الاتفاق النووي الإيراني يصل إلى نهايته رسمياً!

ايران 18-10-2025 | 16:51

الاتفاق النووي الإيراني يصل إلى نهايته رسمياً!

لماذا انتهى الاتفاق قبل موعده؟ وأين وصلت الديبلوماسية؟
الاتفاق النووي الإيراني يصل إلى نهايته رسمياً!
الوكالة الدولية للطاقة الذرية (أ ف ب)
Smaller Bigger
انتهى الاتفاق التاريخي الخاص بالبرنامج النووي الإيراني رسمياً، اليوم السبت، رغم أنه كان قد دُفن فعلياً منذ أواخر أيلول/سبتمبر بعدما أعادت الأمم المتحدة فرض عقوبات على طهران.

وقالت إيران إنّها لم تعد ملتزمة أي "قيود"، معتبرة أنّ "جميع بنود الاتفاق انتهت رسمياً"، مع تأكيدها في الوقت نفسه استمرار الانفتاح على الديبلوماسية.



بعد أعوام من التفاوض، أبرم الاتفاق بين إيران والقوى الكبرى (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا)، وأتاح تقييد نشاطات طهران النووية لقاء رفع عقوبات اقتصادية صارمة كان مجلس الأمن قد فرضها عليها، وتمت المصادقة عليه لاحقاً في الأمم المتحدة بموجب القرار 2231.



كان الهدف من الاتفاق، المعروف اختصاراً باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، تقييد الأنشطة النووية الإيرانية المشتبه بأنها ذات طابع عسكري تحت غطاء برنامج مدني، في مقابل رفع العقوبات الدولية التي كانت تخنق الاقتصاد الإيراني.

علم إيران (رويترز)
علم إيران (رويترز)


لماذا انتهى الاتفاق قبل موعده؟
كان من المقرر أن ينتهي الاتفاق في 18 تشرين الأول/أكتوبر 2025، أي بعد عشر سنوات من اعتماد القرار الأممي، لكنّ الأجل "فقد معناه تماماً"، بحسب الخبيرة كيلسي دافنبورت من جمعية الحد من التسلح.

فمع إعادة فرض العقوبات في 28 أيلول/سبتمبر بعد موافقة مجلس الأمن الدولي، أصبح الاتفاق باطلا من الناحية العملية.

علم إيران يرفرف فوق محطة بوشهر النووية الإيرانية في عام 2019. (أ ف ب)
علم إيران يرفرف فوق محطة بوشهر النووية الإيرانية في عام 2019. (أ ف ب)


وطلبت فرنسا وبريطانيا وألمانيا (المجموعة المعروفة باسم مجموعة الثلاثة) هذا الإجراء، متهمة إيران بانتهاك التزاماتها وخصوصاً  عبر تكديس مخزون من اليورانيوم المخصّب يتجاوز بأكثر من 40 مرة الحدّ المسموح به بموجب الاتفاق.



وكان الاتفاق قد فقد مضمونه فعلياً منذ انسحاب الولايات المتحدة منه عام 2018 بقرار من الرئيس دونالد ترامب في ولايته الأولى، لتبدأ إيران تدريجاً بالتراجع عن التزاماتها، وتفاقم الوضع بعد الحرب التي اندلعت منتصف حزيران/يونيو عندما قصفت إسرائيل، بمشاركة أميركية، منشآت نووية وصناعية إيرانية، ما أسفر عن مقتل نحو ألف شخص.

القنصلية الإيرانية (أرشيف/رويترز)
القنصلية الإيرانية (أرشيف/رويترز)


أين وصلت الديبلوماسية؟

وأعلنت دول مجموعة الثلاثة الأسبوع الماضي، أنها مصمّمة على استئناف المفاوضات مع طهران للتوصل إلى اتفاق شامل ودائم وقابل للتحقق يضمن ألا تمتلك سلاحاً نووياً.

لكن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي رفض المقترح، متسائلاً عن "النتائج الإيجابية الممكنة"، وقال إنّ "الاتفاق الشامل هو نتيجة مفاوضات شاملة، ولم نجر مفاوضات مماثلة يوماً".

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (رويترز)
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (رويترز)


من جهته، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنّه يرغب في التوصل إلى اتفاق سلام مع إيران، مضيفاً أنّ "الكرة الآن في ملعب طهران".

لكن عراقجي رد متسائلاً: "أي صدقية يمكن أن نمنحها ليد ممدودة بالسلام، وهي اليد نفسها التي شاركت في قصف إيران؟".
 الرئيس الأميركي دونالد ترامب (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترامب (رويترز)


ما المتوقع لاحقاً؟
يرى مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية علي فايز أنّ "موت الاتفاق النووي أمر جيد" لأنّ "الطرفين يمكنهما أخيراً الانتقال إلى طرح أفكار جديدة".

وتعتقد دافنبورت أيضاً أنّ انتهاء الاتفاق "قد يفتح المجال أمام حلول مبتكرة للأزمة النووية الإيرانية".



وأكدت أن "الديبلوماسية تبقى الخيار الوحيد القابل للحياة"، مشيرة إلى أنّ "ضربات حزيران/يونيو أظهرت حدود القوة".

لكنها حذّرت من أنّ "إيران لم تعد أولوية بالنسبة الى ترامب الذي (...) يبدو مقتنعا بأن الضغط الكافي سيدفع طهران للاستسلام".

واعتبرت أنّه "كلّما طال الجمود من دون مفاوضات مباشرة بين واشنطن وطهران ومن دون وجود للوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران، زاد خطر تجدد النزاع".

الأكثر قراءة

ثقافة 10/17/2025 6:10:00 AM
تُعدّ المقاهي الشعبية البيروتية مرآة دقيقة لتحوّلات المشهد الاجتماعي والثقافي للمدينة (1950–1970).
ثقافة 10/17/2025 6:15:00 AM
هذا المشروب الساحر لا يمكن تخيّله منفصلًا عن الشعور بالمشاركة وتحسين المزاج والحب.
ثقافة 10/17/2025 6:17:00 AM
المقهى.. أكثر من مجرد قهوة: تجربة حياة كاملة
ثقافة 10/17/2025 6:12:00 AM
كان الـ "هورس شو" في بناية المرّ قاطرة القافلة التي ضمت مقاهي الـ "إكسبرس" في بناية صباغ، و"مانهاتن" في بناية فرح، ثم مقاهي "نيغرسكو" و"ستراند" و"الدورادو" و"كافيه دو باري" و"مودكا" و"ويمبي" وغيرها.