اختتام أعمال مؤتمر ميونخ للأمن... العلاقات الأطلسية على المحكّ

العالم 16-02-2025 | 19:10

اختتام أعمال مؤتمر ميونخ للأمن... العلاقات الأطلسية على المحكّ

وفي وقت تسعى الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة دونالد ترامب لإعادة تنظيم السياسة الخارجية والأمنية الدولية، وتحمل شركاءه الأوروبيين بعض الحقائق المرة، التي دفعته إلى السير بمبادرة سلام بين روسيا وأوكرانيا، من دون التشاور معهم، شهد المؤتمر خطابات ومناقشات جماعية ومحادثات جانبية ركّزت على كيفية إصلاح النظام الدولي ليكون أكثر شمولية وعدالة وعلى أهمية تعزيز التعاون لحلّ الأزمات. 
اختتام أعمال مؤتمر ميونخ للأمن... العلاقات الأطلسية على المحكّ
نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس ملقياً كلمته في مؤتمر ميونخ للأمن. (أ ف ب)
Smaller Bigger
اختتمت، اليوم الأحد، أعمال مؤتمر ميونخ للأمن- 61، الذي انعقد على مدى ثلاثة أيام في فندق بايرشرهوف بمشاركة أكثر من 700 شخصية، منها 60 رئيس دولة وحكومة، أبرزهم نائب الرئيس الأميركي، والرئيس الأوكراني، والأمين العام لحلف الناتو، ورئيسة المفوضية الأوروبية، إضافة إلى ممثلي منظّمات غير حكومية ومراكز فكر وأبحاث وقطاعات اقتصاد وأعمال.

سلام من خلال الحوار
تركّز برنامج المؤتمر، الذي يعدّ أحد أهم الاجتماعات للحوار الدولي، على السياسات الخارجية والأمنية والتحدّيات العالمية، وشكّل منصّة للمناقشات وتبادل الأفكار بشكل مباشر، بالإضافة إلى استنباط الحلول من قبل صنّاع القرار وممثلي المنظّمات الدوليّة.  
ناقش المؤتمرون في اليوم الأول التحدّيات الأمنية العالمية، مثل الحوكمة والمرونة الديموقراطية والأمن المناخي، فيما حملت مناقشات يوم السبت حالة النظام الدولي والصراعات والأزمات الإقليمية، وأهمّها الحرب الأوكرانية والوضع في الشرق الأوسط وأفريقيا، وما سيكون عليه مستقبل الشراكة عبر الأطلسي. واختتم اليوم الأخير بنقاشات عن دور أوروبا في العالم. كلّ ذلك تزامن مع تنظيم ما يقرب من 200 حدث جانبي رسمي وعشرات الفعاليات حول قضايا تُشكّل أولويات المجتمع الدولي، بينها الأمن السيبراني والشعبوية المتصاعدة وتهديدات الذكاء الاصطناعي والمعلومات المضلّلة، فضلاً عن استضافة المؤتمر الوزاري الرابع عن مكافحة تمويل الإرهاب. 
وفي وقت تسعى الإدارة الأميركية بقيادة دونالد ترامب لإعادة تنظيم السياسة الخارجية والأمنية الدولية، وتحمّل شركاءه الأوروبيين بعض الحقائق المرة التي دفعته إلى السير بمبادرة سلام بين روسيا وأوكرانيا من دون التشاور معهم، شهد المؤتمر خطابات ومناقشات جماعية ومحادثات جانبية ركّزت على كيفية إصلاح النظام الدولي ليكون أكثر شمولية وعدالة وعلى أهمية تعزيز التعاون لحلّ الأزمات. 
إضافة إلى ذلك، أكّدت المداخلات وجلسات العمل الاتجاه التصاعدي للتعددية القطبية في العالم والمشاكل والتحديات التي تواجهها، كما أكّدت أن العلاقات الغربية القوية ضرورية لتأكيد مبادئ الديموقراطية الليبرالية ضد المبادئ الاستبدادية على المدى الطويل، ومعالجة التحدّيات العالمية مثل تغيّر المناخ والهجرة القسرية والفقر والتغذية، وأهمية الابتكارات والتطور التكنولوجي الرقمي وكسر الاحتكارات، فضلاً عن التصدّي للضغوط الاقتصادية والتنافسية غير العادلة من قوى كبرى مثل الصين.
وعلى هامش المؤتمر نظّمت مسيرات احتجاجية ضمّت المئات من الأشخاص، طالبت بالدفاع عن حقوق الإنسان والسلام والديموقراطية وهاجمت الكراهية والتحريض والحروب.


تهوّر أميركي  
في كلمته الافتتاحية، الجمعة، انتقد الرئيس الألماني فرانك فالترشتاينماير "تهوّر" إدارة ترامب التي لم تحترم القواعد الراسخة والشراكات القائمة على الثقة في السياسة الدولية. أما منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، فوصفت عرض ترامب التفاوض مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب ضد أوكرانيا بأنها "صفقة قذرة".
الصدمة كانت في كلمة نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس، الذي لم يقدّم أيّ تصوّر لخطة السلام التي وضعتها إدارة بلاده بشأن أوكرانيا، وآثر إجراء جردة حساب غير مسبوقة مع شركاء بلاده، واتهمهم بعدم فهم الديموقراطية، فقال إنّ حرية التعبير مهدّدة في أوروبا، منتقداً حقيقة أن التعبير عن الرأي تجري مقاضاته باعتباره معلومات مضلّلة، الأمر الذي تسبب بتصاعد الهمهمات وهزات الرؤوس الاعتراضية في القاعة. 
حيال ذلك، اعتبر الباحث السياسي كاي مورشلات، في حديث إلى "النهار"، أن التجاهل الأميركي لأوروبا بخصوص مبادرة ترامب للسلام في أوكرانيا، وإشارة نائب الرئيس فانس إلى تراجع حرية التعبير في أوروبا، وإشارته صراحة إلى حق القوى اليمينية بالتعبير عن آرائها من دون قيود، ومهاجمته سياسة "جدار الحماية" مع حزب "البديل من أجل ألمانيا"، وما حصل في انتخابات رومانيا، مؤشرات إلى أن الولايات المتحدة الشريكة الأساسية لأوروبا تحوّلت إلى عدوها في عهد ترامب، مشدّداً على أهمية تحالف الإرادات لدى الأوروبيين لمواجهة تحدياتهم المستقبلية.
ورفض المستشار الألماني أولاف شولتس في خطابه، السبت، التدخّل الخارجي في السياسة الألمانية، معتبراً أن انتصار روسيا في أوكرانيا لن يخلق السلام، وأن موسكو تصعد الأوضاع من خلال إجراءات خطيرة ضد دول التحالف عبر الأطلسي، ومستشهداً بتخريبها الكابلات البحرية والبنية التحتية الأخرى، وهجمات الحرق العمد والتضليل ومحاولات التلاعب بالديموقراطية. وأوضح شولتس في رده على فانس بأن الأوروبيين سوف يقرّرون بأنفسهم كيفية تشكيل ديموقراطيتهم.
أمّا رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي أنطونيو كوستا فأكد أن قضية البنية الدفاعية الأوروبية هي التزام، وسوف تحظى بالأولوية القصوى، وأوروبا عازمة بقوة على التصرف بشكل أسرع لبناء قدراتها في هذا المجال، مشدداً على أن "السلام في أوكرانيا لا يُمكن فصله عن أمننا". وتسود ترجيحات بأن يعلن ترامب انسحاباً واسع النطاق للقوات الأميركية من أوروبا.
تجدر الإشارة إلى أنه مع نهاية المؤتمر الحادي والستين انتقلت رئاسته إلى الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي النروجي ينس ستولتنبرغ خلفاً للديبلوماسي الألماني كريستوف هويسغن.
 
العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 10/13/2025 1:59:00 AM
حكومة بنيامين نتنياهو تجري مشاورات هاتفية عاجلة بشأن تعديلات على قوائم الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم في إطار خطة ترامب.
النهار تتحقق 10/15/2025 10:36:00 AM
"الرهائن الإسرائيليون بالبيجامات الكاستور المصرية". ضجة في وسائل التواصل بسبب مشاهد تقصّت "النّهار" صحّتها. 
لبنان 10/15/2025 7:13:00 AM
التفجير استهدف مجدداً حي المساير الذي تعرض سابقاً لأكثر من عملية مماثلة
سياسة 10/15/2025 6:09:00 PM
غارة من مسيرة تستهدف رابيد على طريق صديقين وأنباء عن إصابات