من فيلا عودة إلى الحمّامات الرومانية... بيروت تروي فنّها (فيديو وصور)
حمل كل موقع أثري ومعماري استُضيف فيه معرض "We Design Beirut" طابعاً فريداً يميّزه عن غيره. في فيلا عودة، جسّدت الأعمال فكرة "توتمات الحاضرين والغياب" (Totems of the Present and Absent)، بينما عمل الفنانون والمصمّمون في الحمامات الرومانية على طابع "من الماء والحجر" (Of Water and Stone)، مستخدمين الرخام في جميع أعمالهم.
في معمل أبرويان، ألقى الطابع الأساسي الضوء على سحر ودقة التطريز والكروشيه اللبناني تحت عنوان "خيوط الحياة" (Threads of Life). أما في "مختبر نجّار"، فابتُكر جسر بين الصناعة والفن، حيث قدّم 11 فناناً أعمالهم باستخدام الحديد، محوّلين المواد الخام إلى تحف فنية متقنة.
أعرب كلّ من ماريانا وهبي وسامر الأمين، مؤسّسي "We Design Beirut"، عن أهمية إطلاق النسخة الثانية من المعرض هذا العام، وافتتاحه في مواقع أثرية ومعمارية في بيروت، بهدف عرض إبداعات الفنانين والمصممين اللبنانيين والعالميين، وإتاحة هذه المساحات المنسيّة بعد الحروب أمام الزوار مجدداً.
وفي حديث خاص لـ"النهار"، أكدت ماريانا وهبي رمزية الحدث، مشيرة إلى أنّ جوهره يكمن في اجتماع الفنانين والمصمّمين والمهندسين المعماريين بكل طاقاتهم ومحبتهم وإبداعهم، لتقديم أعمال فنية تعبّر عن روح الوطن ووحدته.
وأوضحت وهبي أنّ الهدف منذ البداية كان إحياء مواقع تاريخية منسيّة وغير متاحة للجميع، مثل برج المرّ والحمّامات الرومانية، في ذكرى مرور خمسين عاماً على اندلاع الحرب الأهلية، لافتة إلى مشاركة نحو 150 مصمّماً وفناناً من لبنان والعالم، مؤكدةً أنّ المعرض تجاوز الحواجز وجمع مختلف فئات المجتمع تحت مظلّة واحدة من الإبداع والحب لبيروت.
من جهته، قال الأمين لـ "النهار": "هذا ليس مجرّد معرض، بل حركة تهدف إلى تغيير واقع جمّدته الحرب ودمّرته. لدينا تحديات كبيرة مع الحرفيين الذين بدأوا يختفون، وإن لم نرعَ الجيل الجديد ونوفّر له فرص العمل والتطوّر، فستزول هذه الحرف بالكامل".
وأضاف الأمين: "كل موقع يروي قصّة ويجمع الناس حولها. هناك دعم حقيقي لكل المواهب. عام 2025 يرمز إلى مرور خمسين سنة على الحرب الأهلية، ونحن نعمل من خلال هذه المعارض على إعادة فتح المواقع التي أغلقت أبوابها بسبب الحرب، لتستعيد دورها كمساحات للفن واللقاء".

نبض