المصممة سارة مراد لـ"النهار": التّحدي إبقاء الأزياء الراقية ملائمة للأجيال الشابة

لايف ستايل 13-02-2025 | 10:39

المصممة سارة مراد لـ"النهار": التّحدي إبقاء الأزياء الراقية ملائمة للأجيال الشابة

هل تبقى الأزياء الراقية صامدة أمام العصر الرقميّ؟
المصممة سارة مراد لـ"النهار": التّحدي إبقاء الأزياء الراقية ملائمة للأجيال الشابة
تصميم سارا مراد من مجموعة خريف وشتاء 2024-2025
Smaller Bigger


في كواليس أسبوع الموضة للأزياء الراقية في باريس، تختبئ تحدّيات مالية تواجهها دور الأزياء العالمية سنويّاً، مرّتين. بين نسيج الأقمشة الفخمة وأنامل الخيّاط الوفيّ، صعوبات تتطلّب تدبيراً آنيّاً سريعاً. أمّا في خيال المصمّم وما يمكن أن يجسّده من صور راقية على ورق، مواجهات لا تهدأ وصيحات تخرق أفكاره وتسكن تصاميمه.

 

كلّ هذا جزء بسيط من التحدّيات التي يواجهها عالم الأزياء الراقية ومن يعمل فيه. لذا، بالعودة إلى تاريخ هذا المجال الذي يستمرّ رغم العوائق، نستخلص تحدّياته، علّنا نستشرف طريق استمراره لما له من تأثير يرفع المجتمع من عالم الرتابة إلى الفنون التغييرية.

 

تحدّيات مصمّم الأزياء الراقية عام 2025


في حديث خاص لـ "النهار"، كشفت مصمّمة الأزياء اللبنانية سارة مراد عن أنّ أحد أكبر التحدّيات التي تواجه الأزياء الراقية في عام 2025 هي الموازنة بين التقاليد والابتكار. 

 

تقول مراد عن تحديات ابتكار التصاميم الراقية: "تتمحور الأزياء الراقية حول الحرفية والتراث، ولكن هناك أيضاً ضغط لدمج التقنيات الجديدة، مثل الذكاء الاصطناعيّ والمواد المستدامة، من دون أن تفقد التصاميم الراقية جوهرها".

 

 

كما تتحدّث عن تحدٍّ آخر وهو "كيفية إبقاء الأزياء الراقية ملائمة للأجيال الشابة التي لديها توقّعات مختلفة حول الموضة والرفاهية والحصرية".

 

بالإضافة إلى ذلك، تُضيف مراد أنّه "مع التحوّلات الاقتصادية العالمية وعدم الاستقرار السياسيّ وأولويات المستهلك المتغيّرة، تحتاج دور الأزياء الراقية إلى التكيّف مع الحفاظ على الحلم الذي يجعل تصميم الأزياء الراقية مميزة".

 

تحدّيات مهنيّة على مرّ السنين


أمّا عن التحدّيات الدائمة فنكتب عن أبرز 5 مرتبطة بالإنتاج، مع لفت الانتباه إلى أنّها رغم ثقلها سنويّاً، تمثّل رشقاً من الأدرينالين الإيجابيّ لدى أبرز دور الأزياء العالمية وتدفعها إلى تقديم الأفضل.

 

1. ارتفاع تكلفة المواد: إنّ العثور على المواد عالية الجودة لاستخدامها في تصميم الفساتين الراقية، تحدٍّ كبير قد يكون سبباً مباشراً للتوقّف عن ابتكار التصاميم الفخمة. في الحقيقة، إنّ التكلفة المرتفعة جدّاً للأقمشة، على سبيل المثال لا الحصر، تشكّل عائقاً أمام خيال المصمّم أحياناً، ما قد يُضطرّه إلى تغيير معايير تصاميمه. 

 

2. ابتكار بالموضة: تقول سارة مراد في هذا المجال إنّ "تصميم الأزياء الراقية يخلق الاتجاهات بدلاً من اتّباعها".  بالنسبة إلى المصمّمة مراد "يتعلّق الأمر بدفع الحدود الإبداعية وتحديد مزاج الموضة".  وتُضيف مراد في حديثها عن هذا التّحدّي: "ينتشر الاتّجاه عندما يتردّد صدى رؤية قويّة، سواء من خلال اللحظات الثقافية أو تأثير المشاهير أو المصمّمين الذين يترجمون أفكار الأزياء الراقية إلى ملابس جاهزة".

 

 

3. الإنتاج المحدود: نتيجة للتقنيات المعقّدة والتفاصيل الدقيقة المستخدمة في ابتكار قطع الأزياء الراقية، قد يقتصر الإنتاج على عدد قليل من الأزياء. وهذا أمر مكلّف من ناحية الوقت والكلفة المادية. 

 

4. الحرفيّة العالية: من أجل إنشاء التصاميم والتفاصيل المعقّدة المرتبطة بملابس الأزياء الراقية، على العاملين في هذا المجال أن يتحلّوا بمهارة وحرفيّة عالية، بالإضافة إلى الخبرة التي لا يمكن تثمينها. الأمر الذي يعتبر تحدّياً في عالم التطوّر التكنولوجيّ.

 

5. ساعات العمل الطويلة: غالبًا ما يعمل مصممو وخيّاطو الأزياء الراقية لساعات طويلة من أجل إنجاز التصاميم الفاخرة والقطع الأيقونية الفخمة والخاصّة، بحيث أن عملية التسويق قد لا تطال إلّا عاشقات الأزياء الثمينة والفاخرة.

 

تحدّيات قانونيّة لعروض الأزياء 

 

للدخول في مفكّرة مواعيد عروض الأزياء العالمية رسميّاً، هناك مبادئ توجيهية صارمة للأزياء الراقية، يجب الالتزام بها أوّلاً. في الواقع، تعتبر هذه القوانين التقليدية أحد الأسباب الرئيسية التي قد تجعل عالم الأزياء الراقية يكافح من أجل مواكبة العالم الحديث.

 

 

عمليّاً، لكي يتم قبول دار الأزياء رسمياً من قبل اتحاد الأزياء الراقية والموضة، يجب عليها ابتكار تصاميم مخصصة في مشغل في باريس، على أنّ يضمّ ما لا يقلّ عن 15 حرفياً متفرّغاً، بالإضافة إلى تقديم مجموعات كاملة من 50 تصميماً على الأقل مرتين سنويّاً في باريس، عاصمة الموضة العالمية.

 

وبينما يكافح المصمّمون لمواكبة هذه المتطلّبات الملزمة والصارمة، ألمح سيدني توليدانو، الرئيس الحالي لـ "غرفة النقابة للأزياء الراقية" (Chambre Syndicale de la Haute Couture)، إلى أنّه يؤيّد تحديث هذه القواعد، بدءاً بالسماح بتخفيض العروض طالما يتمّ الحفاظ على المبادئ التوجيهية الصارمة حول كيفية صنع الأزياء الراقية.

 

مستقبل الأزياء الراقية والتصاميم الرقميّة

 

أمّا عن مستقبل هذا المجال، فتقول مراد: "سيرتكز مستقبل الأزياء الراقية على المزج بين التقاليد والتكنولوجيا"، مُضيفةً أنّ "الذكاء الاصطناعيّ والأدوات الرقمية يعملان على تبسيط التصميم، بينما تفتح الطباعة ثلاثية الأبعاد والمنسوجات الذكية إمكانيات إبداعية جديدة".

 

 

كما تؤكّد سارة مراد إلى أنّه بالرغم من أنّ "الموضة الافتراضية تنمو بوتيرة سريعة، إلّا أنّ الحرفية ستبقى دائماً في قلب تصميم الأزياء".

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 10/21/2025 6:00:00 AM
الحرب انتهت، لكنها جولة ضمن الصراع الأكبر، وعدم إيجاد حلول للصراع سيعني عودة الحرب!
المشرق-العربي 10/20/2025 10:41:00 PM
 سرية تُعرف باسم "إمبراطورية مصاصي الدماء" قتلت الطفلة هند رجب 
اقتصاد وأعمال 10/21/2025 12:47:00 PM
في خطوة من شأنها إعادة تشكيل القطاع المصرفي المتضرر في البلاد.
تحقيقات 10/21/2025 2:10:00 PM
ما هي أبرز التحديات التي تواجه عمليات البحث عن الجثث والمفقودين في غزة؟