أثر فؤاد شهاب المغروس "أرزة مبادئ لبنانية"... حميّه لـ"النهار": لانتفاضة مع الأجيال الجديدة لنعرّفها على مبادئ شهاب
العثور على ما تبقّى من أثر مغروس في الدولة اللبنانية من إنجازات عهد الرئيس فؤاد شهاب لا يزال معقولاً، رغم كلّ التحدّيات التي قاستها "هيكليّة لبنان" مدى عقود زمنيّة من نزاعات وانهيارات.
فلفشة ذلك الأثر ونفض الغبار عنه واجب، في محاولة للاقتداء به لمناسبة عيد الاستقلال عام 2025. فهو يشكّل "أرزة مبادئ لبنانية" لولاها لما كان للبنان مرجعيّة محسوسة في الإدارة اللبنانية ودولة المؤسسات.
يؤكّد رئيس "مؤسسة فؤاد شهاب" الوزير السابق عادل حميّه أنّ "شهاب مؤسس الدولة في لبنان، أقام مؤسساتها ووضع أسسها ونظّمها في فترة قصيرة. كما أقام سياسة خارجية متوازنة وحاول أن يكون على علاقة جيّدة بالجميع".
يقول حميّه لـ"النهار" إن "أثر شهاب المتبقّي في الدولة اللبنانية، يتمثل في أهمّ المؤسسات التي هي أكثر من ضرورية، وتشمل مجلس الخدمة المدنية والتفتيش المركزي وديوان المحاسبة التي لا يزال فيها عناصر جيدة، ولكن المهمّ إفساح المجال لهم. ويحمل الجيش اللبناني روحيّة شهاب وعنده سلطة يستطيع أن يمارسها. وهناك وزراء في الحكومة الحالية من روحيّة شهاب أيضاً ويستطيعون أن يعملوا. ومن المهمّ الاتكال على المجتمع المدني رغم تشرذمه، لكنّه يستطيع أن يستعيد عافيته".

في باب الشوائب اليوم، يأسف حميّه لأنّ "ثمة مشكلة في مؤسسات الدولة حالياً بعدما تركتها الكفايات بسبب العجز المالي. من المهمّ إعادة إدخال عناصر متمتعة بالكفاية، فيما ثمة مراكز شاغرة في الدولة. ومن المهمّ أيضاً وقف الهدر والسرقة للحصول على رواتب تليق بالموظفين".
ويرى أنّ "الآمال معقودة على انتفاضة مع الأجيال الجديدة لنعرّفها إلى مبادئ شهاب وماذا صنع للدولة اللبنانية والمواطنة. نعمل من أجل أن يعرف الشباب الجدد مبادئ الدولة وأن يدافعوا عن أسسها. نحاول إقامة ندوات عن الحوكمة للطلاب الجامعيين ونرسل محاضرين إلى الجامعات حتى يفسّروا لهم مبادئ شهاب ليدافعوا عنها".
سياسيّاً، ينوّه رئيس "مؤسسة فؤاد شهاب" بكلّ "من يعمل في شكل صحيح، ويستطيع إعادة إحياء مبادئ فؤد شهاب، بدءاً من خطاب رئيس الجمهورية والبيان الوزاري للحكومة اللبنانية، ما يجعل جوزف عون ونواف سلام من نمط الرئيس شهاب. وكذلك الوزراء طارق متري وغسان سلامة وجوزف صدي وكمال شحادة وفايز رسامني، كلٌّ منهم لديه القدرة. لكن الوضع الأمني والانقسامات الداخلية والسلاح غير الشرعي، عناصر تعرقل النمو. من المهم بذل جهود أكثر حتى حلحلة المشاكل تباعاً. لا يمكن إعادة الدولة المثالية بين ليلة وضحاها. لكنّها البداية".
ويشير حميّه إلى "أننا لا نفكرّ في إحياء الشهابية لأن دورنا إعادة وضع المبادئ لا البحث عن تحويل المؤسسة إلى حزب سياسي. والظروف لم تسمح سابقاً لأنها كانت صعبة جدا بسبب المشاكل. ثم أتى التغييريون. لا أعرف إلى أيّ حدّ نجحوا جميعاً. هناك من صمدوا، والآمال في من نجحوا منهم، مع التمنيات أن يصبح عدد نوابهم أكثر".
نبض