انتهاء الجولة الثالثة من المفاوضات بين طهران وواشنطن... والمحادثات ‏مستمرة

انتهاء الجولة الثالثة من المفاوضات بين طهران وواشنطن... والمحادثات ‏مستمرة

تأتي هذه الاجتماعات بوساطة عُمانية، عقب جولتين سابقتين من ‏المفاوضات غير المباشرة
انتهاء الجولة الثالثة من المفاوضات بين طهران وواشنطن... والمحادثات ‏مستمرة
تقدّم بالمحادثات بين واشنطن وطهران (وكالات)‏
Smaller Bigger

 

انتهت الجولة الثالثة من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة حول برنامج طهران ‏النووي، على أن تعقد  جولة جديدة السبت المقبل في العاصمة العمانية مسقط، على ما أفاد وزير ‏الخارجية العماني الذي تتولى بلاده دور الوساطة.‏
‏ ‏

وكتب الوزير بدر البوسعيدي على منصة اكس "ستستمر المحادثات ‏الأسبوع المقبل، حيث من المقرر مبدئيا عقد اجتماع آخر رفيع المستوى ‏في الثالث من أيار/مايو".‏

 

وفي وقت سابق، أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني انتهاء الجولة الثالثة من المحادثات النووية بين طهران وواشنطن.

وعقدت السبت الجولة الثالثة من المحادثات النووية بين إيران ‏والولايات المتحدة الأميركية في سلطنة عُمان، بعد إعلان الجانبين ‏إحراز تقدم في الاجتماعات الأخيرة في روما.‏


وتزامنا مع المباحثات، وقع انفجار هائل في ميناء الشهيد رجائي ‏بالقرب من مدينة بندر عباس في جنوب إيران أسفر عن عدد من ‏القتلى ومئات الجرحى ولم تُعرف أسبابه بعد.‏


تأتي هذه الاجتماعات، بوساطة عُمانية، عقب جولتين سابقتين من ‏المفاوضات غير المباشرة، عُقدت الأولى في 12 نيسان/أبريل في ‏مسقط، ثم الثانية في 19 أبريل/نيسان في روما.‏

 

ويقود المحادثات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث ‏الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف فيما يقوم وزير الخارجية ‏العماني بدر البوسعيدي بدور الوسيط بينهما.‏


وتعقد مباحثات فنية على مستوى الخبراء بموازاة المحادثات الرفيعة ‏المستوى.‏


وجدّدت إيران التأكيد الجمعة أن المحادثات غير مباشرة على غرار ‏الجولتين السابقتين.‏


وذكرت الخارجية الإيرانية في بيان أنّ المفاوضات تتم "في غرف ‏منفصلة كما في الجولتين السابقتين، بتسهيل من المضيف العماني ‏وحضور رئيسي الوفدين الإيراني والأميركي".‏


وأورد التلفزيون الرسمي الإيراني أنّ المباحثات بدأت في عمان ‏حوالى الساعة 08,00 بتوقيت غرينتش، من دون أن يحدد إن كان ‏هذا الموعد يخص الاجتماع الفني أو المباحثات بين عراقجي ‏وويتكوف.‏

 

ستيف ويتكوف  (أ ف ب)
ستيف ويتكوف (أ ف ب)

 

 

ويُعد هذا أعلى مستوى من التواصل بين البلدين اللذين لا يقيمان ‏علاقات دبلوماسية منذ 1980، منذ أن سحب الرئيس الأميركي ‏دونالد ترامب بلده أحاديا في 2018 من الاتفاق النووي المُبرَم بين ‏إيران والقوى الكبرى عام 2015.‏



ومن المقرر أن تستمر هذه الجولة من المفاوضات يوما واحدا. إلا ان ‏وكالة إرنا الإيرانية الرسمية ذكرت أنه "مع ذلك، ونظرا لأن ‏المفاوضات سوف تركز على القضايا الفنية والمتعلقة بالخبراء ‏وفحص التفاصيل، فمن الممكن أنّ تُمدد إذا اقتضى  الأمر".‏


وهذا الأسبوع، أعرب عراقجي عن "تفاؤل حذر"  قائلا "إذا كان ‏مطلب الولايات المتحدة الوحيد هو عدم امتلاك إيران أسلحة نووية، ‏فإن هذا المطلب قابل للتحقيق"، مضيفا "إذا كانت لديهم مطالب ‏أخرى، أو مطالب غير عملية أو غير منطقية، فسنواجه مشاكل ‏بطبيعة الحال".‏


وأكّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أنّ ‏برامج إيران الدفاعية والصاروخية ليست مطروحة للنقاش خلال ‏المفاوضات.‏


وصرّح بقائي لتلفزيون بلاده الرسمي أنّ "مسألة القدرات الدفاعية ‏والصواريخ الإيرانية غير مطروحة (على جدول الأعمال)، ولم ‏تُطرح في المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة".‏


ونقلت وكالة تسنيم عن بقائي قوله إنّ المفاوضات مستمرة في "أجواء ‏جدية".‏

وأشارت الى أنّ الطرفين يتبادلان "المواقف ووجهات النظر بشأن ‏مجالي تخفيف العقوبات بشكل فعال وبناء الثقة في ما يتعلق بالطبيعة ‏السلمية للبرنامج النووي الإيراني وحماية حق إيران في الاستخدام ‏السلمي للطاقة النووية من خلال الجانب العماني".‏


‏ ترامب "يفضل اتفاقا" ‏
قالت إيران والولايات المتحدة إن جولة المفاوضات التي جرت ‏السبت الماضي في مقر إقامة سفير عُمان في روما أسفرت عن ‏‏"تقدّم". وقالت طهران إن الاجتماع كان "جيّدا".‏



لطالما اتهمت الدول الغربية، بما فيها الولايات المتحدة، إيران بالسعي ‏إلى تطوير أسلحة نووية، وهو ادعاء تنفيه طهران باستمرار مؤكّدة ‏أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية والمدنية فقط.‏

 

 

وخلال ولاية ترامب الأولى، انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي ‏لعام 2015، والذي نصّ على تخفيف العقوبات الدولية على إيران ‏في مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.‏



وأعاد الرئيس الاميركي دونالد ترامب في مقابلة مع مجلة تايم نُشرت ‏الجمعة تهديده صراحة باللجوء للحل العسكري إذا فشلت المفاوضات.‏


لكنّه أضاف أنّه "يفضل اتفاقا على إلقاء القنابل".‏


ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير، أعاد ترامب ‏فرض سياسة "الضغوط القصوى" المتمثلة في فرض عقوبات على ‏إيران، مكررا بذلك استراتيجيته التي اتّبعها خلال ولايته الأولى.‏

 

 

وفي آذار/مارس بعث ترامب برسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني آية ‏الله علي خامنئي يعرض عليها فيها إجراء مفاوضات، لكنه لوّح بعمل ‏عسكري في حال فشل المسار الدبلوماسي.‏


وأعلنت واشنطن الثلاثاء عقوبات جديدة تستهدف شبكة النفط ‏الإيرانية، في خطوة وصفتها طهران بأنّها دلالة على "نهج عدائي" ‏قبيل محادثات السبت في عُمان.‏


والأربعاء، دعا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ‏غروسي إيران إلى توضيح أسباب وجود أنفاق حول منشأة نطنز ‏النووية، أظهرتها صور نشرها معهد العلوم والأمن الدولي.‏


ونشر مركز الأبحاث ومقرّه في واشنطن، صورا التُقطت بالأقمار ‏الصناعية الأربعاء قال إنها تظهر نفقا عميقا جديدا على مقربة من ‏نفق قديم حول نطنز، إضافة إلى إجراءات أمنية جديدة.‏


وقال غروسي للصحافيين "نسألهم: ما الهدف من هذا؟ فيقولون لنا: ‏هذا ليس من شأنكم".‏


حق "غير قابل للتفاوض" ‏
في مقابلة نُشرت الأربعاء، أكّد وزير الخارجية الأميركي ماركو ‏روبيو موقف واشنطن الحازم ضد تخصيب إيران لليورانيوم.‏


وقال في بودكاست "أونستلي": "إذا أرادت إيران برنامجا نوويا ‏مدنيا، فيمكنها امتلاكه كما هي حال العديد من الدول الأخرى في ‏العالم، عبر استيراد المواد المُخصَّبة".‏

من جهته، وصف عراقجي حقّ إيران في تخصيب اليورانيوم بأنه ‏‏"غير قابل للتفاوض"، وكان نشر في وقت سابق هذا الاسبوع على ‏منصة اكس أنّ بلاده تسعى "لبناء 19 مفاعلا على الأقل"، علما أنّ ‏لدى طهران حاليا مفاعلين هما بوشهر وأراك.‏


وتُخصب إيران حاليا اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المئة، وهي ‏أعلى بكثير من نسبة 3,67 في المئة المنصوص عليها في الاتفاق، ‏لكنها لا تزال أقل من عتبة 90 في المئة المطلوبة للاستخدام ‏العسكري.‏


ووصف عراقجي الخميس العلاقات مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا ‏بـ"المتدهورة"، بعد جولات عدة من المحادثات النووية سبقت ‏الاجتماعات الأميركية، لكنه أبدى استعداده لزيارة تلك الدول لإجراء ‏نقاشات بشأن برنامج بلاده النووي ومجالات الاهتمام والقلق ‏المشتركين.‏

وحضّ روبيو الأسبوع الماضي الدول الأوروبية على اتخاذ "قرار ‏مهم" بشأن تفعيل "آلية الزناد" التي نصّ عليها اتفاق 2015، ومن ‏شأنها إعادة فرض العقوبات الأممية على إيران تلقائيا على خلفية عدم ‏امتثالها للاتفاق النووي. لكنّ خيار تفعيل الآلية ينتهي في تشرين ‏الأول/أكتوبر.‏


من جهتها، حذّرت إيران من الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار ‏النووي في حال تفعيل تلك الآلية.‏