اتفاقية التحوّل الرقمي للقطاع الصحي الأردني: فرص كبيرة وتحدّيات محورية
في خطوة تُعدّ محطة بارزة في مسيرة التحول الرقمي الأردني، أعلنت شركة "عِلم"، الرائدة في الحلول الرقمية، توقيع اتفاقية تعاون إستراتيجي مع "كي بي دبليو الأردن" لتنفيذ مشروع التحول الرقمي الشامل للخدمات الطبية الملكية الأردنية.
تمثل الاتفاقية محطة بارزة في توسع "عِلم" الإقليمي، وخطوة مهمة نحو تطوير القطاع الصحي الأردني وتعزيز كفاءته الرقمية. ويهدف المشروع إلى بناء منظومة رقمية متكاملة لتخطيط موارد المؤسسات (ERP)، تسهم في رفع كفاءة الأداء وتعزيز الشفافية المالية والإدارية ودعم صناعة القرار داخل منظومة الخدمات الطبية الملكية.
مراحل المشروع
سينفذ المشروع على مراحل تشمل التحليل والإعداد، وتطوير الأنظمة المالية والإدارية وسلاسل الإمداد والمشتريات، وترحيل البيانات، والتكامل مع الأنظمة الطبية الوطنية، وتدريب الكوادر البشرية، وإنشاء مركز دعم وتشغيل فني داخل الخدمات الطبية الملكية لضمان استدامة المنظومة الرقمية وتطويرها المستمر.
في السياق، رأى أحمد السلاخ، الرئيس التنفيذي لشركة "كي بي دبليو الأردن"، أن المشروع يمثل نقطة تحول نوعية في رحلة التحول الرقمي للقطاع الصحي الأردني، مشيداً بالتعاون مع "عِلم" الذي يجمع بين الكفاءة التقنية والرؤية المؤسسية، معتبراً أن المشروع من شأنه أن يُحدث نقلة نوعية في الخدمات الصحية بالمملكة الأردنية الهاشمية.
الأثر على واقع القطاع الصحي الأردني.. 3 نقاط رئيسية
في حديث لـ"النهار"، اعتبر الدكتور علاء عبد الرزاق، أن مشروع التحول الرقمي للخدمات الطبية الملكية يمثل نقلة نوعية في كفاءة الأداء وإدارة الموارد وتجربة المريض عبر ثلاث نقاط رئيسية.
أولاً، تحسين الكفاءة التشغيلية من خلال تطبيق منظومة تخطيط موارد المؤسسات، حيث ستتم أتمتة الإجراءات الإدارية والمالية واللوجستية، ما يقلل الهدر في الوقت والموارد ويرفع دقة العمليات التشغيلية. هذا يسهم في تسريع القرارات وتحسين التنسيق بين الإدارات المختلفة داخل المنظومة الصحية.
ثانياً، تعزيز إدارة الموارد والحوكمة من خلال توفر آليات تتبع دقيقة للموارد المالية والبشرية وسلاسل الإمداد والمشتريات، بما يعزز الشفافية ويقلل من فرص الفاقد أو سوء الاستخدام. كما يتيح لوحدة الخدمات الطبية الملكية لوحة تحكم مركزية تساعد على التخطيط المالي والإداري المستقبلي ببيانات دقيقة ومحدثة.
ثالثاً، تحسين تجربة المريض من خلال ربط البيانات الطبية والإدارية ضمن منظومة متكاملة، ما يسهل الوصول إلى السجلات ويقلل من الأخطاء الطبية والإدارية، ويعزز استمرارية الرعاية الصحية.
وأضاف "النتيجة هي تجربة مريض أكثر سلاسة، أسرع في الخدمة، وأكثر دقة في التشخيص والمتابعة".

التحديات التقنية والإدارية
برغم الإمكانات الكبيرة للمشروع، إلا أن هناك بعض التحديات المحتملة، وفقاً للدكتور عبد الرزاق. أولاً، التكامل بين الأنظمة القائمة حيث إن ربط الأنظمة الحالية بالخدمات الجديدة قد يواجه صعوبات تقنية تتعلق بتوافق البنى التحتية والبيانات بين المنصات القديمة والجديدة.
ثانياً، نجاح المشروع يعتمد على دقة البيانات التاريخية وصلاحيتها للترحيل. أي خلل في تنظيف البيانات أو إعدادها قد يؤدي إلى اضطرابات تشغيلية لاحقاً.
ثالثاً، الانتقال من بيئة تقليدية إلى رقمية يتطلب تغيير الثقافة التنظيمية وتقبّل الكوادر للأنظمة الجديدة، ما يستدعي خطة شاملة للتدريب والتحفيز وإدارة مقاومة التغيير.
وأشار إلى أنه "نظراً لطبيعة البيانات الصحية الحساسة، سيحتاج المشروع إلى تطبيق معايير صارمة لحماية المعلومات وضمان الامتثال للأنظمة الوطنية المتعلقة بأمن البيانات".
دور القطاع الخاص
أما القطاع الخاص الأردني، فيتوقع عبد الرزاق أن يؤدي دوراً محورياً في:
• تمكين واستدامة البنية الرقمية عبر توفير الكفاءات الفنية المحلية.
• المساهمة في تطوير الحلول المساندة مثل التطبيقات الصحية، وخدمات الدعم، والتحليلات الذكية.
• توسيع الشراكات الاستثمارية في مشاريع رقمية مستقبلية، ما يعزز منظومة الابتكار الوطن.
وختاماً، يرى الدكتور عبد الرزاق أن "هذه الخطوة تؤكد أن التحول الرقمي لم يعد خياراً بل هو مسار استراتيجي، وأن الأردن يسعى إلى الاستفادة من الخبرات الإقليمية، خصوصاً من الشركات السعودية التي أثبتت نجاحها في مشروعات حكومية كبرى".
نبض