لبنان والسودان على مفترق التأهل… نزال لا يحتمل الهفوات
رسالة وطنية أكثر منها مبارة في كرة القدم. هكذا سيكون حال المنتخب اللبناني عندما ينازل نظيره السوداني في مواجهة حاسمة ضمن ملحق كأس العرب 2025، الأربعاء، على ملعب نادي الغرافة في العاصمة القطرية الدوحة (الساعة 18:00 بتوقيت بيروت).
ينطلق المنتخبان في البطولة، من حيث أنهيا مشاركتهما في النسخة السابقة، حين تفوق لبنان بهدف نظيف سجّله الحارس السوداني علي أبو عشرين بالخطأ، ما يمنح "الأرز" ثقة إضافية قبل مواجهة الليلة الحاسمة.
الفائز من هذه المباراة سينضم إلى المجموعة الرابعة التي تضم الجزائر حامل اللقب، العراق، والفائز من مواجهة البحرين وجيبوتي، ليبدأ رحلة جديدة نحو التألق في البطولة العربية.

ثقة كبيرة
أكد المدرب المونتينغري لمنتخب لبنان، ميودراغ رادولوفيتش، أن فريقه يعيش مرحلة إيجابية بعد سلسلة نتائج جيدة في تصفيات كأس آسيا "فريقنا واثق. المشاركة في كأس العرب رائعة، وأعتقد أننا جاهزون لتحقيق الفوز. مباريات الملحق لا مجال فيها للخطأ، والسودان فريق قوي بدنيًا، لكننا نعوّل على الأداء الحالي".
فيما شدد قائد الدفاع وليد شور على أن لاعبي المنتخب مستعدون بدنياً وفنياً وذهنياً، وأضاف: "نحترم خصمنا، لكننا نعرف قدراتنا، ونثق بأننا قادرون على الفوز".
وأضاف رادولوفيتش "التأهّل الى دور المجموعات سيكون بمثابة مكافأة لما قدّمه اللاعبون طوال العام الماضي، حين لعبنا 17 مباراة، ففزنا في 11 منها، وتعادلنا 4 مرات، في مقابل خسارتين فقط. هذا يظهر بأننا على الطريق الصحيحة. لدينا حافز كبير، وجاهزون للنزال وحصد الانتصار".
إحلال وتبديل وانسجام
في السنوات الأربع السابقة، تبدّل حال المنتخب اللبناني، بعد عملية طويلة من الإحلال والتبديل. معدل أعمار اللاعبين تقلّص، أسماء جديدة محترفة وفدت إلى التشكيلة، أسماء ينتظر أن يسطع نجمها في الملاعب المونديالية التي تحتضن بطولة الوطن العربي بأكمله، على وقع انسجام نسبي بين لاعبي الخبرة والشباب، مع لاعبين محترفين في أوروبا وأميركا اللاتينية وأوستراليا، في مقدمهم لاعب ديبورتيفو بيريرا الكولومبي سامي مرهج، ومهاجم هاليشير الألماني مالك فخرو، ولاعب ويمبلدون الإنكليزي عمر شعبان بوغيل، فضلاً عن قائد الوسط محمد حيدر والحارس مصطفى مطر.
يتميز اللبنانيون بقدرة على استغلال الهجمات المرتدة السريعة مع تنظيم دفاعي محكم، ضد خصم يتسم بالقوة البدنية والخبرة بوجود لاعبي الهلال في التشكيلة، مثل رمضان عجب ومصطفى كرشوم وبخيت خميس والمهاجم محمد عبد الرحمن "غربال". وبرغم الظروف الصعبة التي يمر بها السودان، فإن لاعبيه يملكون الرغبة في تقديم أداء قوي.
تحديات وظروف متشابهة
كلا المنتخبين يواجه تحديات خارج أرضه. لبنان بلا ملعب دولي معتمد منذ سنوات، ومضطرّ إلى اللعب على الملاعب المحايدة، في أغلب الأحيان، فضلاً عن تأثره بالأزمات المتلاحقة والعدوان الإسرائيلي ونتائجه، فيما السودان يضطر إلى اللعب خارج بلاده أيضاً، بسبب الوضع الأمني بعد الحرب الأهلية المندلعة منذ أكثر من عامين.
وبرغم التشابه في الظروف، يظلّ لكلّ فريق ميزته الخاصة، إذ اعتاد المنتخب اللبناني على اللعب في قطر.
ويمثل التأهل إلى دور المجموعات بالنسبة إلى منتخب لبنان فتح الباب أمام مواجهات قوية ضد منتخبات تعتبر من الصف الأول، وإن كانت بتشكيلات رديفة، فضلاً عن تعزيز مكاسب الاتحاد اللبناني لكرة القدم ودعم تطوير الكرة المحلية، ولا سيما أن لمنتخب "الأرز" جالية كبيرة تؤازره في قطر.
مواجهة حاسمة
أكد المدرب الغاني لمنتخب "صقور الجديان" كواسي أبياه صعوبة المهمة، لكنه أبدى ثقة كبيرة في لاعبيه، إذ قال "هذه البطولة مهمة لكل سوداني، وعلينا إثبات أننا نستحق التواجد في كأس العرب. مباراة لبنان ستكون حاسمة، ويجب أن نقدم أفضل أداء ممكن".
وعن توقعاته لمواجهة لبنان: "في عالم كرة القدم الحديث، لا يمكنك أن تستهين بأي فريق. لقد شاهدت مبارتين أو ثلاثة للبنان، وقد تبيّن لي أنهم فريق جيّد، لذا علينا أن نخرج لنبرهن أننا نستحق أن نتواجد في كأس العرب، لأنه إذا أردت أن تنافس الأفضل فعليك أن تكون الأفضل".
نبض