خطّة زامير للسّيطرة على غزة: استراتيجية إسرائيليّة بديلة من "المدينة الإنسانيّة"
كشفت تقارير عبرية عن تقديم رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير خطة عملياتية شاملة، تُعرف بـ"خطة السيطرة على غزة"، كبديل محتمل إذا فشلت جهود وقف إطلاق النار مع "حماس".
تُعدّ هذه الخطة بديلاً استراتيجياً من مبادرة "المدينة الإنسانية" المقترحة سابقاً في رفح.
تُشير التفاصيل المتوافرة إلى أن "خطة زامير" تتضمّن العناصر الرئيسية التالية:
1- احتلال وسيطرة أوسع على قطاع غزة: تدعو الخطة الجيش الإسرائيلي إلى الاستيلاء على مساحة من الأراضي في قطاع غزة أكبر بكثير ممّا يسيطر عليه حالياً، مع تعزيز الوجود العسكري في جميع أنحاء القطاع.
2- عزل غزة وتشديد الحصار: تهدف الخطة إلى تطويق معظم أجزاء غزة وإغلاق جميع نقاط الدخول إليها والخروج منها.
3- مواصلة العمليات العسكرية المركزة: مع تقليل وجود القوات البرية الكبيرة، تركز الخطة على استمرار الغارات المستهدفة وعمليات المداهمة لمنع "حماس" من إعادة بناء قدراتها، والاعتماد أكثر على الضربات الجوّية الدقيقة ضد أهداف للحركة.
ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن هذا النهج سيحقق هدفين رئيسيين: إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى "حماس"، وشل القدرات العملياتية للحركة.
/WhatsApp%20Image%202025-07-21%20at%208.08.05%20AM%20(1).jpeg)
هذه الخطة تختلف عن فكرة "المدينة الإنسانية" التي اقترحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والتي يعارضها زامير معتبراً إياها "خطأً استراتيجياً" أو "فخاً استراتيجياً" يشتّت تركيز الجيش عن تفكيك "حماس".
تداعيات خطة زامير على غزة والمفاوضات
يوضح المتخصص في الشأن الإسرائيلي محمد أبو علان، في تصريح لـ"النهار"، أن تطبيق خطة الجنرال زامير سيؤدّي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة على نحو غير مسبوق.
وإذ يشير إلى أن "هذا التدهور لا يثير قلق الاحتلال بل سيستخدمه وسيلة للضغط على حماس"، يرى أبو علان أيضاً أن الأوضاع الإنسانية في غزة قد وصلت إلى "حدّ شبه نهائي"، ورغم ذلك، "يبدع الاحتلال دائماً في انتهاكاته ودفع الأمور الإنسانية نحو المزيد من السوء والصعوبة. وبالتالي، فإن الاتجاه العام يسير نحو مزيد من التدهور الإنساني وتوسيع رقعة التهجير".
وفي ما يتعلق بتأثير خطة زامير على المفاوضات بين إسرائيل و"حماس"، بيّن أبو علان أن الهدف الأساسي لإسرائيل من التهديد بعملية عسكرية واسعة هو مكاسب جديدة من المباحثات الجارية، مشيراً إلى أن زامير أكد في لقاء مع جنوده أن الإنجازات العسكرية ستؤدي دوراً في مفاوضات الإفراج عن الرهائن.
ومع ذلك، يرى أبو علان أن هذا الأمر لن يؤثر على "حماس" في المفاوضات لسبب رئيسي واحد، هو أن "الأسرى الإسرائيليين في يد حماس هم الأداة الأكثر تأثيراً على الجيش الإسرائيلي" في ملف المفاوضات، وهو "ما يدفع الاحتلال للتفاوض مع الحركة. وبالتالي، لن تحقق العمليات العسكرية على الأرض نجاحاً ملموساً، لأنه لا مواجهة مباشرة بين حماس والقوات الإسرائيلية"، موضحاً أنّ الحركة الفلسطينية دخلت مرحلة "حرب استنزاف" مع إسرائيل.
ويؤكد الخبير في الشأن الإسرائيلي أن خطة زامير العسكرية هي بديل "المدينة الإنسانية" وتجسيد لنيّة التهجير، مذكراً بأن موقف رئيس الأركان الإسرائيلي في اجتماعات سابقة للكابينيت بشأن صعوبة تحقيق "المدينة الإنسانية" وتكلفتها الباهظة التي تراوح بين 10 إلى 15 مليار شيكل، قد أثار حفيظة نتنياهو. وبناءً على ذلك، طلب من زامير البحث عن حلّ بديل.
والحل البديل الذي قدّمه زامير هو خطته العسكرية التي تقوم على احتلال مساحات حول غزة ومخيّمات المنطقة الوسطى، ثم فرض حصار عليها لتجويعها وإنهاكها.
ويؤكد أبو علان أن إسرائيل لا تهتم كثيراً بالجانب الإنساني، بل تهدف إلى تهجير سكان قطاع غزة باتجاه المنطقة الجنوبية، معتقدة أن تجميعهم في مساحة جغرافية أصغر، سيخدم أهدافها.
نبض