ثمانون عاماً من العلاقات البرازيلية - اللبنانية... السفير البرازيلي لـ"النهار": ثابتون بالمشاركة في اليونيفيل

سياسة 13-11-2025 | 09:47

ثمانون عاماً من العلاقات البرازيلية - اللبنانية... السفير البرازيلي لـ"النهار": ثابتون بالمشاركة في اليونيفيل

من الجدير بالذكر أن بيروت تستضيف الفرع الوحيد لمعهد غيمارانس روزا في العالم العربي.
ثمانون عاماً من العلاقات البرازيلية - اللبنانية... السفير البرازيلي لـ"النهار": ثابتون بالمشاركة في اليونيفيل
علما البرازيل ولبنان.
Smaller Bigger

تشكلّ العلاقات اللبنانية - البرازيلية واحداً من أبرز النماذج الديبلوماسية التي تجمع بين التاريخ الإنساني العميق والمصالح الاقتصادية الحديثة. جالية لبنانية كبيرة في البرازيل تقدّر بـ7 ملايين، يقابلها 22 ألف حامل للجنسية البرازيلية في لبنان. هذه الأرقام الكبيرة تعكس حجم التبادل الثقافي والاقتصادي والسياسي بين الطرفين، وموقع البلدين المتقدّم ديبلوماسياً.

تندرج البرازيل ضمن قائمة أكبر الشركاء التجاريين للبنان في قطاعات حيوية، إذ بلغ حجم الواردات اللبنانية من البرازيل أكثر من 400 مليون دولار، معظمها من المنتجات الزراعية والحيوانية، بينما بلغت الصادرات اللبنانية ما يقارب 10 ملايين دولار، تتركّز بنسبة 74% في قطاع الأسمدة. 

هذه الأرقام تعكس واقعاً اقتصادياً واعداً لكنه غير مستغلّ بالكامل، وتكشف عن إمكانيات كبيرة لتطوير العلاقات التجارية وتنويعها، خصوصاً في ظل الاهتمام المتزايد من الجانبين بتوسيع التعاون في مجالات الأمن الغذائي والابتكار والاستثمار.

العلاقات بين البلدين تتجاوز الاقتصاد إلى مرتكزات مجتمعية وثقافية ضاربة في التاريخ، مدفوعة بوجود أكبر جالية لبنانية في العالم في البرازيل، يصل عددها إلى أكثر من سبعة ملايين شخص. هذا العامل يشكّل اليوم قاعدة تأثير إنسانية وثقافية تعزّز التعاون الثنائي، وتفتح الباب أمام مبادرات أكاديمية وثقافية مشتركة تنامت في السنوات الأخيرة.

 

علاقة استثنائية... هذا ما يميّزها

بمناسبة الذكرى الثمانين لإطلاق العلاقات الديبلوماسية بين لبنان والبرازيل، يؤكد السفير البرازيلي في بيروت تارسيزيو كوستا في حديث خاص لـ"النهار" عمق العلاقة من خلال التطرّق إلى تاريخها، فيشير إلى أن البرازيل كانت من "أوائل الدول التي اعترفت باستقلال لبنان عام 1944"، إلّا أن أن التفاعل بين البرازيليين واللبنانيين بدأ منذ أواخر القرن التاسع عشر، مع انطلاق موجات الهجرة الأولى من المشرق إلى أميركا الجنوبية. واليوم، تستضيف البرازيل أكبر شريحة من أبناء الجالية اللبنانية في العالم أدّت دوراً محورياً في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في البرازيل.

 

السفير البرازيلي في لبنان.
السفير البرازيلي في لبنان.

 

المجال الاقتصادي يحصد أهمّية بالغة في سياق العلاقة الثنائية، وفي هذا الإطار، يلفت السفير البرازيلي إلى "تسجيل التبادل التجاري أرقاماً قياسية متتالية في السنوات الأخيرة، رغم الظروف الأمنية الصعبة، وقد رسّخت البرازيل موقعها كأهمّ مورد للبنان بالأمن الغذائي، من خلال صادراتها من اللحوم الحمراء والدواجن والبن والسكر والحبوب".

عمق الاهتمام البرازيلي

تطوير هذه العلاقة الاقتصادية في عمق الاهتمام البرازيلي بلبنان، ويقول السفير إن ثمّة إمكانيات "واعدة" لتوسيع التجارة والاستثمارات المتبادلة، من خلال مجلس رجال الأعمال اللبناني-البرازيلي وغرفة التجارة اللبنانية-البرازيلية وغرفة التجارة العربية–البرازيلية، وثمّة "سعي" إلى تعزيز الاستثمارات المتبادلة وتنويع التبادل التجاري مع ضمان استمرار البرازيل في كونها شريكاً موثوقاً في دعم الأمن الغذائي للبنان، وفق ما يكشف السفير البرازيلي في لبنان.

هذه العلاقة الثنائية لا تقتصر فقط على الميدان السياسي والاقتصادي، بل تتعدّاها لتتعمّق أكثر من خلال المجال الثقافي، "فالعلاقات بين المجتمعين حيوية ومتجددة، تعمل سفارة البرازيل ومعهد غيمارانس روزا في بيروت على إبراز الثقافة البرازيلية من خلال المعارض الفنية والحفلات الموسيقية ودورات اللغة والعروض السينمائية والأنشطة الأدبية. ولا تقتصر هذه المبادرات على إبراز تنوّع الإبداع البرازيلي، بل تحتفي أيضاً بالروابط التاريخية والإنسانية التي تجمع بين البرازيل ولبنان".

الجدير بالذكر أن بيروت تستضيف الفرع الوحيد لمعهد غيمارانس روزا في العالم العربي. ويقدّم هذا المعهد الرسمي، إضافةً إلى برامجه الثقافية الناشطة، دورات منتظمة لتعليم اللغة البرتغالية لأكثر من مئة طالب حيث يشرف على تنظيم امتحانات الكفاءة الرسمية للمرشحين من دول عدّة.

 

مشاريع تنموية

تنشط البرازيل على مستوى المشاريع الإنسانية والتنموية في لبنان، وفي السنوات الأخيرة، قدّمت البرازيل "مساعدات إنسانية كبيرة" للبنان، لا سيما من خلال تبرعات بالأدوية والأغذية وأجهزة تنقية المياه. وفي الوقت نفسه، يعمل البلدان على تطوير إطار للتعاون التقني في مجالات ذات اهتمام مشترك مثل الدفاع المدني والبيئة والضمان الاجتماع والصحة العامة والأمن الغذائي والطاقة المتجددة - وهي مجالات يمكن للخبرة البرازيلية أن توفّر فيها فوائد ملموسة".

كذلك يشهد التعاون في مجال التربية والثقافة تعمّقاً وتنوّعاً متزايدَين. وأخيراً، تمّ توقيع عشرة اتفاقات تعاون جديدة بين "مجموعة التعاون بين الجامعات البرازيلية وعدد من أبرز المؤسسات الأكاديمية اللبنانية، بهدف تعزيز التنقّل الأكاديمي وتشجيع البحوث والمشاريع الابتكارية المشتركة. وعلاوة على ذلك، فإن إنشاء "كرسي البرازيل – لبنان" الدوري حديثاً سوف يسمح بزيارات منتظمة للأساتذة، ما يربط المجتمعات الأكاديمية في كلا البلدين أكثر، وفق ما يكشف السفير البرازيلي.

وتؤدّي الجالية البرازيلية في لبنان أيضاً دوراً مهماً في تعزيز التعاون الثنائي. فقد أطلقت مجموعات منظَّمة من أبناء الجالية مبادرات تُعنى بتمكين المرأة. نتوقّع في المستقبل القريب أن نُضفي الطابع المؤسسي على هذه الجهود من خلال إنشاء "مركز المرأة البرازيلية" وهو منصّة دائمة تُعنى بالتنسيق مع السلطات المحلية، بتعزيز حقوق النساء البرازيليات في لبنان.

وفي ختام حديثه، يتطرّق السفير البرازيلي إلى الواقع السياسي في لبنان، ويؤكّد "الدعم الثابت للسلام والاستقرار، الذي يتمثّل بالمشاركة ضمن قوات اليونيفيل"، ويشدّد على أهمية أن ينعم لبنان بـ"السلام"، رافضاً "استمرار احتلال أجزاء من الأراضي اللبنانية والانتهاكات المتكرّرة لوقف إطلاق النار لعام 2024"، مرحّباً بعزم الدولة اللبنانية على "بسط سلطتها على كامل أراضيها".

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 11/12/2025 1:48:00 AM
الشرع يتحدث عن الإرهاب، الأقليات، والتحالفات الدولية في أول مقابلة مع الصحافة الأميركية
المشرق-العربي 11/12/2025 7:35:00 AM
القطعات تفرغت بعد إغلاق صناديق الاقتراع لحماية المراكز والمخازن ونقل عصا الذاكرة وصناديق الاقتراع والمواد الانتخابية
المشرق-العربي 11/12/2025 3:00:00 PM
أظهرت النتائج الأولية غير الرسمية تقدّم ائتلاف "الإعمار والتنمية"، بزعامة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في عدد من المحافظات
اسرائيليات 11/12/2025 12:35:00 AM
سُلّطت الأضواء في تل أبيب على "الكابتن إيلا"، باعتبارها المرشحة الأبرز لخلافة أفيخاي أدرعي في المنصب الذي شغله منذ أكثر من عقدين.