نتنياهو يأمر بـ"تحرّك قويّ" ضدّ أهداف في قطاع غزة... و"حماس" ترد

شهد قطاع غزة تصعيداً خطيراً يهدد اتفاق وقف إطلاق النار، بعدما شنّ الجيش الإسرائيلي للمرة الأولى غارات جوية وقصفاً مدفعياً على مدينة رفح جنوبي القطاع. وبررت إسرائيل هذا القصف بأنه رد على إطلاق نار وصواريخ مضادة للدبابات استهدفت قواتها العاملة في المنطقة.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتهم حركة حماس بـ"انتهاك وقف إطلاق النار" وأصدر أوامر بـ"التحرك بقوة" ضد أهداف في غزة.
في المقابل، أكدت حركة حماس "التزامها الكامل" بالهدنة، ونفت كتائب القسام علمها بأي اشتباكات في منطقة رفح، مشيرة إلى أن الاتصال مقطوع مع مجموعاتها هناك منذ أشهر.
وقال الجيش الاسرائيلي في بيان: "في وقت سابق اليوم، أطلق الإرهابيون صواريخ مضادة للدبابات وفتحوا النار على قوات جيش الدفاع الإسرائيلي العاملة لتدمير البنية التحتية الإرهابية في منطقة رفح وفقاً لشروط اتفاق" وقف إطلاق النار.
وقال أيضاً: "رد جيش الدفاع الإسرائيلي بتنفيذ غارات جوية باستخدام مقاتلات ونيران مدفعية، مستهدفاً منطقة رفح للقضاء على التهديد، وقام بتدمير أنفاق ومنشآت عسكرية عدة تم رصد نشاط إرهابي فيها".
وأصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعليمات لقوات الأمن بالتحرك بقوة ضد أهداف في قطاع غزة، متهما حركة حماس بانتهاك وقف إطلاق النار.
وبحسب الجيش الإسرائيلي، نفذ مقاتلو حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) "هجمات متعددة" ضد القوات الإسرائيلية خارج المنطقة العازلة المعروفة باسم "الخط الأصفر"، بما في ذلك إطلاق قذيفة صاروخية ونيران قناصة، واصفاً ذلك بأنه "انتهاك صارخ" لاتفاق وقف إطلاق النار.
وأفادت القناة 14 الإسرائيلية عن وقوع انفجار في آلية هندسية تابعة للجيش الإسرائيلي في منطقة رفح جنوبي القطاع.
وبحسب القناة، يُشتبه في أن مسلحين أطلقوا صاروخاً مضاداً للدبابات أو فجّروا عبوة ناسفة فيها.
في السياق، حض وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير نتنياهو على "استئناف القتال في غزة". واعتبر أن "حماس خطر على أمن إسرائيل، ولا تحترم اتفاق وقف النار".
حماس: نؤكد التزامنا بوقف إطلاق النار
من جهتها، أعلنت حركة حماس الالتزام الكامل بتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه وفي مقدمته وقف إطلاق النار في جميع مناطق قطاع غزة.
وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري للحركة، في بيان رسمي: "لا علم لنا بأي أحداث أو اشتباكات تجري في منطقة رفح، حيث إن هذه مناطق حمراء تقع تحت سيطرة الاحتلال، والاتصال مقطوع بما تبقى من مجموعات لنا هناك منذ عودة الحرب في مارس من العام الجاري، ولا معلومات لدينا إن كانوا قد استشهدوا أم لا زالوا على قيد الحياة منذ ذلك التاريخ، وعليه فلا علاقة لنا بأي أحداث تقع في تلك المناطق ولا يمكننا التواصل مع أي من مجاهدينا هناك إن كان لا يزال أحد منهم على قيد الحياة".
من جهته، قال جهاز الدفاع المدني في غزة إن الغارات الجوية الإسرائيلية الأحد، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 11 شخصا في أنحاء القطاع.
التعرف على جثة رهينة
وأعلن الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) اليوم الأحد العثور على رفات أحد الرهائن الإسرائيليين، وقال إنه سيُسلمه إلى إسرائيل في وقت لاحق اليوم "في حال كانت الظروف الميدانية مهيأة لذلك".
واليوم ايضا، أكدت إسرائيل أن الجثة الثانية من بين جثتي رهينتين سلمتهما حماس ليل السبت الأحد هي لعامل مزارع تايلندي قُتل خلال هجوم الحركة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، واحتجز جثمانه في قطاع غزة.
وقال مكتب رئيس الوزراء إن الجيش أبلغ عائلة الرهينة سونتايا أوكارسري أن جثمانه أُعيد إلى إسرائيل وتم التعرف عليه رسمياً.
وكانت السلطات الإسرائيلية أعلنت صباح اليوم، التعرف على جثة رونين إنغل، أحد الرهينتَين اللذَين سلّمت حماس رفاتهما مساء السبت للصليب الأحمر بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وأفاد الجيش الإسرائيلي بأنّه "أبلغ عائلة الرهينة رونين إنغل" بتسلّم رفاته، وهو ما أكده مكتب نتنياهو معلناً مرة جديدة أنّ إسرائيل لن تقوم بـ"أي مساومة ولن تدّخر جهداً إلى أن تتم استعادة كل الرهائن الذين قتلوا".
وفي وقت سابق أمس السبت، أعلنت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس، أنّها ستُسلّم جثتَي رهينتَين في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك بعدما اشترطت إسرائيل استعادة جثث جميع الرهائن لإعادة فتح معبر رفح.
معبر رفح سيبقى مغلقاً
وقبيل ذلك، قال مكتب نتنياهو إنّ "رئيس الوزراء أوعز بإبقاء معبر رفح مغلقاً حتى إشعار آخر".
وأضاف: "سيتم النظر في إعادة فتحه وفقاً لكيفية وفاء حماس بالتزاماتها في إعادة الرهائن وجثث القتلى، وتنفيذ الشروط المتفق عليها لوقف إطلاق النار".
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 10 تشرين الأول/أكتوبر بعد عامين من الحرب التي دمّرت قطاع غزة، كان على حماس أن تُفرج عن جميع الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لديها، أحياءً أو أمواتاً، في موعد أقصاه 13 تشرين الأول/أكتوبر.
وأفرجت الحركة في الموعد المحّدد عن آخر عشرين رهينة أحياءً، لكنها أعادت فقط 12 جثة من أصل 28 كانت تحتجزها.