هل يمكن لصانع المحتوى أن يصبح ممثّلاً؟

فن ومشاهير 13-01-2025 | 09:43

هل يمكن لصانع المحتوى أن يصبح ممثّلاً؟

في قمّة المليار متابع... المحتوى أتى هادفاً
هل يمكن لصانع المحتوى أن يصبح ممثّلاً؟
من إحدى جلسات قمة المليار متابع بدبي
Smaller Bigger

على هامش قمّة المليار متابع التي أقيمت في دبي تحت شعار "المحتوى الهادف، قُدّمت ندوة بعنوان "هل يمكن لصانع المحتوى أن يتحوّل إلى ممثل؟". المشاركون في الندوة هم من أهم صنّاع المحتوى: سيمو سدراتي، ميسم عزام، محمد طاهر وأحمد رمزي، وقد قدّم كلاً منهم مطالعته الخاص للاجابة على هذه الاشكالية.

يقول سدراتي:"يمكن صانع المحتوى أن يصبح ممثلًا، فعلى رغم أن المهنة الأولى تختلف عن الثانية، فإن هناك نقاطاً مشتركة بينهما. بعد تطوير المهارات، يمكن صانع المحتوى أن يتحول إلى ممثل". يتفق أحمد رمزي مع الفكرة ويزيد عليها: " إن كان قد رزقه الله موهبة في التمثيل، فيستطيع تطويرها من خلال التعلم والدراسة، وهو ما سيعود عليه بالنفع في مجال التمثيل". 

بالنسبة إلى طاهر، رأى أنّ "أي شخص يمتلك موهبة التمثيل يمكنه العمل على تنميتها. وجوده أمام الكاميرا يساهم في تسهيل العديد من الأمور، فقد لا يعاني من الخوف نفسه الذي يعاني منه البعض أمام الكاميرا. قد يساعده ذلك في تطوير بعض المهارات التمثيلية. لكنني أعتقد أن "السوشيل ميديا" تقدّم له فرصة أسرع للوصول إلى الجمهور واكتساب الخبرة". ولفت أيضاً في تصريح لـ"النهار" الى أنه "لا ينفع أن تكون وسيلة تدفع صاحبها الى القول: أنا صانع محتوى، فيجب أن أخوض عالم التمثيل. هي خطوة جيدة لتعريف الجمهور عن اسمك وقد تساهم في ترشيحك لأمور كثيرة".

أما ميسم عزام التي تعمل أيضاً مع صنّاع عالم الافلام، فنقلت عيّنة من طموح البعض من صنّاع المحتوى الى صعود سلّم النجومية في عالم التمثيل دفعة واحدة، قائلة إنها تتلقى يومياً اتصالات من عدد من هؤلاء الذين يطلبون منها أن تدرج اسماءهم للمشاركة في عمل رمضاني، على أن يكونوا هم أبطال هذه الدراما.

عالم الترفيه
مما لا شكّ فيه أنه في عصر الـ"سوشيل ميديا"، أصبح صانع المحتوى جزءاً لا يتجزأ من عالم الترفيه والتواصل مع الجمهور، وبات الطامحون لدخول عالم التمثيل يعتمدونه بديلاً من تجارب الأداء التي خاض كبار نجوم العالم رهبتها وخيبتها وفرحتها كي يحصلوا على دور العمر.

وعلى رغم أن البعض يرى أن المهنتين مختلفتين تماماً، فإنه لا يمكن تجاهل وجود نقاط مشتركة بينهما قد تساهم في انتقال صانع المحتوى إلى مجال التمثيل. وقد اعتاد صانع المحتوى التواجد أمام الكاميرا، وربما يجد نفسه أكثر ارتياحاً في أداء المشاهد التمثيلية، بحيث يمكن تلك التجربة تقليل خوفه أو رهبة الكاميرا التي قد يواجهها الممثل المبتدئ. وقد تكون الـ"سوشيل ميديا" منصةً تعليمية سريعة لصانع المحتوى، تتيح له فرصة التفاعل المباشر مع الجمهور، وتلقّي الملاحظات التي تساعده على تحسين أدائه وتطوير مهاراته، خصوصاً إذا تقبّل رأي الجمهور محافظاً على سمة الثقة بالنفس والتمسّك بالطموح والهدف المنشود.

في الواقع، تشبه هذه الإشكالية المطروحة إشكالية دخول عارضات الأزياء وملكات الجمال والمغنيات مجال التمثيل. فبعضهن تحوّلن من أهم نجمات التمثيل في العالم العربي بعدما طوّرن مهاراتهن، فيما انسحبت أخريات بعد تداركهن المعايير الحقيقية لمهنة التمثيل وعدم استيفائهن إياها. 

فالتمثيل ليس مجرد حضور أمام الكاميرا، بل يتطلب تدريباً فنياً معمّقاً، وهذا ما لفت إليه صنّاع المحتوى في قمة المليار متابع. الممثل المحترف بحاجة لفهم عميق للشخصية التي يجسّدها، وقدرة على نقل العواطف والمشاعر بطريقة دقيقة ومعقدة.

مسار مقلق
كما أنّ عالم التمثيل هو مهنة بحتة تتطلّب إلى جانب الموهبة تدريباً أكاديمياً وعملياً مع مخرجين ومدرّبين متخصصين، وهو أمر يختلف بشكل كبير عن تصوير مقاطع قصيرة أو تقديم محتوى مباشر على الـ"سوشيل ميديا". وما قد يواجه صنّاع المحتوى الذين عرفوا الشهرة بفضل شخصية معيّنة، أنّ التمثيل يتطلّب تنوعاً في الأدوار المقدّمة، لذلك قد يجد هؤلاء هنا صعوبة في التكيف مع الأدوار المتنوعة والمعقدة التي قد تطلبها صناعة السينما أو التلفزيون، فلن يأتي دوماً الدور مفصّلا على مقاسهم. 

لكن، على رغم ذلك، لا يمكن إنكار أنّ الـ"سوشيل ميديا" قد تكون أيضاً عاملاً محفزاً لبعض المؤثرين لتحقيق الشهرة. فمن خلال منصات مثل "تيك توك" و"إنستغرام" و"يوتيوب"، تمكن العديد من المؤثرين مثل أديسون راي، وليزا كوشي، وكينغ باتش، من الوصول إلى جمهور واسع وتحقيق شهرة كبيرة، وعدم توفيرهم فرصة الانتقال إلى السينما والتلفزيون.

أمام هذه المشهدية، عبّرت بعض نجمات هوليوود، مثل جنيفر أنيستون، عن قلقهن من تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على مفهوم الشهرة وأثرها في صناعة التمثيل. أكدت أنيستون في تصريحات سابقة أن وسائل التواصل الاجتماعي قد تضعف مفهوم "نجم السينما"، إذ أصبح بإمكان أي شخص أن يصبح مشهوراً عبر الإنترنت حتى من دون تقديم أعمال فنية حقيقية. وقالت: "أشعر أن الشهرة الجماعية هذه في طريقها للزوال. لم يعد هناك نجوم سينما حقيقيون، وكل شيء أصبح أكثر سطحية".

وإذا كانت الاجابة عن هذه الإشكالية تحاكي المضمون الذي تحدّث عنه صنّاع المحتوى في قمة المليار متابع بدبي، فهذا يعني أنّ أمثال هؤلاء يدركون الفرق بين مهمة صانع المحتوى ومهنة التمثيل السامية الشاهدة عليها خشبة المسرح قبل الكاميرا.

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 10/8/2025 3:44:00 AM
أقدم شقيق النائب الأردني السابق قصي الدميسي على إطلاق النار من سلاح رشاش تجاه شقيقه عبد الكريم داخل مكتبه، ما أدى إلى وفاته على الفور.
اقتصاد وأعمال 10/8/2025 7:17:00 PM
ما هو الذهب الصافي الصلب الصيني، ولماذا هو منافس قوي للذهب التقليدي، وكيف سيغير مستقبل صناعة المجوهرات عالمياً، وأهم مزاياه، وبماذا ينصح الخبراء المشترين؟
اسرائيليات 10/9/2025 3:20:00 PM
جلس في أحد المقاهي البيروتية واحتسى فنجان قهوة بين الزوار المحليين.