اسرائيليات 06-10-2025 | 06:46

خطّة ترامب بشأن غزة تضع نتنياهو في موقف حرج

يعتقد الكثيرون أن نتنياهو لم يرغب أبداً في التفاوض لإنهاء هذه الحرب، بل في إجبار "حماس" على الاستسلام بشروط إسرائيل...
خطّة ترامب بشأن غزة تضع نتنياهو في موقف حرج
ترامب ونتنياهو خلال مؤتمر صحافي في البيت الابيض (ا ف ب).
Smaller Bigger

وجد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه في موقف سياسي معقد بعد إعلان "حماس" استعدادها لمناقشة خطة السلام المدعومة من واشنطن. فبين ضغوط داخلية من شركائه اليمينيين، وتأييد دولي متزايد للاتفاق، يجد نتنياهو نفسه في موقف صعب.

قالت وكالة "بلومبرغ" إن نتنياهو يواجه معضلة بعدما أيدت "حماس" جزئياً خطة ترامب. قد يعني الاتفاق ليس فقط أنه لن ينهي الحرب بشروطه، بل أن ائتلافه السياسي ربما ينهار حيث يعتبر أعضاء اليمين المتطرف في حكومته أن هزيمة "حماس" أكثر أهمية من إطلاق سراح الرهائن المتبقين.

بدورها، أشارت شبكة "سي إن إن" إلى أن ترحيب ترامب برد "حماس" حاصر نتنياهو، وأشارت إلى أن ترامب اختار التركيز على ما وافقت عليه الجماعة بدلاً مما لم توافق عليه. بالنسبة له، كان إعلان "حماس" استعدادها للإفراج عن جميع الرهائن المتبقين  كافياً. لم يصل رد "حماس" إلى حد التأييد الكامل لكل نقطة من النقاط العشرين التي طرحها ترامب، بما في ذلك النقاط الحاسمة مثل مطالبتها بنزع سلاحها وألا تلعب أي دور في حكم غزة في المستقبل.

ومع ذلك، بدا ترامب مستعداً للمضي قدماً كما لو أن السلام أصبح في متناول اليد. كان لرد فعله تأثير في استباق أي رد من إسرائيل، بمن في ذلك نتنياهو الذي ضغط عليه ترامب وفريقه لقبول خطة السلام. وبينما شكر ترامب، في بيان مصور، قطر وتركيا والسعودية ومصر والأردن شخصياً على جهودهم للتوسط من أجل السلام، لم يذكر نتنياهو. وقال مصدر إسرائيلي لـ"سي إن إن"  إن احتفاء ترامب برد "حماس" على الاقتراح فاجأ نتنياهو، خاصة عندما أمر إسرائيل بوقف قصف غزة على الفور، ما أجبر إسرائيل على وقف هجومها على مدينة غزة. 

كذلك، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن دفع ترامب باتجاه السلام وضع نتنياهو في موقف صعب، وأشارت إلى أن الأمور لم تسر كما أراد، حيث يجد نتنياهو نفسه الآن محاصراً بين المخاوف السياسية الداخلية والضغوط الجيوسياسية من ترامب والدول الإسلامية والعربية، فيما رحبت الدول بالتطورات كما لو أن السلام قد بدأ بالفعل. 

 

ويعتقد الكثيرون أن نتنياهو لم يرغب أبداً في التفاوض لإنهاء هذه الحرب، بل في إجبار "حماس" على الاستسلام بشروط إسرائيل وتحت الضغط العسكري.

 

ويقول خبير الشؤون الإسرائيلية فايز عباس لـ"النهار" إن نتنياهو هو من أكثر المعارضين للتوصل إلى اتفاق لوقف النار في غزة، لأن خطته تهدف إلى تهجير سكان غزة. ويضيف: "خطة ترامب الآن التي عارضها نتنياهو وأجبر على تبنيها هي عملياً تلغي خطة تهجير سكان القطاع، وحماس بموافقتها على اقتراح ترامب وضعت نتنياهو بالزاوية داخل حكومته وقاعدته الشعبية اليمينية المتطرفة، والتي ترفض أي اتفاق مع الجانب الفلسطيني، لأن قرار حكومته ينص على المفاوضات والحرب متواصلة".

 

نتنياهو يواجه معضلة بعد أن أيدت حماس جزئياً اتفاق ترامب
نتنياهو يواجه معضلة بعد أن أيدت حماس جزئياً اتفاق ترامب

 

ويلفت عباس إلى أن "نتنياهو استطاع في هذه المرحلة إقناع بن غفير وسموتريتش، بعدم الانسحاب من الحكومة وإسقاطها حتى تتم المرحلة الأولى من الاتفاق وهي إطلاق سراح كل المحتجزين الأحياء منهم والأموات"، ويضيف: "باعتقادي أن نتنياهو أقنعهما بأنه بعد إطلاق سراح المحتجزين ستوقف إسرائيل المفاوضات وتواصل حربها، لأن بن غفير بعد لقاء نتنياهو قال إنه بعد إطلاق المحتجزين، إذا لم يتم القضاء على حماس فإنه سينسحب من الحكومة". 

كان يمكن لرد "حماس" أن يوفر لترامب فرصة لإعلان الحركة الفلسطينية متعنتة، وإعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل لتصعيد هجومها، كما قال إنه سيفعل إذا رفضت الخطة. لكن ترامب، بتجاهله المجالات التي يبدو أن "حماس" تختلف فيها مع الخطة، وضع نتنياهو في موقف صعب، إما بقبول الرد إيجاباً، أو المخاطرة بإغضاب حليفه الدولي الأكبر.

خلال الاجتماعات التي عقدت في نيويورك، عمل ستيف ويتكوف وجاريد كوشنير على الحصول على موافقة نتنياهو على الاقتراح. كان كبار مساعدي ترامب صريحين في محادثاتهم معه بأن الخطة هي آخر فرصة لإنهاء الحرب بالتفاوض. وحذروا من أن الدعم القوي الذي يحظى به قد يكون في خطر.

وقالت قناة "بي بي سي" إنه بالنسبة لنتنياهو، قد يكون تجنب اتفاق السلام الآن أسوأ من الموافقة عليه. ورأت أن نتنياهو الذي وعد بنصر كامل لإسرائيل هو الذي بدا مهزوماً عندما وقف بجانب ترامب في البيت الأبيض يوم الاثنين الماضي. وأكدت أن ترامب يعلم أنه بدفعه نتنياهو إلى هذا الاتفاق، فإنه يطلب منه المخاطرة بحكومته. في المقابل، يقدم له احتمال إرث تاريخي: مستقبل جديد أكثر سلاماً للمنطقة وعلاقات جديدة بين إسرائيل وجيرانها العرب. لكن الخروج السياسي الذي يُعرض عليه لا يبدو أنه أقنعه  تماماً.
فنتنياهو أكد لاحقاً علناً أنه لم يوافق في الواقع على قيام دولة فلسطينية. وقد شدد على احتمال استمرار الحرب إذا لم تفِ "حماس" بالتزاماتها بموجب الاتفاق.

ويقول الخبير والباحث الفلسطيني المتخصص بالشأن الإسرائيلي عادل شديد لـ"النهار": "إذا ترامب ظل يعتبر رد حماس إيجابياً مقبولاً وأن حماس كما تحدث أنها قبلت بالصفقة وتسعى للسلام، فهذا بمثابة إعطاء شرعية أميركية لحركة حماس، ما يُعد تطوراً خطيراً من وجهة نظر إسرائيل، ومن شأنه أن يضعف الرواية الإسرائيلية ويلغي أي شرعية لاستمرار الحرب". 

ويلفت شديد إلى أن نتنياهو يستطيع "إحداث تغيير بموقف ترامب ما يؤدي إلى تبنيه الرواية الإسرائيلية"، ويرى أنه "حتى اللحظة لا يمكن البناء على ترامب واعتبار أن  هناك تغييراً جذرياً بموقفه تجاه حماس وإسرائيل... وهذا يدفعنا إلى انتظار الأيام المقبلة لنرى كيف ستتطور الأمور". 

بين ضغوط حليفه الأميركي وشركائه اليمينيين، يجد نتنياهو نفسه محاصراً وأمام مفترق طرق حاسم. فقبول خطة السلام قد ينقذ الرهائن، لكنه يهدد بتفكك ائتلافه ويقوّض طموحاته السياسية والشخصية.

 

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

شمال إفريقيا 10/6/2025 7:23:00 AM
فرض طوق أمني بالمنطقة ونقل الجثتين إلى المشرحة.
سياسة 10/5/2025 3:09:00 PM
تابعت: "إن الدستور اللبناني يكفل المساواة بين اللبنانيين، مقيمين كانوا أم مغتربين. وتحقيق هذه المساواة يقتضي تعديل القانون الحالي بإلغاء المادة 112، بما يسمح لكل مغترب بالاقتراع في بلدته الأم".
مجتمع 10/4/2025 12:02:00 PM
من المتوقع أن تتأثر المنطقة اعتباراً من بعد ظهر الثلاثاء بمنخفض جوي متوسط الفعالية مركزه شمال غرب تركيا.
مجتمع 10/4/2025 3:23:00 PM
العملية تأتي في إطار الحملة الأمنية التي ينفذها الجيش في المنطقة لضبط المطلوبين ومواجهة التفلّت الأمني منذ ساعات الصباح الأولى.