المطبخ الكوري... من الكيمتشي إلى الدكبوكي والباربيكيو

كوني من محبّي الطبخ واكتشاف نكهات الثقافات المختلفة حول العالم، كان لا بد أن أغوص في عالم المطبخ الكوري لأتذوّق أطباقه، التي انتشرت على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي بفضل المؤثرين والدراما الكورية. ومع هذا الزخم، أصبح متوفراً بكثرة في العالم العربي، سواء من خلال مطاعم متخصصة تقدّم أشهر أطباقه التقليدية، أو عبر منتجاته التي باتت متاحة في المتاجر.
الشعيرية المقلية أو "النودلز" (Noodles)، الكيمتشي (Kimchi)، كعكة الأرز الكورية "دكبوكي" (Tteokbokki)، الباربيكيو الكوري، الدجاج المقلي، "كورن دوغ" (Corn dog)، والتوابل الكورية الحارة، بل وحتى "الموتشي" (Mochi)، و"الآيس كريم الكورية"، التي تأتي بنكهات المانغو والخوخ والحامض، جميعها أطباق كورية شهيرة انتشرت على نطاق واسع من مواقع التواصل الاجتماعي، إلى المتاجر حول العالم، وحتى قوائم وجبات الطائرات في الشرق الأوسط.
نتساءل: كيف انتشرت الأطعمة الكورية هذا الانتشار الكبير خلال سنوات قليلة فقط؟
في البداية، لعبت مواقع التواصل الاجتماعي دوراً محورياً، إذ تحولت إلى مساحة لصنّاع المحتوى المتخصصين بالطعام، وبرزت ظاهرة "الموكبانغ" (Mukbang) ، وهي تناول الأشخاص كميات كبيرة من الأطعمة أمام الكاميرا. ومن هنا بدأ المطبخ الكوري يحظى بشهرة عالمية، مع تزايد فضول الجمهور ورغبته في تجربة هذه الأطباق.
@bokiontiktok98 Tteokbokki Chicken Ramyeon Mukbang #eatwithboki #bigbites #mukbangkorea #mukbangvideo #fyp #mukbang #asmr #bokieating #koreafood #eatwithboki #boki #bokimukbang #trend #fyp #viralvideo #eating ♬ original sound - Boki - Boki Eat
وبينما توفرت بعض الأطعمة السريعة التحضير بكثرة في المتاجر، مثل "النودلز الكورية" وكعك الأرز، حرصت مطاعم كثيرة في الدول العربية والعالم على تقديم الأطباق التقليدية الطازجة التي يصعب تخزينها، لتمنح الزبائن تجربة كورية أقرب إلى الأصل، من دون الحاجة للسفر إلى كوريا لتجربة هذه الترندات.
إلى جانب ذلك، شهدت السنوات الأخيرة نمواً مطرداً في صادرات كوريا الجنوبية من الأغذية، مدفوعاً بتحوّل المطبخ الكوري من تقاليد الطهو المنزلي إلى صناعة عالمية مدعومة بالتكنولوجيا.
وصحيح أن شركات الأغذية الكورية بدأت منذ عقود في إنتاج بعض الأطباق التقليدية على نطاق واسع بفضل انخفاض الحواجز التقنية، إلا أنّ الأطباق الأكثر تعقيداً، مثل الكيمتشي، والبيبيمباب وغيرها، ظلت لفترة طويلة عصيّة على التصنيع، نظراً لصعوبة تكرار نكهاتها وملمسها، إضافة إلى تحديات تتعلق بالتخمير وفترة الصلاحية.
الدراما الكورية وترويجها للأطعمة التقليدية
لم يعد الأمر يقتصر على تذوّق الأطعمة الكورية فحسب، بل بات كثيرون يسعون إلى تعلم طرق الطهو وأساليبه الخاصة، خصوصاً الوصفات التي تبرز في المسلسلات الدرامية الكورية، مثل مسلسل "Bon Appetit, Your Majesty"، الذي يعرض حالياً على نتفليكس، والذي أثار حماسة عالمية تجاه المطبخ الكوري.
تصدر المسلسل القوائم في العديد من الدول، محققاً 7.5 ملايين مشاهدة في أسبوع واحد. وتدور قصته حول طاهية موهوبة تسافر عبر الزمن إلى حقبة جوسون، حيث تلتقي بملك طاغية اعتاد إعدام الطهاة الذين لا ترتقي أطباقهم إلى معاييره الصارمة. وعلى الرغم من أن أطباقها العصرية أسرت ذوقه، كان على الطاهية في كل مرة ابتكار وصفات تبهره لتنجو بحياتها.
هذه الوصفات تحولت بسرعة إلى ترند على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ سعى العديد من صناع المحتوى إلى إعدادها على طريقة بطلة المسلسل، ما ساهم في وصول وصفات المطبخ الكوري إلى المطابخ حول العالم.
سواء جرّبنا تناول الطعام في مطعم كوري أو خضنا التجربة في منازلنا عبر شراء المنتجات وتجربة الوصفات الرائجة على السوشيال ميديا، فهذا يعكس كيف تمكن هذا المطبخ من التغلغل إلى كل بيت عربي، بل عالمي، حتى لمن لم يتذوقه بعد.