جاريد كوشنر يعود... وبصمته واضحة في اتّفاق غزة

قبل أن يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تحقيق تقدم كبير لإنهاء الحرب في غزة، جرت مفاوضات حادة خلف الكواليس في البيت الأبيض حول اعتذار متواضع اضطر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تقديمه.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن أشخاص مشاركين في العملية قولهم إن كبار المسؤولين، بمن فيهم مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، سارعوا إلى صياغة العبارات المناسبة. في قلب كل قرار حاسم كان هناك رجل أقسم على عدم تولي أي منصب رسمي في ولاية ترامب الثانية: جاريد كوشنر.
داخل المكتب البيضاوي في 29 أيلول/سبتمبر، وقف صهر الرئيس ومستشاره السابق يراقب بينما سلّم ترامب الهاتف لنتنياهو لكي يتصل بنظيره في قطر ويعتذر عن الضربة الصاروخية التي استهدفت قادة "حماس" في الدوحة في 9 أيلول. أثار الهجوم غضب ترامب، وكان اعتذار نتنياهو لحليف الولايات المتحدة الرئيسي أمراً حاسماً لمفاوضات السلام. رضخ نتنياهو قبل المكالمة وقال: "ماذا تريدني أن أقول؟".
بعد تقديم الاعتذار، دخل ترامب إلى قاعة الطعام الرسمية مع نتنياهو بعد ذلك بوقت قصير للكشف عن خطة سلام من 20 نقطة ساعد كوشنر أيضاً في صياغتها جنباً إلى جنب مع ويتكوف.
وقال ترامب عن كوشنر: "لن تجد أحداً أكثر كفاءة منه"، قبل أن يغادر صهره مع ويتكوف إلى مصر لإتمام المفاوضات بشأن اتفاق المرحلة الأولى لإطلاق سراح الرهائن المتبقين الذين تحتجزهم "حماس" وإبرام وقف إطلاق النار في غزة.
إنها عودة ملحوظة لكوشنر إلى الأضواء. فقد انتقل هو وزوجته إيفانكا ترامب، التي شغلت سابقاً منصب مستشارة رفيعة المستوى في البيت الأبيض، إلى ميامي مع أطفالهما الثلاثة وأعلنا أنهما سيبتعدان من السياسة بعد الأضواء الساطعة التي رافقت ولاية ترامب الأولى. وبدأ كوشنر في تأسيس شركة الاستثمار "أفينيتي بارتنرز" ("Affinity Partners").
استفاد كوشنر من علاقاته في الشرق الأوسط أثناء تقديمه المشورة لترامب بشأن سياسة هذه المنطقة وعمله مع ويتكوف على خطة السلام.
وكان كوشنر، البالغ من العمر 44 عاماً، بمثابة صدى لمسؤولي الإدارة، بمن في ذلك وزير التجارة هوارد لوتنيك، في مجموعة من القضايا، وفقاً لأشخاص مطلعين على المناقشات. ووفقاً لهؤلاء الأشخاص، فقد قدم كوشنر المشورة لوزير الخزانة سكوت بيسنت بشأن المفاوضات التجارية مع الصين، مستفيداً من خبرته في معركة ترامب الاقتصادية السابقة مع بكين. وكان كوشنر قد شارك مشاركةً غير رسمية في محادثات حول سياسات إضافية.
إذا تم المضي قدماً في خطة السلام، فسوف يشارك كوشنر وويتكوف مشاركة مكثفة في جهود إعادة إعمار غزة. وهما يجريان حالياً محادثات أولية مع مطورين عقاريين يسعون إلى تحقيق رؤية ترامب لـ"ريفييرا الشرق الأوسط".
كان كوشنر هو الذي حث ويتكوف على قبول منصب مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط. ويتكوف، البالغ من العمر 68 عاماً، يعرف عائلة كوشنر منذ فترة طويلة من خلال دوائر العقارات في نيويورك. وقد حضر ويتكوف حفل زفاف جاريد وإيفانكا في عام 2009.
قال ويتكوف عن عمله مع كوشنر، الذي ازدادت كثافته بعد الهجوم الإسرائيلي في 9 أيلول على قادة "حماس" السياسيين في قطر: "هناك تناسق بيننا". جاء الهجوم م دون سابق إنذار لترامب. كان الأمر صادماً خاصة لويتكوف وكوشنر، اللذين كانا قد اجتمعا قبل أيام في منزل ويتكوف في ميامي مع رون ديرمر، كبير المفاوضين الإسرائيليين، لمناقشة خطة سلام لغزة.
لكن من ذلك نشأت فرصة، حيث عمل ويتكوف وكوشنر ومسؤولون آخرون في إدارة ترامب على حشد الدعم بين الدول العربية لما أصبح خطة سلام من 20 نقطة. أعطى ترامب الضوء الأخضر للمضي قدماً بعدما أطلعه كوشنر عليها على متن طائرة الرئاسة، في طريقه إلى حفل تأبين الناشط المحافظ المقتول تشارلي كيرك في 21 أيلول، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر. وويتكوف، الذي سافر على متن طائرته الخاصة إلى حفل التأبين، كان على اتصال هاتفي معهما.
أحد المكوّنات الرئيسية للخطة هو حكم انتقالي يشرف عليه "مجلس السلام" برئاسة ترامب وخطة للتنمية الاقتصادية. ووفقاً للاقتراح، سيشارك رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير مشاركة كبيرة في هذه الخطة.