لم يكن بإمكان التقرير أن ينتشر في توقيت أسوأ.

بينما تواجه روسيا غضباً أميركياً محتملاً بسبب رفضها وقف الحرب على أوكرانيا، حلّل "المعهد الملكي للخدمات المتحدة"، وهو مؤسسة رأي مقرها لندن، نحو 800 صفحة من وثائق سربتها مجموعة قرصنة، تشير إلى صفقة روسية-صينية سنة 2023.

حينها، وافقت روسيا على تسليم الصين مجموعة من التجهيزات لتسليح كتيبة محمولة جواً، بالتوازي مع دورة كاملة من التدريب. وستنقل روسيا أيضاً التقنيات اللازمة التي تسمح للصين بإنتاج معدات مشابهة محلياً. ستدرب روسيا الكتيبة الصينية على الإنزال والسيطرة النارية والمناورة، مع منحها أنظمة مظلية مخصصة لإسقاط العربات المدرعة. دائماً بحسب التقرير، تمنح المناورة الجوية الصينيين خياراً متنوعاً لنشر القوة النارية بشكل سريع في تايوان وأبعد.

قيمة نادرة

قليلة هي الدول التي تتمتع بإمكانات الإنزال الجوي وخبرته، وروسيا هي واحدة منها. يتوقع أحد معدَّي التقرير، أوليكسندر دانيليوك، أن تحتاج الصين نحو 10 إلى 15 عاماً لتطوير هذه الإمكانات. حتى أن إحدى الدبابات الخفيفة المخصصة للنقل والإنزال الجوي تملك مدفعاً شبيهاً بما تملكه دبابة تي-90 الروسية.

وقال المعلق العسكري المقيم في بكين سونغ جونغبينغ إن الصين تملك تجهيزات متفوقة، لكن "روسيا تملك خبرة قتالية أكبر".

من ناحية أخرى، تتمتع روسيا بخبرة مناورة أو مقاومة التشويش ضد أنظمتها العسكرية في أوكرانيا، وستحرص الصين أيضاً على كسب تلك الخبرة لتحرك أكثر سلاسة ضد تايوان وداعميها.

لكن ثمة عقبات

قال مسؤول أمني تايواني لمجلة "نيكي آسيا" إن التعاون بين روسيا والصين يتخطى ما ذكره التقرير. وقلل آخرون من أهمية الإمكانات الجديدة التي قد تحصل بكين عليها. فقد نقلت المجلة عن الباحث في مركز "إندسر" التابع لوزارة الدفاع التايوانية مينغ-شيه شين قوله إن الألوية الجوية الصينية ستواجه نقصاً في القوة النارية بعد الإنزال، كما عوائق كبيرة في التقدم والإمداد.

من المرجح حصول الإنزال على دفعتين. بحسب الوثائق، ثمة خطط لتدريب وحدات صينية جوية على أنظمة خاصة بعيدة المدى طُورت للإسقاط عن ارتفاعات شاهقة. بمجرد وصولها إلى الأرض، تعمل الفرق السرية على تخريب الدفاعات الجوية واللوجستيات، فتمهد الطريق أمام الإنزالات الجوية والبرية الشاملة، بالتزامن مع جهود نارية وسيبرانية أخرى لإرهاق الدفاعات.

بوتين وشي في قمة بريكس 2024 (أ ب)

ويرى لايل غولدستين، الخبير الجامعي بالشؤون العسكرية الصينية والروسية، أن المخططين الصينيين يجدون في الوحدات المجهزة والمنقولة جواً "ضرورة مطلقة" لنقل آلاف المقاتلين إلى تايوان في الساعات الأولى من النزاع.

استعجال

تعتقد واشنطن أن الرئيس الصيني شي جينبينغ يريد أن يكون جيشه جاهزاً ليضم تايوان بحلول 2027. كذلك، تشير الوثائق إلى أن الصين طلبت في نيسان/أبريل 2024 تسريع نقل بعض المعدات إليها. ويوم الاثنين، اطّلعت شبكة "إيه بي سي" الأوسترالية على تقرير أعده أعضاء من وكالة الاستخبارات الدفاعية في وقت سابق من السنة الحالية، ووجد أن الصين تبني أسطول نقل تجارياً وتعدله سريعاً بهدف الاستعداد للتحرك العسكري. تمكّن هذه التعديلات السفن الصينية من نقل الدبابات وخوض عمليات برمائية.

تضاف إلى ذلك تقارير تذكر وجود ضغط صيني على إدارة ترامب كي "تعارض" استقلال الجزيرة، وهي صياغة أقوى من تصريحات إدارة بايدن بـ "عدم دعم" استقلال تايوان.

إذا ثبتت صحة الوثائق، فسيعني ذلك أن شرق أوروبا وشرق آسيا ساحتان تزدادان ترابطاً، وسخونة، يوماً بعد يوم.