ترامب في بريطانيا... ‘ماغا‘ تكتسح أوروبا؟

ترامب في بريطانيا... ‘ماغا‘ تكتسح أوروبا؟

أميركا وبريطانيا: بين رابطة الكم ورابطة الدم.
ترامب في بريطانيا... ‘ماغا‘ تكتسح أوروبا؟
الرئيس الأميركي دونالد ترامب بضيافة الملك تشارلز الثالث (أ ب)
Smaller Bigger

أحياناً، تبدو العلاقات بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة محكومة بفيزياء الكم. استغرب ألبرت أينشتاين فكرة التشابك الكمومي، بحيث يتحكم قياس خاصية جسيم ما بخاصية جسيم آخر، مهما بلغت المسافة الفاصلة بينهما. وصف أينشتاين هذه الظاهرة بعبارة "التحرك الشبحي عن بعد".

 

فكّروا ببعض الأمثلة

وصول المحافظين إلى الحكم في بريطانيا بقيادة مارغريت تاتشر سنة 1979 أعقبه وصول الجمهوريين إلى واشنطن بقيادة رونالد ريغان سنة 1980. حكمت تاتشر بريطانيا نحو 11 عاماً، وحكم ريغان مع نائبه بوش الأب الولايات المتحدة طوال اثني عشر عاماً.

 

ووصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض سنة 2016 بعد أشهر قليلة على تصويت البريطانيين لمصلحة الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست). في الواقع، تباهى ترامب بأنه ساهم في التصويت لمصلحة "بريكست". يرى البعض أن أسباب الظاهرتين واحدة.

 

حتى حين كان الحزبان الحاكمان في البلدين مختلفين، كما كان الأمر خلال ولاية بوش الابن، اختارت واشنطن ولندن القرار الجوهري نفسه بالذهاب إلى الحرب. وبالعكس، مع تردد أو رفض المشرعين في البلدين معاقبة الأسد على استخدام السلاح الكيميائي في الغوطة. إذاً، في كثير من الأحيان، على المراقب متابعة ما يجري في إحدى العاصمتين لاستشراف ما سيجري في الأخرى. ليس بسبب رابطة الكم، بل عملياً، بسبب رابطة الدم.

 

ليس ترامب... وإنما الترامبية

ينهي ترامب زيارة الدولة الاستثنائية إلى المملكة المتحدة بعدما شهدت البلاد تظاهرة ضمت نحو 150 ألف شخص رفضاً للمهاجرين. لكن لـ "التحرك الشبحي عن بعد" بعض الحدود. هذا على الأقل بحسب استطلاع مجلة "إيكونوميست".

 

فقط 16 في المئة من البريطانيين ينظرون بإيجابية إلى ترامب. يجعله ذلك في موقع متأخر حتى عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. يخلص استطلاع المجلة إلى أن ترامب نفسه لا يتمتع بالشعبية في البلاد – بعكس الترامبية (التشكيك بالحكومة واللقاحات والتغير المناخي...).

 

زيارة ترامب السابقة إلى قصدر وندسور (2018-أب)
زيارة ترامب السابقة إلى قصدر وندسور (2018-أب)

 

ترى صحيفة "ذي اندبندنت" أن العائلة المالكة البريطانية تملك الكثير من "القوة الناعمة"، وهي تهدف عبر دعوتها ترامب إلى خفض الخلافات بشأن الرسوم التجارية. بشكل لافت أيضاً، تبوأت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على فترات المرتبتين الأوليين في مؤشر "القوة الناعمة"، قبل أن تطيح الصين مؤخراً البريطانيين عن المرتبة الثانية.

 

ليس واضحاً كيف ستظل الدولتان قادرتين على ممارسة تأثير القوة الناعمة، إذا ظلتا محكومتين بنفَس "شعبوي". يعتقد الكاتب وولفغانغ مونشاو أنه بحلول 2030، سيكون كل الغرب "ترامبياً"، بدءاً من أميركا برئاسة جيه دي فانس، مروراً بفرنسا "لوبانية" وألمانيا "فايدلية"، وصولاً إلى بريطانيا بقيادة نايجل فاراج.

 

لكن ثمة مفارقة تلوح في الأفق

يتدخل إيلون ماسك في التطورات البريطانية بشكل متزايد، مما يجعل "التشابك الكمي" يحدث "عن قرب" هذه المرة. نظرة البريطانيين إلى تدخل الأميركيين في شؤونهم ستخضع للمراقبة. لكن زيارة ترامب الثانية إلى المملكة، مع بعض الإيجابيات التجارية، قد تخفف أسباب انتشار "نقمة" ضد يسار الوسط.

 

كذلك، وكما هي الحال مع التباعد الأخير بين ترامب وماسك، ثمة تباعد بين أطياف اليمين الأوروبي نفسه. نايجل فاراج لم يشارك في تظاهرات روبنسون مثلاً وتلقى انتقادات من ماسك. من هنا، إن الـ "ماغا" الأوروبية، مهما كان شكلها المبهم، ليست مضمونة بعد. المضمون هو جاذبية هذا "التحرك الشبحي" بين واشنطن ولندن، ومتابعة تأثيره على العالم الغربي.

 

 

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 10/8/2025 3:44:00 AM
أقدم شقيق النائب الأردني السابق قصي الدميسي على إطلاق النار من سلاح رشاش تجاه شقيقه عبد الكريم داخل مكتبه، ما أدى إلى وفاته على الفور.
اقتصاد وأعمال 10/7/2025 5:24:00 AM
سترتفع كلفة تسديد مفاعيل التعميمين من نحو 208 إلى 260 مليون دولار شهريا، بزيادة نحو 52 مليون دولار شهريا
لبنان 10/6/2025 11:37:00 PM
افادت معلومات أن الإشكال بدأ على خلفية تتعلق بـ "نزيل في فندق قيد الإنشاء تحت السن القانوني في المنطقة".
لبنان 10/7/2025 1:21:00 PM
 النائب رازي الحاج: ابتزاز علني لأهل المتن وكسروان وبيروت