جوليان ألفاريز... للرصاصة ثمن باهظ
العقول العنيدة لها أفكارها أثناء المعركة، لا يهمها عدد الضحايا، بقدر ما تشغلها أهمية أن يكون لهم الغلبة في إطلاق الرصاصة الأخيرة قبل توقف القتال. اختار الأرجنتيني جوليان ألفاريز دور البطولة في رواية أتلتيكو مدريد، لكنه نسي أنّ مواطنه دييغو سيميوني هو المخرج.
أدرك ألفاريرز أنّ البقاء في مشروع مانشستر سيتي سيضعه دائماً في المرتبة الثانية، لأنّ المدرب بيب غوارديولا لا توجد أمامه أي خيارات سوى الاعتماد على النروجي إرلينغ هالاند، لذا اختار الذهاب إلى أتلتيكو مدريد مقابل 75 مليون يورو بعقد حتى 2030. لكنّ الطريق التي رسمها سيميوني لا تقود إلى البطولات في نهايتها.
انهمرت الأهداف على مرمى أتلتيكو مدريد أمام أرسنال، وأدرك جوليان أنّ الفارق شاسع في المستوى، لأن من الصعب الهزيمة برباعية نظيفة خارج الديار، ثم الحلم باعتلاء منصة التتويج بمنافسات دوري أبطال أوروبا، فيما تنحصر المنافسة على لقب الليغا بين ريال مدريد وبرشلونة.
لن يصل جوليان إلى شيء يذكر مع أتلتيكو مدريد سوى بعض الأرقام، ومع مدرب مثل سيميوني لديه نزعة دفاعية، ونجل يلعب أساسياً داخل الفريق، كما أنه لا توجد رغبة مُلحة لهدم استقرار العائلة بإزاحته إلى مقاعد البدلاء، وسيكون من الصعب على نجم مانشستر سيتي السابق الاستمرار في قضاء حياة بائسة داخل "واندا ميتروبوليتانو".

إذن الأفضل الحلم بالذهاب إلى نادٍ أكثر شهرة، ولديه مدرب هجومي يميل إلى حصد البطولات، ومهاجمه الرئيسي شارف على الاعتزال بسبب تقدمه في السن، ولن يجد مشكلة في اللعب أساسياً عكس الحياة بجانب هالاند في ملعب الاتحاد.
يعشق برشلونة الذهاب إلى أتلتيكو مدريد واستنشاق رائحة زهوره. هناك معارك سابقة أبطالها أنطوان غريزمان وممفيس ديباي وجواو فيلكيس ولويس سواريز وكليمان لانغليه؛ فالتاريخ زاخر بالأحداث بين الناديين. لماذا لا يكون ألفاريز أحد فصوله؟
الطريق ممهدة للتفكير في أحداث كبيرة، لأنّ ماتيو أليماني المدير الرياضي السابق في برشلونة أصبح يشغل نفس المنصب، ولكنه في أتلتيكو مدريد قارئ جيد للمشاهد والصفقات بين الناديين؛ وإذا كان جوليان يشعر بالامتعاض فلماذا لا يستفيد الجميع؟
للرصاصة استعمالات كثيرة بخلاف إصابة هدفها، فيجري تصويبها في الهواء للفت الانتباه، أو إطلاقها بجانب الضحية لتحذيرها بأنها كانت في المتناول. لكن القاتل منحها فرصة جديدة للنجاة. وفي حالة جوليان، عليه السير بعيداً، لأنّ أتلتيكو مدريد لديه أفكار مختلفة؛ فهو بالأساس يميل إلى عدم بيع لاعبيه لمنافسيه المباشرين خشية تألقهم فيتعرّضون بعدها لانتقادات الجمهور.
وفي حالة جواو فيليكس، كان الموقف معقداً، لأنه ذهب على سبيل الإعارة إلى برشلونة وهو مملوك بالأساس لأتلتيكو مدريد، وكانت إدارة ناديه تحلم بتألقه حتى تعيد تسعيره بعدما تراجع مستواه ودخل في مشكلة مع سيميوني. لكنّ اللاعب البرتغالي كان يفهم مثل هذه الأحداث وخلط الأوراق، فحاول بشتى الطرق التألق مع برشلونة أمام ناديه القديم وسجل في مرماه، واحتفل ضد جماهيره، فأحرقت الألعاب النارية أصابع الـ"روخي بلانكوس".
خوان لابورتا رئيس برشلونة مغرم بمثل هذه المعارك، فهو يتسلل ببطء ويخبر اللاعب بأنه يحب تواجده في فريقه، ثم يترك الأمر للتصرّف، ويدخل في الوقت المناسب فيقدم عرضاً. لكنّ أتلتيكو مدريد سيكون عليه معرفة ماذا يريد جيداً؛ هل لديه رصاص كافٍ للقتال، أم ستنفد ذخيرته؟
نبض