جمال الغندور لـ"النهار": تجربة الحكام الأجانب فاشلة والحكم المصري مظلوم
تحدث الخبير التحكيمي الدولي جمال الغندور في حوار مع "النهار" عن كثير من القضايا التي تتعلق بقضاة الملاعب داخل الدوري المصري، وعلق على حوادث كثيرة تحوط أسلوب إدارة المباريات، متطرّقاً إلى حالة الغضب التي انتابت بعض الأندية من المشاكل الناجمة عن الصافرة التي تُدير المواجهات.
*لماذا يصاب الحكم المصري بالتوتر أثناء إدارة المباريات؟
- علينا ربط الأحداث جيداً، من يدير المنظومة منذ ثلاث سنوات أجانب، ليس لديّ اعتراض على أشخاصهم لكن شاهدنا خلال تلك الفترة سلسلة من الأخطاء غير طبيعية وتوترات داخل الملعب كان يمكن تجنبها، لذا علينا الاعتراف أنّ تجربة الخبير الأجنبي لم تنجح، وبالتالي الحكم المصري لم يجد الاستقرار أو المناخ المناسب لظهور قدراته على البساط الأخضر.
*هل يجد الحكم المصري الاهتمام المناسب؟
_ هناك من سيشعر بالحزن مما أقول، لكن في الحقيقة الحكم المصري لا يجد الاهتمام به بالشكل الذي يتناسب مع مسؤولياته، لو لاحظتم، فإنّ كل عناصر اللعبة تجد الرعاية والتقدير المادي، ولكن يجري التعامل مع التحكيم على أنه أداة فقط لإدارة المباريات، عكس ما نرغب فيه وهو أن يكون حاضراً بقوة في البطولات القارية والعالمية بالشكل الذي يليق به. وللأسف، لو هناك تحكيم مبرمج آلياً لاستغنوا عنهم نهائياً، ولا أتحدث عن الحقبة الحالية داخل اتحاد الكرة وحسب، ولكن على مدار سنوات طوال.
*هل ترى سلبيات في منح إدارة التحكيم لخبراء أجانب؟
_ التعامل مع التحكيم يجب ألا يكون ظاهرياً كما يحدث حالياً، بحيث يجري الاهتمام فقط ببعض الأسماء التي تدير مباريات في الدوري الممتاز وإهمال البقية، وإنما رسالة يجب أن تبدأ من الدرجات الأدنى وتتدرج حتى الصعود، لأننا نهدف في النهاية إلى بناء منظومة متكاملة يمكنها حمل المسابقات وتقديم صورة مشرقة في المحافل الدولية والقارية.
*وما الحل من وجهة نظرك؟
- أرى أنّ مصر تمتلك كوادر تحكيمية سابقة استطاعت تقديم مستويات كبيرة سواء في المسابقات المحلية أو الدولية، ويمكن الاستعانة بها لأنّ تجربة اللجوء إلى الأجانب أثبتت عدم جدوى الاعتماد عليها بسبب سلسلة الأخطاء الكثيرة المرتكبة في المباريات، ويكفي أنّ 15 نادياً أصدرت بيانات تنتقد التحكيم وبعضها طالب بعدم إدارة حكام معينين لمبارياته.
*هل يمكن أن نرى تحكيماً مصرياً في مونديال 2026؟
_ ثمة حكمان مرشحان للذهاب إلى كأس العالم في قارة أميركا الشمالية هما أمين عمر ومحمد معروف، وأرغب في التنويه بأنّ المونديال الحالي يتطلب توافر عدد كبير من الحكام لأنّ عدد المباريات ارتفع نتيجة زيادة عدد المنتخبات إلى 48، وفقاً للنظام الجديد المعتمد من الاتحاد الدولي لكرة القدم.
*التكنولوجيا المتأخرة المستخدمة في تقنية الـ"VAR" داخل الدوري المصري هل تؤثر سلباً؟
- التكنولوجيا عامل مساعد، لكن الأساس هم الحكام أو العنصر البشري، هناك تقنية متقدمة مثل "التسلل نصف الآلي" أو "خط المرمى"، قد تسهل في بعض الحالات، لكن ليس هذا هو التحكيم لأنّ هناك سلسلة من القرارات الأخرى يتخذها الحكم بعيداً من غرفة الفيديو.

*هل يتقاضى الحكم المصري أجراً مناسباً؟
- الحكم المصري بعيد من عناصر اللعبة المختلفة، فهو لا يتقاضى مثل اللاعبين أو المدربين، إذ يحصل على قرابة 200 دولار في المباراة الواحدة، هذا بالنسبة إلى حكم الساحة، وهو رقم لا يتناسب مع نظيره في الدول المحيطة بنا، وبعيد تماماً عن أوروبا.
*الحكم الناجح يحتاج إلى الإنفاق أكثر للاهتمام بنفسه؟
- الحكم يدفع للاعتناء بنفسه، مثل الإنفاق على جلسات التعافي من الإصابات والاستشفاء والاسترخاء، ويخضع لنظام غذائي خاص يساعده على الركض مسافات طويلة، وكل ذلك يتطلب إمكانات مادية إلى جانب حاجاته في الحياة.
*هل توافق على إسناد مباريات الدوري المهمة إلى حكام أجانب؟
- لديّ مبدأ وهو الاعتماد على الحكم المصري في كل المباريات وأرفض إسناد أي مباراة لحكم أجنبي، ولكن في المقابل يجب أن يكون العنصر البشري مؤهلاً لمثل هذه الأحداث، ولاسيما منها مباراة القمة أو بيراميدز مع القطبين، وليس مجرّد شعارات للاستهلاك فقط.
نبض