الشيخ سامي أبي المنى لـ"النهار": زيارة قداسته فرصتنا لنحافظ على لبنان الرسالة

لبنان 28-11-2025 | 06:45

الشيخ سامي أبي المنى لـ"النهار": زيارة قداسته فرصتنا لنحافظ على لبنان الرسالة

نحن والمسيحيون من الأقليات، لكننا أكثرية إذا اجتمعنا، كلنا أكثرية لبنانية مع بعضنا بعضاً، هكذا أنظر إلى الدور الذي يجب أن نؤديه، كي نقاس بالدور لا بالعدد.
الشيخ سامي أبي المنى لـ"النهار": زيارة قداسته فرصتنا لنحافظ على لبنان الرسالة
شيخ العقل لطائفة الموحدين الدكتور سامي إبي المنى (النهار)
Smaller Bigger


"كل التقدير والاحترام لقداسة البابا على اختيار أن تكون زيارته الأولى خارج الفاتيكان إلى لبنان. فهذا يؤكد أن للبنان مكانة خاصة في الفاتيكان، بما هو وطن الرسالة والعيش الواحد والتنوع الإسلامي – المسيحي". هكذا ينظر سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين (الدروز) في لبنان الدكتور سامي أبي المنى إلى زيارة البابا لاوون الرابع عشر لبنان، داعياً إلى ضرورة احتضان النموذج اللبناني الراقي لتلاقي المسيحية والإسلام. فلبنان، كما يضيف الشيخ أبي المنى لـ"النهار"، في عين العاصفة اليوم، "لذلك أرى أن هذه الزيارة هي نوع من الطمأنة للبنانيين، ومن الدفع باتجاه السلام، فالتوقيت صعب في ظل التهديد الإسرائيلي، وكأنها نوع من إضاءة شمعة أو فتح كوة في جدار اليأس والخوف والهواجس التي تحيط بلبنان، وعلى اللبنانيين أن يتفاءلوا بأن تكون الزيارة دافعاً للدول المعنية بالوضع اللبناني للضغط باتجاه وقف التهديد ومنع الحرب على لبنان مجدداً".

كذلك، يدعو الشيخ أبي المنى اللبنانيين إلى التضامن الوطني في مواجهة التهديدات، "فهكذا يجب أن تُستثمر الزيارة الباباوية، مع التأكيد على صيغة التنوع في الوحدة والعيش المشترك والتلاقي، فهذا أقوى سلاح في مواجهة أي عدوان"، مؤكداً على واجب اللبنانيين تفهم هواجس بعضهم بعضاً، وإدراك حقيقة أن لبنان لا يكون لفئة دون أخرى، "فلبنان رسالة، والرسالة لا تحملها فئة ذاتها، بل يحملها كل اللبنانيين، وطبعاً رسالة قداسة البابا وزيارته ليست آلة حربية بل آلة سلام ومحبة ودعاء وصلاة من أجل لبنان، فيجب أن نستقبل هذه الآلة وهذه الصلاة بروح إيجابية، بالتلاقي على مصلحة لبنان دون المصالح الخاصة، وهي أيضاً رسالة للخارج أن لبنان وطن سلام لا وطن حرب ولا وطن استسلام". وبحسبه، هذه زيارة رعوية للمسيحيين في لبنان والشرق كي يثبتوا في أرضهم ويتأكدوا أنهم جزء أساسي من هذه البلاد، لهم حضارتهم ودورهم في لبنان وفي المنطقة، ورسالة للجميع بأن هذا البلد ليس وطناً مسيحياً بل هو وطن إسلامي – مسيحي، "لذلك أصررت، وأصررنا معاً، على عقد رؤساء الطوائف الإسلامية لقاء خاصاً مع قداسته، سيعقد مساء الإثنين في حريصا، فيجب أن يؤخذ في الحسبان أن ثمة طوائف إسلامية إلى جانب الطوائف المسيحية، تشكل كلها وحدة وطنية وطائفة لبنانية واحدة".

ويتابع الشيخ أبي المنى: "نؤكد الرسالة التي يؤكدها قداسة البابا، ونلاقيه بتأكيدنا أننا معنيون بهذه الرسالة، فللقيادات الروحية في لبنان تأثيرها ودورها، وهي لا تأخذ مكان الدولة، بل تشد أزر الدولة لتكون قوية وقرارها واحد موحد، تحترم الطوائف كلها، ومن هنا جاء الموعد المستجد للقاء قداسة البابا". كما سيلبي سماحته الدعوة إلى اللقاء المسكوني، وهو يرى فيه مشهداً جامعاً يُرسم في ساحة الشهداء حيث يلتف اللبنانيون من كل الطوائف حول قداسة البابا للترحيب بقداسته، في ما يدل على وحدة وطنية ووحدة روحية، "وسنكون إلى جانب قداسته مع نخبة من اللبنانيين المعنيين بالحوار والتلاقي الإسلامي المسيحي، ستكون للقاء رمزيته في هذه المشهدية التاريخية".

ويلاحظ سماحته الأثر الإيجابي والكبير لزيارة قداسته في تعزيز الحضور المسيحي في لبنان والشرق، "فنحن والمسيحيون من الأقليات، لكننا أكثرية إذا اجتمعنا، كلنا أكثرية لبنانية مع بعضنا بعضاً، هكذا أنظر إلى الدور الذي يجب أن نؤديه، كي نقاس بالدور لا بالعدد، أن نكون معاً في حمل الرسالة الواحدة الموحدة، أي بناء الدولة على أسس ديموقراطية تشاركية، لا أن تكون لكل واحد منا أيديولوجيته الخاصة، وأحلامه الخاصة، ودولته الخاصة، فعلينا أن نبني معاً دولتنا، فلا نشعر بأننا أقلية، إننا نعيش هذا الهاجس كمسيحيين أو كموحدين ومن طوائف أخرى، ويجب أن نشعر بأننا أقوياء في أوطاننا وشركاء فعليين فيه".

ويختم الشيخ أبي المنى حديثه بالقول: "كأننا شاركنا في توقيت الزيارة، ولو أننا لم نشارك، فقد بدأنا منذ فترة باتفاقيات مع الرهبنة المارونية اللبنانية ومع البطريركية تبني على المصالحة التي أرساها وليد بك جنبلاط والمغفور له البطريرك مار نصرالله بطرس صفير في 2001، لتُستكمل بنوع من المصالحة الاقتصادية، أي بنسج نوع من الشراكة في تنمية اقتصادية في مناطقنا، على أوقافنا المسيحية والدرزية، كي نعيد المهجرين والمهاجرين، وبذلك نحيي هذه المصالحة بشراكة تنموية اقتصادية ليكون الجبل نموذجاً، ونحن على تواصل دائم مع كل الطوائف، هذه ليست ثنائية درزية – مسيحية بل شراكة يمكن أن تنسحب على الطوائف الأخرى، فمعاً ننهض بالوطن".

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 11/27/2025 1:37:00 PM
بعد عامٍ على الهزيمة، تسلّط رؤية نابليون الضوء على أسباب خسارة الحزب.
شمال إفريقيا 11/27/2025 10:52:00 AM
وفاة الإعلامية المصرية هبة الزياد بشكل مفاجئ خلال نومها، في رحيل غير متوقع شكّل صدمة واسعة لدى متابعيها
لبنان 11/26/2025 3:37:00 PM
من خلال الكشف الذي أجرته شعبة المعلومات، تبيّن أن أفراد العصابة أحدثوا فجوة في الجدار الخلفي للمحل من جهة منزل مهجور، وتمكّنوا عبرها من الوصول إلى متخت المتجر.
لبنان 11/26/2025 5:55:00 PM
تمّ تعديل التعاميم بحيث تمّ السماح للموسسات الفردية والجمعيات المرخصة من المراجع المختصة (خيرية أو دينية) الإفادة من التعميمين.