أن ينفّذ لبنان قراراته في الملفّات الآنية، مسألة هي الأكثر أهمية. لكنّ، الإدارة الاميركية ضاقت ذرعاً في الأداء اللبنانيّ "الهشّ والهزيل" في تطبيق القرارات الأكثر أهميّة بدءاً من حصر السلاح، بحسب تقييم مسؤولين ومستشارين أميركيين، كبر "غضب انتقاداتهم" للأوضاع اللبنانية الذي لم يختزل في المبعوث الأميركيّ توم براك الذي أصدر مصطلحات لاذعة ناعتاً لبنان بـ"الدولة الفاشلة"، إنما عاد وشمل غالبية من متابعي الملفّات اللبنانية في إدارة الرئيس دونالد ترامب في أروقتهم أو على منصّاتهم وألغيت زيارة قائد الجيش اللبنانيّ رودولف هيكل إلى الولايات المتحدة.

ثمة مخاوف حاضرة منذ أسابيع على مستوى القوى الناشطة اللبنانية الأميركية من أن يبقي لبنان على أدائه المخيّب في الملفات الأكثر إلحاحاً، وهي رصدت غضب الإدارة الأميركية في لقاءات ومشاورات مع مسؤولين أميركيين. فماذا يمكن أن يحصل بعد الغيظ الأميركيّ؟

تقول مديرة مكتب واشنطن للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم مي الريحاني لـ"النهار" إن "الولايات المتحدة تتوقّع أن يكون رئيس لبنان ومجلس الوزراء في لبنان قادرين، أو ينبغي، الوصول بسرعة لحلّ العديد من نقاط الضعف والاختلالات في الحكومة اللبنانية من خلال استعادة احتكار الدولة للقوة وسلطتها الحصرية في تحديد مسائل مثل الحرب والسلام". وتعتقد الريحاني أنّ "الولايات المتحدة لن تلتزم بتنفيذ أي عمل قويّ كبير لدعم لبنان قبل أن ترى أن الحكومة في لبنان تتحرك نحو المصلحة النهائية للبنان والتي تبدأ باستعادة سلطة الحكومة على جميع أراضي لبنان وضمان أن تكون الأسلحة مع الجيش اللبنانيّ وقوى الأمن الداخلي حصراً".

مي الريحاني. (أرشيف)

يطلع رئيس لجنة المناصرة في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم فارس وهبي "النهار" على نتائج اجتماعات ومشاورات مع أعضاء في الكونغرس الأميركيّ ومستشارين في الإدارة الأميركية وأعضاء من لجنة التنسيق اللبنانية الاميركية، في قوله "إننا سمعنا في الاجتماعات أنّ نشوب حربٍ إسرائيلية أكبر على لبنان ممكن إن بقيت الدولة اللبنانية غير قادرة على تنفيذ قراراتها. لكنني أعتبر أنّ إسرائيل تقوم بما تحبّذه حالياً في لبنان وقد يناسبها الإبقاء على وتيرة ضرباتها الحربيّة الناشبة نفسها".

تستنتج الريحاني من لقاءاتها وتواصلها الحاليّ مع مسؤولين في الإدارة الأميركية أنّ "الولايات المتحدة ترى أن تنفيذ عمليّة نزع السلاح لم يتجاوز بعد المدى الذي يرغب "حزب الله" في التنازل عنه طواعية، وحتى ذلك الحين، لا أعتقد شخصياً أن الولايات المتحدة سوف تتحرك إلى الأمام في لبنان بالطريقة التي تتحرك بها إلى الأمام في سوريا".

لا يغفل وهبي أنّ "من المهمّ نزع السلاح سريعاً من المناطق اللبنانية وعلى لبنان أن يرجع إلى الحضن العربي ولديه موقع كبير لأنّ مواطنيه ينتشرون في كلّ بلدان العالم. لبنان لديه تأثيره على المستوى الأميركيّ، لكن من المهمّ العمل حتى تحقيق نتائج. نتقدّم تنسيقيّاً كقوى ضغط لبنانية أميركيّة للتعبير عن الموقف اللبنانيّ الاغترابيّ، ونتمنّى أن تخفّض زيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان المخاوف من الحرب".

فارس وهبي. (أرشيف)

صبر واشنطن قد ينفذ. تقلق الريحاني من "اقتراب فقدان الإدارة الأميركية صبرها حول إرادة أو قدرة الإدارة اللبنانية على فعل ما تعتقد الولايات المتحدة أنه في مصلحة لبنان. إذا فقدت الولايات المتحدة صبرها، سيفقد لبنان دعم الولايات المتحدة وربما دعم أوروبا، وربما أيضاً بعض الدعم العربي، إن لم يكن كله. قد يحدث تأثير "الدومينو". لم يتبقَّ سوى وقت قصير قبل أن تفقد الإدارة الأميركية صبرها، هي الحليفة الجادّة والقويّة للبنان".