أوروبا 24-02-2025 | 14:50

اليمين الشعبوي يعزّز حضوره في المانيا... والائتلاف المستقبلي يشكّل تحدّياً لميرز

في وقت شهدت الانتخابات أكبر نسبة مشاركة منذ الوحدة الألمانية بلغت 82.5%، برزت هزيمة تاريخية للحزب الاشتراكي الديموقراطي العريق الذي تقلص حضوره في البوندستاغ وحل ثالثاً بنسبة 16.4%، أي بخسارة أكثر من 9 نقاط، فيما حصل حزب اليسار على 8.8%.
اليمين الشعبوي يعزّز حضوره في المانيا... والائتلاف المستقبلي يشكّل تحدّياً لميرز
فريدريش ميرز المرشح لمنصب المستشار بعد إعلان فوز حزبه الديموقراطي المسيحي بالمركز الأول في الانتخابات البرلمانية في ألمانيا. (أ ف ب)
Smaller Bigger
بعد حملة انتخابية شتوية قصيرة ومثيرة للجدل إلى حد ما، انتخبت ألمانيا، الأحد، برلماناً اتحادياً جديداً حدد فيه الشعب موازين القوى السياسية للسنوات الأربع المقبلة. وخسرت أحزاب ائتلاف "إشارات المرور" الحاكم العديد من النقاط، فيما استطاع حزب الاتحاد المسيحي المعارض، وكما كان متوقعاً، تصدر النتائج بنسبة 28.5% من أصوات الناخبين. والأبرز كان خروج الحليف الأصغر في الحكومة الحالية الحزب الليبرالي الحر، وللمرة الثانية في تاريخه، من البرلمان الاتحادي، إذ لم تسعفه الأصوات بتخطي نسبة الـ 5% المطلوبة لدخول البوندستاغ، فيما أصيب حزب الخضر (%11.6) بالخدوش بفعل نزف عدد من النقاط مقارنة بانتخابات 2021.
وفي وقت شهدت الانتخابات أكبر نسبة مشاركة منذ الوحدة الألمانية بلغت 82.5%، برزت هزيمة تاريخية للحزب الاشتراكي الديموقراطي العريق الذي تقلص حضوره في البوندستاغ وحل ثالثاً بنسبة 16.4%، أي بخسارة أكثر من 9 نقاط، فيما حصل حزب اليسار على 8.8%. الأوفر حظاً كان حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي الذي ضاعف أرقامه تقريباً مقارنة بانتخابات 2021 وارتقى ليحل ثانياً بنسبة 20.8%، ناهيك  عن أنه بات أقوى قوة سياسية في كل الولايات الخمس شرق البلاد بعد أن تمكن من خطف 45 نائباً بالتفويض المباشر من أصل 48. وبذلك يكون الاتحاد المسيحي حصد 208 نواب والبديل 152، فيما رسا عدد نواب الاشتراكي عند 120 نائباً، وستتكون كتلة الخضر من 85 نائباً واليسار من 64 نائباً.
وسيتعين على البوندستاغ الجديد الذي سيضم 5 قوى سياسية فقط، أن يعقد اجتماعه في موعد لا يتجاوز 30 يوماً بعد الانتخابات أي بحلول 25 آذار/مارس المقبل.
ورغم أن من غير المتوقع أن يتم اتخاذ القرار بشأن الحكومة المقبلة إلا بعد أسابيع، وحتى عيد الفصح مبدئياً، إلا أن، وبحسب النتائج النهائية، قد يشكل أي ائتلاف حكومي مستقبلي تحدياً كبيراً لألمانيا وللمرشح الذي سيظفر بمنصب مستشار مرشح الاتحاد المسيحي فريدريش ميرز في ائتلاف حكومي يضمه إلى الاشتراكي الديموقراطي والخضر، وذلك بعد خروج الليبرالي الحر خالي الوفاض من الانتخابات، لكن الائتلاف مع الخضر (تحالف كينيا) يواجه اعتراضاً قاطعاً من ماركوس سودر زعيم الاجتماعي المسيحي الشريك الأصغر في الاتحاد المسيحي الرافض التحالف مع الحزب البيئي، راسماً خطوطاً حمراً لأي مفاوضات معه، ومشدداً على أن الاتحاد لن يدخل في تحالف مع أي جهة غير مستعدة لإحداث تغيير في السياسة الاقتصادية وسياسة الهجرة. 
أما الخيار الثاني فقد يكون بعودة "الائتلاف الكبير" بين الاتحاد المسيحي والاشتراكي الديموقراطي، لا سيما أن الطرفين حصدا كتلتين كبيرتين تضمان أكثر من نصف أعضاء البوندستاغ (328 نائباً). وهذا، سيريح ميرز إذا أراد تشكيل حكومة أغلبية لأنه سيحتاج فقط للاشتراكي الديموقراطي، أي أنه ليس مضطراً للتعاون مع الخضر لهذا النوع من الحكومات. وهذا يعني أن سيناريو الرعب الذي كان ينتظر الاتحاد يمكن تجنبه. وكل ذلك، في ظل تأكيدات من جميع الفرقاء بعدم إجراء أي محادثات ائتلافية مع حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي.  
 الباحثة السياسية آلين فسترمان قالت لـ "النهار" إن المرشح ميرز سيواجه مفاوضات صعبة لضيق الخيارات الائتلافية أمامه وتصارع الأولويات وكثافة المهمات، ناهيك عن أن عليه تشكيل حكومة فيدرالية على وجه السرعة، لأن ليس لألمانيا الكثير من الوقت لتخسره، إذ تعيش البلاد تحديات جيوسياسية هائلة. وعلى أي ائتلاف حكومي في دولة تعتبر صاحبة أقوى اقتصاد في أوروبا عدم التلهي بصوغ اتفاق ائتلاف يحمل الكثير من النقاط الفضفاضة والتركيز أولا على الإجراءات اللازمة لتحفيز الاقتصاد وعلى أزمة الهجرة والسياسة الدفاعية في السياق الأوروبي. 
وكان المرشح ميرز أعلن خلال الحملات الانتخابية عزمه على تطبيق تخفيضات ضريبية وتغييرات جذرية على دخل المواطنين، فيما يريد الاشتراكي تسهيل الاستثمار الحكومي من خلال إصلاح نظام كبح الديون.
وفي هذا السياق، طالبت أكبر نقابة عمالية في ألمانيا "ايه جي ميتال" بالإسراع في تشكيل الحكومة في ضوء الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه البلاد. وأوضحت رئيسة اتحادات نقابات العمال الأكبر كريستيانه بينر، أنه لا يمكن للصناعة والموظفين الانتظار شهوراً للحصول على آفاق واضحة، والجميع بحاجة إلى التزامات ملموسة في أسرع وقت ممكن. ومن وجهة نظر ممثلي النقابة ينبغي أن يكون تعزيز التنقل الكهربائي والاستثمارات الشاملة في التعليم والطرق وسكك الحديد والرقمنة محور خطط الحكومة الاتحادية الجديدة.
تجدر الإشارة إلى أنه تم إدخال تعديلات على قانون الانتخابات إذ تم تقليص عدد أعضاء البوندستاغ إلى 630 نائباً، أي أقل من العدد الحالي بأكثر من 100 نائب، ولم يعد يستطيع المرشحون المنتخبون بالصوت الأول دخول البرلمان الاتحادي إلا إذا حصل حزبهم أيضاً على ما يكفي من الأصوات الثانية.  

الأكثر قراءة

شمال إفريقيا 10/6/2025 7:23:00 AM
فرض طوق أمني بالمنطقة ونقل الجثتين إلى المشرحة.
النهار تتحقق 10/6/2025 11:04:00 AM
ابتسامات عريضة أضاءت القسمات. فيديو للشيخ أحمد الأسير والمغني فضل شاكر انتشر في وسائل التواصل خلال الساعات الماضية، وتقصّت "النّهار" صحّته. 
لبنان 10/6/2025 11:37:00 PM
افادت معلومات أن الإشكال بدأ على خلفية تتعلق بـ "نزيل في فندق قيد الإنشاء تحت السن القانوني في المنطقة".