أليخاندرو غريمالدو... "عملة نادرة" في ليفركوزن يترصدها الكبار
وسط الظلام.. لا بد من أن يتواجد الضوء، الذي يخبرك دائماً أن الأمل لا يزال قائماً، عبارة تنطبق على الإسباني أليخاندرو غريمالدو، الذي يُعد بمثابة رئة فريق باير ليفركوزن الألماني التي تعمل بلا توقف، مهما اختلفت الظروف.
على رغم معاناة الفريق هذا الموسم من عدم الاستقرار الفني، بعد إقالة المدرب الهولندي إريك تن هاغ وتعويضه بالدانماركي كاسبر هيولماند، ظل غريمالدو خارج كل هذه الدوامة. يعيش في عالمه الخاص، يحمل شعاراً اختصر رحلته: "الاستمرارية سر النجاح".
في وقت تسلط فيه الأضواء على نجوم المقدمة، ويُهمل دور بعض المراكز، قرر غريمالدو أن يصنع تاريخه من مركزٍ كان يُنظر إليه على أنه "وظيفة دفاعية" بحتة. فهو لا يكتفي بحماية الجهة اليسرى، بل يقود الهجمات، يصنع، ويسجل، كأنه صانع ألعاب متقدم يرتدي قميص الظهير. بهذا الأداء المتكامل، أعاد الإسباني تعريف ما يعنيه أن تكون ظهيراً عصرياً.
منذ انضمامه إلى ليفركوزن في صيف 2023 قادماً من بنفيكا البرتغالي، لمع غريمالدو بسرعة داخل منظومة تشابي ألونسو، فأصبح عنصراً أساسياً في بناء الهجمات، بفضل تمريراته الذكية وتحركاته في المساحات والدخول إلى العمق عند الحاجة. أرقامه تتحدث بصوتٍ عالٍ: 113 مباراة في مختلف البطولات، 23 هدفاً و37 تمريرة حاسمة. وفي الموسم الحالي وحده، وعلى رغم بداية الفريق الصعبة، ومرور ثلاثة أشهر فقط، سجّل 7 أهداف وصنع 4.

اليوم، بعد ثلاثة مواسم من التألق المتواصل مع باير ليفركوزن، أصبح الإسباني أحد أبرز الأظهرة في أوروبا وهو المركز الذي يعد "عملة نادرة"، بل بين القلائل الذين يجمعون بين الأرقام، والتأثير الهجومي والدفاعي المتوازن.
ما يميز غريمالدو أكثر من أي شيء آخر هو ثبات مستواه. فبينما يعاني كثيرون من الأظهرة تذبذب الأداء بين موسم وآخر، حافظ اللاعب الإسباني على النسق نفسه، كأنه يزداد جودة مع مرور الوقت. لذا لم يكن غريباً أن تضعه الأندية الأوروبية الكبرى ضمن دائرة الاهتمام، مع تزايد التكهنات حيال إمكان خروجه في صيف 2026.
وتترصّد اللاعب كبار الأندية وفي مقدمها برشلونة وأتلتيكو مدريد إذ يشكلان خياراً مناسباً له كونه ينشد العودة إلى بلاده، كما ان ريال مدريد يتابع التطورات عن كثب. في المقابل أبدى المدير الرياضي لليفركوزن تفهمه لرغبة الظهير بالعودة إلى "لا ليغا" إنما "في الوقت المناسب"، إذ لا ينوي ليفركوزن التفريط باللاعب، إنما من الصعب تجاهل حقيقة أن غريمالدو سيرحل عن ليفركوزن في النهاية وخصوصاً مع استمرار بريقه في البوندسليغا والمنافسات الأوروبية.
نبض