ياقوت فاروق لـ"النهار": لا أؤمن بالترتيب... من تتألق تحمي المرمى
في عالم كرة القدم، الذي تلعب فيه التفاصيل الصغيرة دوراً حاسماً، يظهر دور مدرب حراس المرمى كمؤسس "خفي" يميز بين فريق منافس وآخر بطولي.
وفي مجال كرة القدم النسائية، تتضاعف أهمية هذا الدور، إذ لا يتوقف عند حدود تدريب المهارات فحسب، بل يمتد ليكون مصدر ثقة، وبناء شخصية ذهنية لحارسة المرمى داخل الملعب وخارجه.
في هذا السياق، أجرت صحيفة "النهار" حواراً خاصاً مع ياقوت فاروق، مدرب حارسات المرمى لفريق الكرة النسائية في نادي الزمالك، والذي افتتح حديثه عن بداية رحلته، قائلاً: "بدأت مشواري حارس مرمى في صفوف العديد من الأندية المصرية، مثل الجونة والإنتاج الحربي وأسوان، وبعد اعتزالي اللعب، قرّرت متابعة شغفي بكرة القدم من زاوية أخرى، مستنداً إلى خلفيتي الأكاديمية في كلية التربية الرياضية في جامعة حلوان".
وتدرج ياقوت في التدريب متنقلاً بين فرق الناشئين والبراعم والفرق الأولى في درجات الدوري الممتاز والثالثة والرابعة، قبل أن يتحوّل إلى مجال كرة القدم النسائية مع فريق السكة الحديد لمدة موسمين، ثم يلتحق بفريق الزمالك للسيدات بناءً على ترشيح من الكابتن عادل حسين، المدير الفني السابق لهنّ، ولفريق زد حالياً.

وعند الحديث عن التباين بين تدريب حراس الرجال والسيدات، أوضح ياقوت أنّ "الأساسيات لا تختلف كثيراً، لكن الاختلاف يأتي من الفوارق الفردية والطبيعة البدنية، مع أهمية التركيز على الحالة النفسية والصحية للاعبة بالتنسيق مع الفريق الطبي لضمان جاهزيتها".
وعن تحدياته مع الانضمام إلى نادي الزمالك، أشار إلى أنّ "العمل داخل هذا النادي يمثل مسؤولية كبيرة، خصوصاً مع بدء تكوين فريق السيدات، وهي مرحلة دقيقة تضمنت اختيار أفضل العناصر المناسبة لتحقيق الطموحات".
وأكد أنّ "تطوير أداء حارسة المرمى يعتمد على مختلف الجوانب: البدنية، المهارية، التكتيكية، النفسية والذهنية، ويتم ذلك من خلال برامج تدريب متخصصة والتحليل المنتظم للأداء خلال المباريات والعمل على تصحيح الأخطاء بشكل مستمر". كما شدد على أهمية الدعم النفسي والتحفيز من جانب المدرب لضمان تحقيق أفضل أداء.

وعن اختيار الحارسة الأساسية، أوضح ياقوت فاروق أنّ "التقييم يشمل الأداء البدني والمهاري والخططي، إلى جانب السمات الشخصية لكل لاعبة"، مضيفاً: "أؤمن بضرورة تكافؤ الفرص بين الحارسات، بحيث يكنّ مستعدات للعب في أي وقت من دون تفضيل ترتيب رقمي محدد، ولا أؤمن بالترتيب مثل وجود حارسة أولى أو ثانية أو ثالثة، فالأهم هو من تتألق تحمي المرمى. لافتاً إلى أنّ "الأداء والاستحقاق هما المعياران الرئيسيان في تحديد هوية الحارسة الأساسية".
ولفت إلى أنّ "حارس المرمى المثالي يجب أن يتحلى بسمات شخصية قوية إلى جانب المهارة الفنية، كالجرأة في اتخاذ القرارات الصعبة والقدرة على التواصل الفعّال مع الفريق، وهما عاملان مهمان في صناعة الفارق داخل المباريات". وذكر أنّ قدرة الحارسة على التعامل مع الكرات العرضية والخروج بتوقيت دقيق في اللحظات الحرجة يجعلها عنصراً أساسياً للفريق.
وحول المدارس التدريبية العالمية، عبّر عن إعجابه بحراس المرمى الألمان لما يتميزون به من احتراف وانضباط، مؤكداً أنّ "كرة القدم الحديثة تتطلب من الحارس امتلاك مهارات اللعب بالقدمين والتعامل بمهارة مع الكرة منذ بداية الهجمات".
وعند مقارنة حراس مصر بالحراس العرب والأفارقة، رأى ي أنّ "هناك حاجة ماسة لتطوير هذا الجانب عبر التنقيب المستمر عن المواهب وصقلها"، مشيراً إلى "وجود مواهب جيدة لكنها بحاجة للعمل للوصول إلى مستوى الامتياز، إذ يتكرّر بعض الأخطاء في التعامل مع الكرات العرضية واللقطات الصعبة".

وفي ما يتعلق بأهدافه المستقبلية، أعرب ياقوت عن فخره بالعمل مع فريق الزمالك للسيدات وتطلعه الى الارتقاء بمستوى الفريق لتحقيق إنجازات أفضل من الموسم الماضي، كما أشاد بحارسات مثل نورا ونعمة وسارة، مؤكداً استمراره في تطوير مزيد من الحارسات المصريات الموهوبات والقادرات على تحقيق التميز.
وختم حديثه برسالة تشجيع لكل فتاة تطمح الى أن تُصبح حارسة مرمى في مصر، مصراً على أهمية الدعم النفسي للحارسة خصوصاً بعد الخسارة، ناصحاً المدربين بالتعامل الإيجابي مع الأخطاء وعدم معالجة التفاصيل الفنية إلا بعد مرور الوقت وبهدوء أثناء التدريبات.
نبض