أحمد البشير لـ"النهار": لا بأس بساعة من السخرية لتخفيف العبء النفسي ولكن... (فيديو)

اعتبر الإعلامي الكوميدي العراقي أحمد البشير أنّ النقد، سواء كان بنّاءً أو هدّاماً، هو وسيلة لتغيير الأوضاع السيّئة، مشدّداً على أنّ الكوميديا تظل أداة مؤثّرة لترسيخ الحقائق ومواجهة التحديات الاجتماعية والسياسية في العالم العربي.
وتطرّق صاحب البرنامج الشهير "البشير شو"، في مقابلة مع "النهار" على هامش قمة المليار في دبي، إلى رحلته المهنية، رؤيته للنقد وأهمية السخرية كأداة تغيير اجتماعي، وقال: "أحياناً النقد الهدام ضروري إن كان يستهدف شخصيات مؤذية للمجتمع، فالهدف هو تحسين الوضع السيّئ".
اقرأ أيضاً: أحمد البشير: لا أؤمن بفرض حدود على الكوميدي
تحدّث البشيرعن صدمته الأولى في عالم الإعلام، لافتاً إلى أنها كانت مع تحقيق إحدى حلقات برنامجه عام 2012 مئة ألف مشاهدة: "كانت البداية من مواضيع بسيطة مثل الكذب في العراق، ثم تصاعدت المشاهدات والمسؤولية مع تطور المحتوى".
وعن شعبية برنامجه خارج العراق، أوضح أن السوريين يشكّلون شريحة كبيرة من متابعيه، نظراً إلى تشابه الظروف بين البلدين. وأضاف: "حتى من لا يهتم بالسياسة العراقية قد يتابعنا من أجل الكوميديا أو الموضوعات الاجتماعية".
بالنسبة إلى البشير، فإنّ الكوميديا لا ينبغي أن تكون لها حدود: "نعيش يوماً كاملاً من الجدية، ولا بأس بساعة من السخرية لتخفيف العبء النفسي". فالكوميديا بحسب رؤيته، تسهم في ترسيخ المعلومات لدى الجمهور، لكنها ليست الوسيلة الوحيدة للتغيير: "التغيير يحتاج إلى أدوات جادّة، والكوميديا تدعم هذا التغيير بالكشف عن الحقائق".
وشدد على أهمية استمرارية السخرية كوسيلة لتجاوز التحديات الاجتماعية والسياسية في العالم العربي.
وأكد أهمية دعم صنّاع المحتوى الهادف لتحقيق تغيير إيجابي في المجتمعات، لافتاً في الوقت نفسه إلى أنّه لا بأس بانتشار المحتوى غير الهادف ما دام غير مؤذٍ أو محرّض على العنف.
ووجّه البشير رسالة لصانعي المحتوى الجدد قائلاً: "استمتعوا بما تفعلون، وكونوا متميّزين في مجالاتكم. النجاح يبدأ من الإبداع والإصرار".
علّق أحمد البشير على استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الكوميديا، مشيراً إلى التّحديات الكبيرة التي تواجه تطبيق هذه التقنية في إنتاج المحتوى الفكاهي. وقال: "عملنا يعتمد على الإبداع البشري والضحكة، وهو ما يصعب تحقيقه بالذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي. جرّبت عدة مرات طلب نكات أو أفكار كوميدية من ChatGPT، لكن غالباً ما تكون سخيفة وغير ملائمة". وأضاف: "مع ذلك، أستفيد من الذكاء الاصطناعي في أمور عملية، مثل الرّد على الرسائل وصياغة الأوراق، لكنه لم يكن فعالاً في خدمة محتوى الكوميديا حتى الآن".
وفي الختام، وجّه البشير رسالة ملهمة لكل من يسعى لتحقيق الرضى المهني والشخصي، مشدداً على أهمية الإبداع والتميّز في أي مجال. وأشار إلى أن كل شخص لديه بصمته الخاصة التي تجعله متميزاً، قائلاً: "في كل مكان ألتفت إليه، أجد أشخاصاً استثنائيين يتركون أثراً في مجالاتهم، بغضّ النظر عن هويتهم أو خلفياتهم". وأكد حرصه على حضور المؤتمرات التي تجمع صُنّاع المحتوى، لأنها فرصة للتعرف إلى مواهب جديدة ولمشاركة الخبرات، قائلاً: "هذه التجمعات تلهمني وتدفعني دائماً للاستمرار".
المقابلة الكاملة: