امرأة بريطانية تعزف على الكلارينيت أثناء جراحة دماغية (فيديو)
عزفت امرأة بريطانية مصابة بمرض باركنسون على آلة الكلارينيت بينما كان الأطباء يُجرون لها جراحة دقيقة في دماغها استمرت أربع ساعات، في محاولة لاستعادة قدرتها على الحركة والعزف مجدداً، بعد أن اضطرت إلى التوقف قبل خمس سنوات بسبب أعراض المرض.
وخلال خضوعها لإجراء تحفيز الدماغ العميق أثناء اليقظة (DPS)، ساعد تشغيلها للكلارينيت الجراحين على الحصول على دليل فوري وسمعي على نجاح الجراحة، حسب بيان المستشفى.
وأوضح المستشفى أن المريضة "كانت تعاني من بطء الحركة (Bradykinesia) وتصلب العضلات (Rigidity) الناتجين من مرض باركنسون"، مضيفاً: "كانت النتائج فورية على طاولة العمليات، إذ تحسّنت حركة أصابع آنا على الفور، ما مكّنها من العزف على الكلارينيت بسهولة أكبر".
وأشار البيان إلى أنه "بمساندة فريق من المتخصصين يضم طبيب أعصاب، واختصاصياً نفسياً عصبياً، إلى جانب ممرضات مختصات في التحفيز العميق للدماغ وغرفة العمليات، تم توصيل الأقطاب الكهربائية إلى مولّد نبضات كهربائية مشابه لجهاز تنظيم ضربات القلب، لإرسال نبضات كهربائية لتعديل نشاط الدماغ وتقليل أعراض المريضة".
بروفسور جراحة الأعصاب: لاحظنا تحسّناً فورياً في حركة يدها اليمنى
وقال البروفسور كيومارس آشكان، أستاذ جراحة الأعصاب في مستشفى "كينغز كوليدج" الذي أجرى الجراحة لبيكون: "تم حفر ثقوب بحجم نصف قطعة نقدية بعد وضع إطار دقيق الإحداثيات على رأس آنا، يعمل كنظام ملاحة لتحديد المواضع الصحيحة داخل الدماغ لزرع الأقطاب الكهربائية".
وأضاف: "بمجرد وضع الأقطاب الكهربائية في الجانب الأيسر من دماغ آنا، تم تشغيل التيار ولاحظنا تحسّناً فورياً في حركة يدها اليمنى. والأمر نفسه حدث على يدها اليسرى عند زرع الأقطاب في الجانب الأيمن من الدماغ".
وأوضح أنه "نظراً الى شغف آنا بالعزف على الكلارينيت، اقتُرح أن تحضر آلتها الموسيقية إلى غرفة العمليات لتختبر ما إذا كانت الجراحة ستحسّن قدرتها على العزف، وهو أحد أهدافها الرئيسية من الجراحة. وسررنا برؤية تحسّن فوري في حركات يدها، وتالياً قدرتها على العزف، بمجرد تشغيل التحفيز على الدماغ".
وتم تخدير بيكون موضعياً في "فروة الرأس وعظم الجمجمة"، لكنها "ظلت مستيقظة طوال الجراحة لمراقبة أعراضها"، وأكد المستشفى أن الدماغ نفسه لا يحتوي على مستقبلات للألم.

المريضة: نحسّنت قدرتي على العزف
وبعد الجراحة، عبّرت بيكون عن سعادتها لقدرتها على العزف على آلتها المحببة، قائلة: "أتذكر أن يدي اليمنى تحرّكت بسهولة أكبر بمجرد تطبيق التحفيز، وهذا بدوره حسّن قدرتي على العزف على الكلارينيت، وكان ذلك مصدر فرح كبير بالنسبة لي".
وأضافت: "بدأت أشعر بتحسّن في قدرتي على المشي، وأتطلع للعودة إلى حوض السباحة، وراقصة على خشبة المسرح لأرى ما إذا كانت قدراتي قد تحسّنت هناك".
واختارت المريضة استخدام نوع البطارية القابلة للشحن لمولد النبضات الكهربائية المزروع في صدرها، والذي يمكن أن يستمر حتى 20 عاماً قبل الحاجة لاستبداله، بحيث يوفّر تياراً كهربائياً مستمراً للدماغ. وأوضح البيان أن "المولد المبتكر سيراقب نشاط دماغها ويمكنه تعديل التحفيز تلقائياً عند الحاجة".

يُذكر أن تحفيز الدماغ العميق أثناء اليقظة (DPS) يمكنه التحكم بأعراض الحركة لمرض باركنسون مثل الرعشة، لكنه ليس علاجاً ولا يوقف تقدم المرض، وفقاً لصحيفة "The Times".
ويعرّف "Mayo Clinic" مرض باركنسون بأنه "اضطراب حركي في الجهاز العصبي يزداد سوءاً مع مرور الوقت".
نبض