من المتوقّع أن يحدث مسلسل "الخروج إلى البئر" ضجة واسعة عند عرضه في موسم 2026 الدرامي، بسبب الموضوعات الشائكة التي يتناولها من مرحلة حكم بشار الأسد وفي أكثر من دولة عربية، لا سيما أن وسائل إعلامية عدّة عممت معلومات مغلوطة عنه. ويُعرف عن مؤلف العمل، الكاتب السوري سامر رضوان، ذهابه إلى الأقصى في سيناريواته، وإلى المساحات غير المتوقعة ضمن الأحداث، وإلى الصدمات المتتالية في سير الصراعات، ما يجعل المتابعين في حالة ترقّب مستمر لمعرفة ما سيقدّمه العمل.

وينضم إلى المعادلة المخرج الأردني محمد لطفي المعروف بأسلوبه الخاص وميله إلى الأعمال النفسية التشويقية في مسيرته، على غرار "هوس" و"350 جرام"، مع حرصه على تطبيق رؤية غير مألوفة، ما يضفي على العمل بعداً مختلفاً ويجعله بعيداً عن النمطية السائدة في الدراما العربية.

نفى صنّاع مسلسل "الخروج إلى البئر" تناول أحداث سجن صيدنايا الأخيرة، التي تزامنت مع سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، وفق ما روّجت بشكل خاطئ تقارير إعلامية كثيرة. وأكّد المنتج المنفذ أسامة الحمد لـ"النهار" أن "العمل يتناول الاستعصاء الذي وقع في السجن عام 2008، وليس الانتهاكات أو الأحداث الأخرى"، مشدداً على أن "المرحلة التي يتناولها المسلسل تضيء بشكل درامي على واقع مرّت به البلاد، وانعكس عليها وعلى كامل محيطها في السنوات اللاحقة، وحتى الآن، وتبرز نموذجاً من أسلوب تعاطي السلطة البائدة مع الملفات، بأسلوب الشيطان في لعب أوراقه".

جمال سليمان يتوسط عبد الحكيم قطيفان وكارمن لبس (سوشيال ميديا)

وأشار الحمد إلى ورود كم هائل من المغالطات حول العمل في الإعلام منذ الإعلان عنه، داعياً إلى ضرورة تقصّي الدقة، وأضاف: "سجن صيدنايا جانب أو محور من العمل، منطلق أحداث معينة في فترة محددة، يؤسس لخطوط درامية، ولا يشكّل العمل أبداً!"

ويتناول مسلسل "الخروج إلى البئر"، من تأليف سامر رضوان وإخراج محمد لطفي وإنتاج شركة "ميتافورا"، الاستعصاء الذي كان جُل منفّذيه من السجناء الإسلاميين بأطيافهم المتعددة، وجرى خلاله أسر أو احتجاز أكثر من ألف عنصر من قوات الشرطة العسكرية التابعة لأمن النظام. وتمكّن حكاية العمل من فهم ثاقب لإدارة النظام لهذه الأزمة، واستخدام الإسلاميين ورقة في محاولة حماية وجوده، في البلاد وخارجها، على غرار العراق ولبنان، اللذين تشملهما عمليات التصوير إلى جانب سوريا، والتي تبدأ قريباً جداً بعد الانتهاء من مرحلة الاستطلاع في مناطق لبنانية.

وفي هذا الإطار، لفت الحمد إلى عمليات بناء ديكورات ضخمة بتكاليف إنتاجية عالية في الدول الثلاث، من أجل تقديم ما يليق بالدراما الخاصة بالعمل والمشاهد العربي، ما يجعل المسلسل من الأهم فنياً ومن الأضخم إنتاجياً.

ويشارك في بطولة العمل، المقرر عرضه في موسم دراما 2026، نخبة من نجوم الشاشات السورية واللبنانية والعراقية والأردنية، على رأسهم: جمال سليمان، كارمن لبس، نضال نجم، جواد الشكرجي، عبد الحكيم قطيفان، مازن الناطور، نوار بلبل، يوسف حداد، باسم قهار، نانسي خوري، جفرا يونس، طلال مارديني، رسل الحسين، قاسم ملحو، روعة ياسين، ريم علي، غطفان غنوم، جلال شموط، عبد الرحمن قويدر، خالد شباط، باسل حيدر، فيصل أسطواني، إسماعيل مداح، جمال العلي، معن كوسا، مصطفى سعد الدين.

ويعيد "الخروج إلى البئر" الفنانة واحة الراهب إلى التمثيل في الدراما التلفزيونية السورية بعد انقطاع طويل استمر منذ عام 2017، حين شاركت في بطولة مسلسل "أوركيديا" المصوّر داخلياً في رومانيا، وخارجياً في تونس، بعد أن اضطرت إلى ترك بلادها مع زوجها والمخرج مأمون البني، بسبب مواقفهما السياسية المعارضة بشدة لحكم الأسد.

وكانت نقابة الفنانين السوريين احتفت في شهر حزيران (يونيو) الماضي بعودة الراهب إلى دمشق من بيروت، والتي شكّلت بالنسبة للأخيرة حلماً شبه مستحيل وفق تعبيرها، ما يعكس القيمة الرمزية لعودتها إلى الشاشة السورية بعد سنوات من الغياب القسري بسبب الظروف السياسية الصعبة.

واحة الراهب (سوشيال ميديا)