مصطفى غلوش لـ"النهار": المواهب في الظل والمحسوبيات في الصدارة
تتميز مصر بامتلاكها وفرة من المواهب الشابة في قطاع الناشئين، وهي مواهب تتمتع بإمكانات كبيرة لإحداث تأثير واضح إذا ما حصلت على الفرص المناسبة. ومع ذلك، يبقى العديد من هؤلاء اللاعبين بعيداً من دائرة اهتمام الأندية والمتابعين.
في المقابل، نجد الأندية المصرية تُنفق مبالغ طائلة لجلب لاعبين أجانب، بينما هناك جيل محلي كامل ينتظر فرصته لإثبات قدراته، وتتجلى هذه المشكلة بشكل خاص في مركز المهاجم، الذي تعاني فيه الفرق المصرية من ندرة في اللاعبين القادرين على تقديم أداء مؤثر، وهو ما انعكس سلباً أيضاً على المنتخب الوطني الذي يفتقر إلى قوة هجومية حقيقية.
في هذا السياق، أجرت "النهار" حواراً مع مصطفى غلوش، مهاجم فريق إنبي من مواليد عام 2007، الذي تحدث أولاً عن انطلاقته قائلاً: "بدأت بممارسة كرة القدم في إحدى الأكاديميات في مدينة المنصورة قبل انتقالي إلى ناشئي إنبي، حيث أمضيت حتى الآن ست سنوات"، مضيفاً أنّ شغفه بكرة القدم ظهر عندما أدرك أنه لا يميل إلى الدراسة، وفضّل السعي نحو تحقيق طموحه الرياضي.
وعن دخوله عالم كرة القدم، أكد أنّ الأمر بدأ حين لاحظه أحد أبناء قريته أثناء اللعب واقترح عليه الانضمام إلى الأكاديمية، والتي كانت نقطة انطلاقه للانتقال إلى نادي إنبي.
أما عن سبب اختياره مركز المهاجم، فقال إنه بدأ كلاعب وسط، لكن أحد مدربيه اكتشف تميزه بفضل سرعته وذكائه أمام المرمى، مما دفعه الى اللعب كمهاجم، وأعرب عن سعادته بهذا الدور الجديد.

وفي معرض حديثه عن تجاربه السابقة، ذكر غلوش أنه سبق أن خاض اختبارات مع النادي الأهلي وتلقى عروضاً من إنبي والأهلي، لكنه اختار الاستمرار مع إنبي بهدف تحقيق حلمه المستقبلي اللعب للأهلي.
وعن العمل على تطوير نفسه كلاعب، أشار إلى التزامه التدريبات الجماعية والفردية داخل النادي، بالإضافة إلى التزام نظام غذائي متوازن والحصول على ساعات نوم كافية.
وعن سبب ضعف الاهتمام الحالي بقطاع الناشئين مقارنة بالماضي، قال: "المواهب تبقى في الظل بسبب هيمنة المحسوبيات وصدارتها"، كما أوضح أنّ العديد من اللاعبين، رغم بدايتهم الجيدة، سرعان ما يتراجع مستواهم نتيجة الانتقادات بدلاً من الحصول على الدعم اللازم.
وفي ما يتعلق بإخفاق منتخب الشباب في كأس العالم 2025، دافع غلوش عن المدير الفني أسامة نبيه، مؤكداً أنّ الخيارات المتعلقة باللاعبين لم تكن بيد المدرب وإنما فرضتها ظروف معينة.
وعن تفوّق المغرب أخيراً مقارنة بمصر، أوضح أنّ الفارق يكمن في الأولوية التي تُمنح للمنتخب الوطني هناك على حساب الأندية أو المصالح الشخصية، كما نوّه بأنّ الشفافية والنظام الواضح في التعامل مع اللاعبين وإعطائهم الفرصة لتطوير أنفسهم يمثلان أحد عوامل التفوّق الرياضي الكبير للمغرب.
وأشار إلى أنّ اللاعب المغربي يتم تدريبه وإعداده لمواجهة الضغوط بعيداً من الأجواء السلبية، مما يعزز ثقته بنفسه ويقوي مهاراته بشكل تدريجي، وعلى النقيض، يعاني اللاعب المصري من ضغوط مستمرّة وتوقعات مرتفعة تجعل أي إخفاق خطوة إلى الخلف.
وعن رفض الأندية المصرية السماح بالاحتراف المبكر للاعبين الشباب، اعتبر أن هذا الأمر يمثل عائقاً كبيراً أمام تطوّر مستويات اللاعبين المحليين مقارنة بالآخرين حول العالم، مضيفاً أنّ الأندية تركز على مكاسب قصيرة الأجل بدلاً من منح اللاعبين الفرصة لخوض تجارب خارجية تتيح لهم التطوّر.
ورد ضعف مركز المهاجم في مصر، إلى أنّ "تطوير هذا المركز يتطلب صبراً كبيراً على اللاعبين الشبان، لكن الأندية المصرية تميل إلى التعاقد مع مهاجمين أجانب جاهزين مما يؤدي إلى خلل طويل الأمد"، وأعرب عن أمله في الاحتراف خارجياً والانتقال مستقبلاً إلى فريق برشلونة.
نبض