جيمس ترافورد ضحية وعود لم تُكتب لها الحياة
جيمس ترافورد، الحارس الشاب الذي دخل عالم كرة القدم مدججاً بالطموح والأحلام، استطاع أن يلفت الأنظار بقدرته الفريدة على التألق في لحظات الحسم، حيث كان يستغل كل فرصة تحت الأضواء ليظهر بأفضل شكل ممكن.
إلا أنّ لحظة فاصلة قلبت حياته رأساً على عقب، فانتقل من نجم صاعد يتلقى الإرشادات والتكريم إلى ظلال لاعب تكاد تختفي وسط زخم عالم كرة القدم القاسي.
مع تضاؤل فرصه في المشاركة كحارس أساسي مع مانشستر سيتي، اتخذ ترافورد قراراً بتغيير مساره، بحثاً عن مساحة جديدة لإثبات قدراته.
وفي عام 2023، قبل عرضاً من نادي بيرنلي، ليكتب لنفسه فصلاً جديداً في مسيرته، تألق فيه بشكل لافت، وقد حقق أداء مذهلاً جذب الأنظار عالمياً، مسجلاً رقماً قياسياً بحفاظه على نظافة شباكه في 29 مباراة ضمن دوري الدرجة الأولى الإنكليزي، ليكون السبب الأبرز وراء عودة بيرنلي إلى منافسات الـ"بريميرليغ".
هذا الأداء المميز وضع ترافورد تحت أنظار أندية كبيرة مثل نيوكاسل، الذي أبدى اهتمامه بجعله الحارس الأول في صفوفه، لكن مع تلقيه اتصالاً من مانشستر سيتي، فريقه القديم، لم يتردد في العودة بعدما وُعد من قبل بيب غوارديولا بفرص حقيقية لإثبات نفسه، رغم المنافسة القوية بوجود الحارس البرازيلي المتميز إيدرسون.
عاد ترافورد بحماسة عالية وقدّم بداية واعدة مع الفريق السماوي، حيث ظهر بأداء قوي خلال أولى مبارياته ونجح في التصدي لـ11 كرة خلال ثلاث مباريات، إلا أنّ تطوّرات الأمور لم تكن لصالحه؛ فقد غيّر غوارديولا خططه التكتيكية لاحقاً بعد التعاقد مع الحارس الإيطالي الشهير جانلويجي دوناروما.
ومع تلك الصفقة الجديدة، وجد ترافورد نفسه مرّة أخرى على مقاعد البدلاء، مكتفياً بفرصة المشاركة في مباراة واحدة فقط.
اليوم، ومع استمرار وجوده خارج التشكيلة الأساسية، يفكر ترافورد بجدية في مغادرة مانشستر سيتي بحثاً عن فرصة جديدة تكفل له المشاركة المستمرّة والبقاء ضمن خيارات المنتخب الإنكليزي، خصوصاً مع اقتراب استحقاقات كأس العالم 2026.

اللعب تحت قيادة غوارديولا ليس بالأمر السهل؛ فالفرص التي يمنحها للنجوم غالباً ما تكون مشروطة وغير مضمونة على المدى الطويل، وهو نمط واجهه العديد من اللاعبين الكبار مثل رياض محرز وجواو كانسيلو وجاك غريليش.
كرة القدم كثيراً ما تكشف عن قسوتها الخفية؛ فهي مليئة بالحكايات عن لاعبين يمتلكون الموهبة وكل الإمكانات المطلوبة، لكن تقلبات الظروف تضعهم فجأة على الهامش، وقصة جيمس ترافورد تجسّد هذا الواقع العسير بكل تفاصيله.
نبض