إنفلونسرز الذكاء الاصطناعي يهدّدون مكانة المدوّنين الحقيقيين

إنفلونسرز الذكاء الاصطناعي يهدّدون مكانة المدوّنين الحقيقيين

الشخصيات الافتراضية بالذكاء الاصطناعي تهيمن على الإعلام الرقمي، مهدّدة المؤثرين البشر وتثير جدلاً أخلاقياً واسعاً عالمياً.
إنفلونسرز الذكاء الاصطناعي يهدّدون مكانة المدوّنين الحقيقيين
صورة تعبيرية
Smaller Bigger

* رودي شوشاني 

في ظاهرة متسارعة تشهدها منصّات التواصل الاجتماعي حول العالم، بدأت الشخصيات الافتراضية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، أو ما يُعرف بـ"إنفلونسرز الـAI"، بالاستحواذ على اهتمام الجمهور والشركات المعلنة على حدّ سواء، ما أثار مخاوف المدوّنين والمؤثرين الحقيقيين من فقدان دورهم التقليدي في عالم المحتوى الرقمي.

 

نجاح غير مسبوق لشخصيات غير حقيقية

لم تعد شهرة الإنترنت حكراً على البشر. فخلال الأشهر الأخيرة، ظهرت عشرات الحسابات لشخصيات افتراضية تمتلك ملامح بشرية واقعية وتتعامل مع المتابعين كما لو كانت أشخاصاً حقيقيين، مستفيدة من تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في إنتاج الصور، الفيديوهات، وحتى الردود النصّية.

 

هذه الشخصيات قادرة على النشر المستمر على مدار الساعة دون توقف، وتُبرمج لتقديم محتوى جذاب يتماشى مع ميول الجمهور في كل منطقة، ما يمنحها تفوّقاً واضحاً على المدوّنين التقليديين الذين يواجهون قيود الوقت والجهد.

 

تهديد للمدوّنين والحقوقيين
يرى خبراء الإعلام الرقمي أن انتشار إنفلونسرز الذكاء الاصطناعي يشكل تهديداً مباشراً للمؤثرين الحقيقيين، وخاصة أولئك الذين يعتمدون على مصداقيتهم وتجاربهم الشخصية لبناء جمهورهم.

فبينما يحتاج المدوّن البشري إلى سنوات لبناء الثقة، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يخلق شخصية جديدة تحقق الشهرة في أسابيع قليلة بفضل الترويج المكثف والخوارزميات.

ويحذر ناشطون حقوقيون من أن هذه الظاهرة قد تُستخدم للتأثير على الرأي العام أو التلاعب بالمعلومات، نظراً إلى غياب هوية واضحة تقف وراء هذه الحسابات، ما يفتح الباب أمام "التزييف المقنع" على نطاق واسع.

 

 

صورة تعبيرية مولّدة بالذكاء الاصطناعي
صورة تعبيرية مولّدة بالذكاء الاصطناعي

 

بين التسويق والأخلاق
من ناحية أخرى، وجدت الشركات في هذه الشخصيات فرصة تسويقية غير مسبوقة، فهي لا تطلب أجوراً، ولا تمرّ بتقلبات المزاج، ويمكن التحكم بسلوكها بدقة كاملة.
لكن التساؤل الأخلاقي يبقى مطروحاً: من يتحمّل المسؤولية إذا نشرت هذه الشخصيات محتوى مضللاً أو مسيئاً؟

 

مستقبل غامض للمحتوى الإنساني
في ظلّ هذا التحوّل الرقمي، يبدو أن الحدود بين الحقيقة والخيال تتلاشى شيئاً فشيئاً، ما يدفع المتابعين إلى إعادة النظر في مفهوم “الإنسانية” داخل الفضاء الرقمي.
ويبقى السؤال: هل سيستطيع المدوّنون الحقيقيون الصمود في وجه جيل جديد من المؤثرين المصنوعين بالذكاء الاصطناعي، أم أصبح مستقبل التأثير الرقمي ملكاً للخوارزميات؟

 

خبير في التحول الرقمي

الأكثر قراءة

كتاب النهار 11/3/2025 5:40:00 AM
يكفي الفلسطينيين إساءة الى لبنان الذي حضنهم، وإساءة الى اللبنانيين على مختالف فئاتهم ومكوناتهم
ثقافة 11/2/2025 10:46:00 AM
"والدي هو السبب في اكتشاف المقبرة، وكان عمره وقتها 12 عاماً فقط سنة 1922."
النهار تتحقق 11/3/2025 10:29:00 AM
تظهر المشاهد الرئيس عون في قاعة كبيرة، وسط أشخاص. وفي المزاعم، "كان يزور "معرض أرضي" في الضاحية". هل هذا صحيح؟ 
وُلدت دواجي في هيوستن بولاية تكساس لأسرة سورية، وقضت طفولتها بين الخليج والولايات المتحدة بعد انتقال عائلتها إلى دبي وهي في التاسعة من عمرها.