محمد صلاح... "الفرعون" على مفترق الطرق في "أنفيلد"

رياضة 03-12-2025 | 20:31

محمد صلاح... "الفرعون" على مفترق الطرق في "أنفيلد"

جلوس المصري على مقاعد البدلاء ليس رفضاً لقدراته، بل انعكاس لتوازن الفريق
محمد صلاح... "الفرعون" على مفترق الطرق في "أنفيلد"
النجم المصري محمد صلاح في تدريبات ليفربول. (أ ف ب)
Smaller Bigger

قلّما اعتاد جمهور ليفربول على غياب النجم الأول محمد صلاح، إلا أن اللحظة الصادمة حانت، لتقلب مجتمع "الريدز" رأساً على عقب: "الفرعون" يجلس على مقاعد البدلاء في أنفيلد ويراقب فوز الفريق على وست هام 2-0 في الدوري الإنكليزي الممتاز.

لم يكن هناك أحد يتوقع أن يرى أيقونة بحجم "الملك المصري"، الذي اعتاد زرع البسمة لدى المناصرين، يسجل أهدافاً حاسمة ويقود الفريق الأحمر، تتراجع عن مركزها في قلب الهجوم، لتجلس بعيداً عن الأضواء، بينما الجماهير تصرخ باسمه بين الفرح والقلق.

هذه اللحظة لم تكن مجرد قرار تكتيكي عابر، بل رمز لبداية فصل جديد في مسيرة محمد صلاح في ليفربول. المدرب الهولندي أرنه سلوت أضحى يواجه معضلة صعبة: دمج المواهب الجديدة مثل الألماني فلوريان فيرتز، والسويدي ألكسندر إيساك، والفرنسي هوغو إيكتيكي في تشكيلة تعتمد على التكتيك الدفاعي المتوازن، وهو ما يفرض التضحية باللاعبين الذين كانوا ركائز الفريق، وفي مقدمهم صلاح.

جلوس المصري على مقاعد البدلاء ليس رفضاً لقدراته، بل انعكاس لتوازن الفريق: صلاح وفويرتز كلاهما ضعيف في المساندة الدفاعية، والضغط العالي، ما يجعل الدمج بينهما تحدياً تكتيكياً صعباً، خاصة في المباريات التي تتطلب ثباتاً دفاعياً أمام المرتدات السريعة. ومع ذلك، وصفه سلوت بأنه "محترف من الطراز الرفيع"، مؤكدًاً أنه سيظل له مستقبل في النادي، وهو اعتراف بمكانة اللاعب وإنجازاته التي لا يمكن محوها.

وأضاف سلوت "لم يكن الوحيد الذي لم يشعر بالسعادة بعدم مشاركته أساسياً. الطريقة التي تصرّف بها هي ما تتوقعه من لاعب محترف مثله. بالنسبة لصلاح، فهو منضبط للغاية ويعرف ما يجب فعله للحفاظ على لياقته البدنية". ومن المتوقّع أن يغيب صلاح لسبع مباريات بسبب التحاقه بمنتخب "الفراعنة" قبل كأس أفريقيا في حال بلوغ نهائي المسابقة القارية.

لكن الواقع لا يخفى على أحد: صلاح لم يعد الخيار الأوحد، ولم يعد محور كل هجمة كما كان في السنوات الماضية. المباريات الأخيرة، والجلوس على مقاعد البدلاء، ترسم صورة عن مرحلة انتقالية في ليفربول، حيث يحاول المدرب بناء فريق قادر على الصمود طويلًا، حتى لو كان ذلك على حساب نجمه التاريخي.

 

سيغيب صلاح نحو سبع مباريات بسبب كأس افريقيا. (وكالات)
سيغيب صلاح نحو سبع مباريات بسبب كأس افريقيا. (وكالات)

 

على المستوى الشخصي، قد يشعر صلاح بالغضب الخفي أو الإحباط، وربما التساؤل عن مستقبله. اللاعب الفذ الذي رفع راية مصر وأفريقيا على ملاعب العالم، قد يجد نفسه أمام خيارات صعبة، إما الصبر والمثابرة للبقاء في أنفيلد، أو المغامرة نحو تحد جديد، بعيداً عن الملاعب التي عشقها الجمهور.

ويلوح الدوري السعودي مجدداً في الأفق، براتب ضخم وفرصة ليظل قائداً ونجماً أول، مكان يمكن أن يمنحه الحرية التي اعتاد عليها، بعد أن بدأ فريقه الإنكليزي يوازن بين الماضي والحاضر. الحديث عن الهلال والقادسية ليس مجرد شائعات، بل حقيقة تجذب اللاعبين الكبار الباحثين عن مكان يمكنهم فيه التألق بلا قيود تكتيكية.

لكن مهما كانت المغريات، لا يمكن تجاهل الحب العميق والولاء للجماهير العربية. كل هدف سجله، كل لحظة فرح، كل دمعة حزن على أرض أنفيلد، صنعت له مكانة لا يمكن أن تمحى، فالمشجعون يعرفون أن صلاح ليس مجرد لاعب، بل رمز للأمل العربي والإصرار الذي يتحدى الزمن.

الفصل المقبل سيكون حاسماً: هل سيبقى محمد صلاح في قلب الأحمر، يكتب فصول المجد، أم أن الرحيل سيبدأ رحلة جديدة، ليخوض مغامرة مختلفة في أرض الخليج؟

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 12/8/2025 6:32:00 AM
تلقّى اتصالاً من قيادته الإيرانيّة في الخامس من كانون الأول/ديسمبر 2024، أي قبل ثلاثة أيام من سقوط الحكم السابق، طلبت منه فيه التوجّه إلى مقرّ العمليات في حيّ المزة فيلات شرقية في العاصمة صباح الجمعة في السادس من كانون الأول/ديسمبر 2024 بسبب "أمر هام".
المشرق-العربي 12/8/2025 7:07:00 AM
ألقى الشرع كلمة قصيرة بعد الصلاة قال فيها: "سنعيد بناء سوريا بطاعة الله عز وجل، وبنصرة المستضعفين، والعدالة بين الناس"
سياسة 12/7/2025 9:18:00 AM
"يديعوت أحرونوت": منذ مؤتمر مدريد في أوائل التسعينيات، لم يتواصل الدبلوماسيون الإسرائيليون واللبنانيون مباشرةً