احتفالات الـ"هالوين": من قال إن الخوف ليس ممتعاً أحياناً!

احتفالات الـ"هالوين": من قال إن الخوف ليس ممتعاً أحياناً!
Smaller Bigger

إذا كنتم تعتقدون أن هالوين مجرّد وقت للأزياء الغريبة والحلويات، فيجب إعادة النظر! هذا الاحتفال المليء بالأشباح والأزياء المخيفة هو مجرد البداية لعالم مليء بالاحتفالات الغريبة التي تحتفل بالأرواح وتكرّم الأموات، وكلها تتّسم بروح الفكاهة والمرح. دعونا نستعرض معاً بعضاً هذه الاحتفالات العجيبة التي تجعلنا نتساءل: من قال إن الخوف لا يمكن أن يكون ممتعاً؟

 

سيتيوبون (اليابان)

 

 

 

لنبدأ من اليابان مع مهرجان سيتيوبون، أو كما نسميه "مهرجان رمي الفول"! هذا الاحتفال يهدف إلى طرد الشياطين الشريرة واستقبال الربيع، وهو يتضمّن رمي حبوب الصويا المحمّصة (أو كما يسميها اليابانيون "فوكومامي") في كل مكان. لكن الأمور تأخذ منحى كوميدي، حيث يجتمع الجميع في المنزل ويبدأون بالهتاف "أوني وا سوتو! فوكوا أوتشي!"، ممّا يعني "أخرجوا الشياطين! أدخلوا السعادة!" وفي هذه الأثناء،

 

يرتدي البالغون أزياء شياطين مرعبة، بينما الأطفال يتجوّلون في كل مكان وكأنهم فريق من صائدي الأشباح. تخيلوا طفلاً صغيراً يرمي حبوب الصويا على والدته المتنكّرة في زي شيطان وهي تهرب نحو الزاوية!
لكن لا تكتمل المتعة من دون الطعام! يعتبر تناول لفافة السوشي المعروفة باسم "إيهومكي" تقليداً، حيث يجب تناولها في صمت، كما يُطلب تناول عدد الحبوب الذي يعادل عمر الشخص، وكأنه يتحدّى الحظ بكل حبّة!

 

ديا دي لوس مويرتوس (المكسيك)

 

 

لننتقل إلى المكسيك، حيث يُعتبر "ديا دي لوس مويرتوس" أو يوم الموتى احتفالاً يبعث الحياة في الموتى! في الأول من تشرين الثاني (نوفمبر)، تعود الأرواح للالتقاء بأحبّائها، ولكن لا داعي للخوف، بل يستقبلهم الجميع بفرح وبهجة. يرتدي الناس أزياء ملوّنة ويضعون صور أحبائهم الراحلة على طاولات مزينة. الموسيقى تعزف في كل مكان، وتُعدّ الأطعمة اللذيذة كقرابين للأرواح. تخيّلوا سيدة ترتدي زي جمجمة ضخمة وهي ترقص في الشارع، بينما الأطفال يتنقّلون بين الأطباق التقليدية وكأنهم في عرض طهي جماعي!

 

إن أجواء الاحتفال تجعلنا نشعر وكأن الموت ليس نهاية، بل هو مجرّد دعوة لاحتفال ضخم يجمع بين الأحياء والأرواح في أجواء من الفرح والسعادة.

 

كوريفوك (كتالونيا)

 

 

في كتالونيا، يُحتفل بكرنفال "كوريفوك"، الذي يعدّ من أكثر المهرجانات إثارة! تبدأ الحفلات بعد غروب الشمس، حيث تتجمّع الحشود في الشوارع لمشاهدة فرق الشياطين باللون الأحمر وهي تتجوّل، حاملين المشاعل والألعاب النارية. يبدو الأمر كما لو كنت في فيلم هوليوودي مع مشاهد الحركة المثيرة، حيث يُعرض صراع الخير والشر، لكن بلمسة مرحة!

 

تعود جذور كوريفوك إلى المسرحيات القديمة التي تتناول صراع الخير والشر. ومع ذلك، التركيز اليوم ليس على الدروس الأخلاقية، بل على المتعة! ولذا عليك أن تكون حذراً، فقد يفاجئك لهب ناري ينفجر بجوارك، وكأنك في عرض سحري!

 

أورو أودو (نيجيريا)

 

 

في نيجيريا، يأتي دور احتفال "أورو أودو"، حيث ترحّب قبيلة الإيغبو بالأرواح الراحلة كأرواح حامية. يُقام هذا الاحتفال كل عامين بين أيلول (سبتمبر) وتشرين الثاني (نوفمبر)، حيث يعود الأموات ليعيشوا مع عائلاتهم لفترة. الرجال يرتدون أقنعة وأزياء من الألياف النباتية، بينما يحتفل الجميع برقصات وموسيقى تقليدية. إنه احتفال يعكس الروابط العائلية، حيث يتوافد أفراد العائلة من كل مكان لتقديم الهدايا والاحترام للأرواح.

 

بازلر فاسناخت (سويسرا)

 

 

مهرجان "بازلر فاسناخت" هو تجربة تذهل الحواس! على مدار 72 ساعة، تتحوّل مدينة بازل إلى بحر من الأضواء والموسيقى. يبدأ الاحتفال في الساعة الرابعة صباحاً، حيث تُطفأ جميع الأنوار، وتضاء المدينة بفوانيس ملوّنة. الفرق الموسيقية تتجوّل في الشوارع، مع أزياء مدهشة تتنوّع بين الشخصيات الخيالية إلى الأبطال التاريخيين. إذا كنت تبحث عن الاحتفال الأكثر جنوناً، فقد وجدته!

 

غاي جاترا (نيبال)

 

 

من نيبال، يأتي احتفال "غاي جاترا"، الذي يجمع بين الفرح والمأساة. يُعتبر هذا الاحتفال تجسيداً للفرح رغم جذوره الحزينة، حيث يُقاد أفراد العائلة الذين فقدوا بقرة في الموكب، كأنها تشير إلى أن الأرواح ستصل إلى الجنة. يتخلّل الاحتفال عروضاً ملوّنة ورقصات وموسيقى، حيث يشعر الجميع بالراحة والسرور في ذكرى الأحباء.

 

ماتاريكي (نيوزيلندا)

 

 

ننتقل إلى نيوزيلندا، حيث يُعلن ظهور مجموعة النجوم ماتاريكي بداية السنة الجديدة لدى شعوب الماوري. يجتمع أفراد العائلة للاحتفال، يتذكّرون من فقدوهم، ويشكرون على النعم الحالية. إن رؤية النجوم في السماء تُذكّر الجميع بأن الحياة مستمرّة، وأن الموت جزء من دورة الحياة.

 

فِت غيدي (هايتي)

 

 

وأخيراً، في هايتي، يأتي "فِت غيدي"، وهو احتفال خاص لأتباع الديانة الفودو. يبدأ في الأول من تشرين الثاني، حيث يجتمع الناس للاحتفال بالأرواح بطريقتهم الخاصة. الرقص والموسيقى والمشروبات تُقدّم كقرابين، مما يجعل الاحتفال مليءاً بالبهجة والحيوية.

 

بفضل هذه الاحتفالات المتنوعة، نجد أن العالم مليء بأشكال متعدّدة من تكريم الأرواح والموتى، كل منها يحمل طابعاً فريداً ومميزاً. إذ تُظهر هذه الاحتفالات كيف يمكن للثقافات المختلفة أن تعبّر عن علاقاتها بالموت والأرواح، وكيف يمكن لهذه اللحظات أن تقرّب بين الناس، مما يثبت أن الموت ليس نهاية، بل جزء من دورة الحياة التي تستحق الاحتفال. لذا، في المرة القادمة التي ترون فيها شبحاً، تذكّروا أنه قد يكون مجرد دعوة للاحتفال!

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 11/4/2025 6:56:00 PM
شقيق الضحية: "كان زوجها يمسك دبوسا ويغزها في فمها ولسانها كي لا تتمكن من تناول الطعام".
ثقافة 11/2/2025 10:46:00 AM
"والدي هو السبب في اكتشاف المقبرة، وكان عمره وقتها 12 عاماً فقط سنة 1922."
لبنان 11/3/2025 11:23:00 PM
الفيديو أثار ضجة وغضباً بين الناشطين، حيث اعتبر كثيرون أن استخدام الهواتف والإضاءة الساطعة داخل هذا المعلم السياحي يؤثر على السياح هناك.
لبنان 11/4/2025 8:47:00 AM
دعت هيئة قضاء جبيل القوى الأمنية المختصة إلى التحرّك الفوري واتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة الفاعلين