حماس لن تشارك بمراسم توقيع الاتفاق مع إسرائيل: الحديث عن إخراج قادتنا من غزة "عبث"

نقلت وكالة فرانس برس اليوم السبت عن القيادي في المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) حسام بدران بأن الحركة لن تشارك في مراسم توقيع الاتفاق الهادف الى إنهاء الحرب في غزة والمقررة في مصر.
وقال بدران في مقابلة بالدوحة إنّ "حماس لن تكون مشاركة في عملية التوقيع. فقط الوسطاء والمسؤولون الأميركيون والإسرائيليون".
وأضاف أنّ الحديث عن مغادرة قادة الحركة لقطاع غزة بموجب اقتراح تضمنته خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام، هو "عبث وهراء".
وقال بدران: "الحديث عن إخراج الفلسطيني، سواء من حماس أو غيره، من أرضه (هو) حديث عبث وهراء ولا يمكن أن يوافق عليه أي فلسطيني".
كما أكد أنّ الحركة سترد على "أي عدوان" إسرائيلي إذا استؤنفت الحرب في غزة.
وأضاف بدران: "إذا فرضت هذه المعركة ستواجه (حماس) بلا شك، وستبذل كل ما لديها من إمكانيات لصد هذا العدوان".
كما تحدث عن أنّ الحركة تتوقع مرحلة ثانية من المفاوضات مع إسرائيل "أكثر صعوبة وتعقيدا"، قائلا إنّ "المرحلة الثانية في خطة ترامب، من الواضح من خلال النقاط نفسها، إن فيها الكثير من التعقيدات وفيها الكثير من الصعوبات، وهذا يتطلب تفاوضا ربما أطول".
ماكرون سيتوجه إلى مصر
قبل ذلك، أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيتوجه إلى مصر يوم الاثنين لإجراء محادثات حول تنفيذ الخطة التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة.
وذكر الإليزيه أن الخطة، التي توسط فيها ترامب إلى جانب قطر ومصر وتركيا، تهدف إلى إرساء وقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن واستئناف إدخال المساعدات الإنسانية بشكل كامل إلى غزة.
وأضاف أن ماكرون سيلتقي بشركاء إقليميين لمناقشة الخطوات التالية في تنفيذ الاتفاق.
وأوضح الإليزيه أن ماكرون سيؤكد التزام فرنسا بحل الدولتين بوصفه أساسا للسلام والأمن الدائمين وإعادة الإعمار في المنطقة.
إلى ذلك، أكّد مسؤول في حركة "حماس" أنّ مطلب نزع سلاح الفصيل الفلسطيني والذي جاء في خطّة ترامب للسلام في غزة "خارج النقاش".
وأفاد المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه وكالة "فرانس برس" أنّ "موضوع تسليم السلاح المطروح خارج النقاش وغير وارد".
ويتكوف في غزة
في هذا الوقت، زار المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف ورئيس الأركان الإسرائيلي إيال زمير وقائد القيادة الوسطى الأميركية الأدميرال براد كوبر قاعدة للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة للتأكد من اكتمال الانسحاب إلى "الخط الأصفر" المتفّق عليه.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن "زمير تم طمس صورته لسبب ما في الصورة الحصرية التي نشرتها قناة فوكس نيوز من داخل غزة".
وأكّد قائد القيادة المركزية الأميركية بعد الزيارة أن "قوّاتنا لن تنتشر في قطاع غزة"، معلناً "أنّنا نتقدّم في إنشاء مركز التنسيق المدني-العسكري".
ورأى أن "المركز سيدعم مرحلة الاستقرار ما بعد الحرب. الجنود الأميركيون ملتزمون بجلب السلام إلى الشرق الأوسط".
وختم: "جهدنا الكبير ستيحقّق من دون وجود ميداني لقوّاتنا بغزة".
في وقت سابق، نقلت "أي بي سي" عن مصدر أن القوّات الأميركية بدأت تصل إلى إسرائيل لبدء عملها في دعم اتّفاق وقف إطلاق النار والإشراف عليه.
وذكرت القناة 12 نقلاً عن مسؤول إسرائيلي كبير أن قوّة المهام العسكرية الأميركية ستتمركز في قاعدة حتسور الجوية بالقرب من مدينة أسدود.
وفي وقت لاحق، أعلن ويتكوف أن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة سيعودون إلى ديارهم، وذلك في رسالة وجهها إليهم خلال تجمع حاشد.
وقال ويتكوف: "إلى الرهائن أنفسهم: أنتم عائدون إلى دياركم"، ما أشعل تصفيق وهتافات آلاف المحتشدين في ساحة بتل أبيب باتت تعرف بساحة الرهائن.
وأضاف مخاطبا عائلات الرهائن: "شجاعتكم أذهلت العالم".
جديد الأسرى
رسمياً، أعلنت إدارة السجون أن السلطات الاسرائيلية جمعت في سجنين المعتقلين المتوقع الإفراج عنهم مقابل إعادة الأسرى في غزة.
وقالت الإدارة في بيان "تم نقل سجناء الأمن القومي الى سجني عوفر (في الضفة الغربية المحتلّة) وكتسيعوت (النقب في جنوب اسرائيل)، في انتظار تعليمات السلطات السياسية واستمرار العمليات لضمان عودة الأسرى إلى إسرائيل".
وينص الاتّفاق على أن تتسلّم إسرائيل 48 اسيراً من الأحياء والاموات لا يزالون محتجزين في غزة بحلول الإثنين الساعة التاسعة (ت غ)، على أن تفرج الدولة العبرية في المقابل عن 250 "معتقلاً لدواع أمنية"، دين عدد كبير منهم بشن هجمات دامية ضد اسرائيل، إضافة إلى 1700 فلسطيني اعتقلهم الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في تشرين الأول/أكتوبر 2023.
ولفتت هيئة البث إلى أن ممثّلي الصليب الأحمر سيلتقون الأسرى الفلسطينيين.
وفق القناة 12 الإسرائيلية، يلتقي ويتكوف وجاريد كوشنر عائلات الأسرى مساء اليوم في تل أبيب.
ضحايا ومفقودون
وبالتزامن مع إعلان وقف إطلاق النار، بدأ آلاف الفلسطينيين بالتوجّه من جنوب القطاع إلى شماله، في محاولة للعودة من مناطق نزحوا منها.
وأفاد الدفاع المدني السبت بأن أكثر من نصف مليون فلسطيني عادوا إلى مدينة غزة منذ دخول وقف إطلاق النار في القطاع حيز التنفيذ ظهر الجمعة.
وقال المتحدّث باسم الدفاع المدني محمود بصل إن "أكثر من نصف مليون شخص عادوا إلى (مدينة) غزة منذ أمس" الجمعة.
وأعلنت مصادر طبية في قطاع غزة اليوم "ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 67,682 شهيداً و170,033 مصاباً، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023".
وأوضحت أن 151" شهيداW (منهم 116 انتشال) و72 مصاباً، وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا).
وسجّلت مستشفيات قطاع غزة نتيجة المجاعة وسوء التغذية 463 ضحية من بينهم 157 طفلاً.
في السياق أيضاً، أفادت طواقم الإنقاذ بأن "9500 مواطن لا يزالون في عداد المفقودين في قطاع غزة، بعد 735 يوماً من حرب الإبادة".
وأعرب ترامب عن ثقته بأنّ وقف إطلاق النار في غزة الذي دخل حيز التنفيذ الجمعة الساعة التاسعة بتوقيت غرينتش "سيصمد"، مضيفاً في تصريحات لمراسلي البيت الأبيض أنّ الجميع هناك تعب من القتال.
من المقرّر أن يتوجّه ترامب إلى الشرق الأوسط نهاية هذا الأسبوع، حيث يزور إسرائيل أولاً ويلقي كلمة أمام الكنيست قبل أن ينتقل إلى مصر للقاء "العديد من القادة" الإثنين لمناقشة مستقبل قطاع غزة.