لإحداث التغيير المنشود، حفاظا على البلد وأهله، ومن أجل تغيير مصير جميع اللبنانيين، بمن فيهم من يروّجون للمقاطعة أو للامتناع عن الاقتراع، لأن في ذلك فقط نصل إلى الخلاص ونحمي مستقبل أبنائنا".
 
وتابعت: "أهلي، رفيقاتي ورفاقي في بقاعكفرا، بقاعكفرا من أعلى البلدات المأهولة في لبنان ومن أعلى البلدات أيضا شموخا وعزة. إنها بلدة القداسة والوطنية والوفاء، إنها قلعة المقاومة التاريخية الروحية والإيمانية والوطنية. لقد كانت بقاكفرا وستبقى دائما على الوعد والموعد في مختلف الاستحقاقات، ووقفت وستقف دائما إلى جانب القوات اللبنانية، لأن أهلها في صلب القوات والقوات في صلب بقاعكفرا التي يعرف أبناؤها كيف يختارون، ويعرفون أين الحق والحقيقة. فأهل بقاعكفرا لم يساوموا مرةً على المبادىء والكرامة. وهذا لا يلغي أبدا حقّها في التطور والإنماء، بل يؤكد أنها مستحقةٌ كلّ اهتمام، بعدما أصبحت موقع جذبٍ روحيٍ وسياحي على مستوى لبنان والخارج بفضل القديس شربل الذي فاح عطر قداسته من هنا إلى لبنان بأسره ومنه إلى العالم كلّه. وهذا الإشعاع الرائع، تواكبه انجازاتٌ نوعية في البلدة ومن أجلها، بفضل رئيس بلديتها ايلي مخلوف والمجلس البلدي، وبفضل المخاتير وبفضل رئيس مركز بقاعكفرا وأعضائه بالتعاون المخلص مع فاعليات البلدة".
 
وتابعت: "لقد كان مار شربل مقاوما على طريقته وتسلّح بالإيمان الذي من دونه لا مقاومة ولا صمود، وهذا الإيمان هو مدعاة فخرٍ لدى أبناء بقاعكفرا المتمسكين به والمستمرين في مقاومة مختلف أنواع الإغراءات والضغوط، وما زالوا يتجذرون أكثر فأكثر في أرضهم ليقدّموا لجميع اللبنانيين نموذجاً معبراً عن الصمود والتجذر. ولذلك أقول معكم سنبقى هنا وسنبقى معا، ولن تقوى علينا قوات الجحيم لأننا قوات الأرض المباركة من السماء".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم