نظم مركز التنمية، والديمقراطية والحوكمة (CDDG) بالتعاون مع مؤسسة كونراد أيديناور في لبنان (KAS)مؤتمراً بعنوان "تمكين البلديات من أجل لبنان أفضل" في فندق Le Royal–Dbayeh، بهدف تعزيز دور السلطات المحلية في التنمية المستدامة والحوكمة الرشيدة.
انعقد المؤتمر برعاية وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار ممثلاً بمدير الادارات والمجالس المحلية السيدة فاتن أبو الحسن، وبحضور النائبين زياد الحواط وغادة أيوب، بالاضافة الى ممثلين عن وزارات، سفارات، ادارات رسمية، جهات مانحة، وأكثر من مئة رئيس اتحاد وبلدية من مختلف المناطق اللبنانية.

استُهل المؤتمر التي قدمته الاعلامية ستريدا بعينو، بالنشيد الوطني اللبناني، تلاه كلمة وزارة الداخلية ألقتها السيدة أبو الحسن تم التأكيد من خلالها على دور البلديات كونها نواة التنمية المحلية علماً انها  تواجه تحديات مالية كبيرة نتيجة تراجع إيرادات الصندوق البلدي المستقل، مشيرةً إلى إصلاحات تشريعية لتعزيز مواردها والتركيز على برامج تدريبية بالتعاون مع المعهد الوطني للإدارة لرفع كفاءة العاملين في الشأن البلدي.


وأشارت مديرة KAS كريستينا باده إلى التزام المؤسسة بدعم البلديات باعتبارها ركيزة أساسية لبناء مجتمعات مستقرة، مؤكدةً أن هذا المؤتمر يشكل خطوة في مسار جديد نحو تعزيز قدراتها وتحفيز التعاون بين الجهات المعنية.

ثم عُرض فيديو تعريفي عن CDDG تلاه كلمة لرئيس الجمعية المهندس جان خشان الذي شدد على أن “لبنان الذي نطمح إليه يبدأ من بلديات فاعلة وشفافة”، معلناً عن برنامج 100% بلدية بالتعاون مع جمعيةSMA لتدريب البلديات على الحوكمة والشفافية وتسهيل وصولها إلى الجهات المانحة. ودعا خشان إلى إصلاح مركزي يؤمّن للبلديات موارد ثابتة واستقلالاً مالياً وإدارياً، وضرورة تطبيق اللامركزية الموسعة لتحويلها إلى محركات تنمية محلية حقيقية.

من ثم، أطلقت حلقات النقاش المتخصصة التي أدارها الاعلامي نخلة عضيمة. وتمحورت جلسة النقاش الأولى حول الحوكمة والفعالية، حيث أكد النائب زياد الحواط أن البلديات هي أساس المجتمع التنموي لكنها ما زالت مقيدة بقوانين قديمة، داعياً إلى قانون بلديات جديد، إصلاح الصندوق البلدي المستقل، والسماح للبلديات بالاستثمار لتأمين موارد إضافية. وشدد على أن اللامركزية الإدارية والمالية هي الطريق لبناء مجتمعات محلية منتجة ومستدامة. 

من جهته تناول التربية الدكتور علي خليفة مفهوم اللامركزية وأهميتها في تحقيق التنمية والاستقرار.

أما الجلسة الثانية فكان موضوعها الأساس الشفافية والتحول الرقمي، حيث ركزت مديرة برامج مكافحة الفساد في بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان السيدة باندي داغر على أن الشفافية في العمل البلدي شرط أساسي لاستعادة ثقة المواطنين والجهات المانحة، فيما عرض ممثل وزير الدولة للتكنولوجيا الدكتور شادي عز الدين خطة الوزارة للتحول الرقمي في البلديات، وأكدت النائب غادة أيوب ضرورة تطبيق قوانين الشفافية وتحديث التشريعات المالية.

وتلت جلسات الحوار هذه، طاولات نقاش مستديرة شارك فيها رؤساء الاتحادات والبلديات، تناولت محاور أساسية أبرزها:
• توسيع صلاحيات البلديات وتفعيل اللامركزية،
• تحسين الاستقلال المالي وتنويع الإيرادات،
• تسهيل تنفيذ المشاريع التنموية،
• وتطوير كفاءات العاملين وتعزيز الشفافية.

من جهتها، عرضت الجهات المانحة برامجها الداعمة للبلديات، منها UNDP، UNICEF، UNWomen، TIKA، VNG، المشروع الأخضر، OMT، ACTED، Salon des Maires Francophone، The Gate.

كما  تخلل المؤتمر عرض مصوّر لقصص نجاحات بلدية في مجالات النفايات، البنى التحتية، الثقافة، المشاركة المجتمعية، التحول الرقمي، التوأمة وادارة الازمات.

واختتم المؤتمر بالتصويت الالكتروني المباشر لتحديد الأولويات والخطوات المقبلة لتمكين البلديات في المجالات الضرورية للتطوّر.