آسيا 02-09-2025 | 06:00

"رقصة التنين والفيل"... على إيقاع ترامب؟

عن مدى "نجاح" مودي وشي في قمة "منظمة شنغهاي للتعاون".
"رقصة التنين والفيل"... على إيقاع ترامب؟
الرئيس الصيني شي جينبينغ ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في قمة "شنغهاي" (أ ب)
Smaller Bigger

 

4 مرات.

هذا هو عدد المناسبات المفترضة التي رفض فيها رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الرد على اتصالات الرئيس الأميركي دونالد ترامب. بحسب تقرير ألماني، جاء هذا الرفض خلال الأسابيع الأخيرة، بينما كان ترامب يدرس خيارات حربه التجارية بين البلدين. فرضت الولايات المتحدة رسوماً بقيمة 50 في المئة على الهند، نصفها بسبب شرائها الطاقة الروسية، والنصف الآخر ضمن تعريفاتها "التبادلية".

يدرك مودي أن فرض أميركا رسوماً جمركية بسبب شراء بلاده النفط الروسي مجرد ذريعة، لأن الصين تشتريه بكميات أكبر ولم تواجه مثل هذه العقوبات، ولأن قمة ألاسكا لم توحِ بأن ترامب مستاء إلى هذا الحد من روسيا. علاوة على ذلك، وبحسب مجلة "تايم"، طلبت إدارة جو بايدن من الهند شراء النفط الروسي لترسيخ الاستقرار في الأسواق.

 

عشوائية ترامب والعدو الراسخ

ليس واضحاً بالضبط متى وكيف بدأت علاقة ترامب تتحسن مع باكستان وتتدهور مع الهند. ربما بدأ ذلك مع خطاب ألقاه أمام الكونغرس في آذار/مارس الماضي حين شكر إسلام آباد على تعاونها في إلقاء القبض على أفغاني شارك في الهجوم على مطار كابول في آب/أغسطس 2021. بعد شهرين، شكرت باكستان ترامب على تدخله لوقف حرب الأيام الأربعة ورشحته لجائزة "نوبل" للسلام.

 

مودي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تيانجين (أ ب)
مودي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تيانجين (أ ب)

 

بالمقابل، نفت الهند أن يكون لترامب مساهمة في وقف الحرب. بلغت البرودة بين الطرفين حد استقبال ترامب رئيس أركان الجيش الباكستاني عاصم منير في البيت الأبيض أواخر حزيران/يونيو. نجحت باكستان في مهاجمة عدد من الطائرات الهندية خلال الحرب السريعة وإسقاطها؛ لكن الأبرز كان نجاحها في "الهجوم الديبلوماسي الساحر" الذي خطف اهتمام ترامب.

 

"رقصة التنين والفيل"

زار مودي الصين يوم الأحد، وهي الزيارة الأولى له منذ 7 أعوام، للمشاركة في قمة "منظمة شنغهاي للتعاون" بتيانجين. كان في استقبال مودي الرئيس الصيني شي جينبينغ. قال شي لضيفه إنه ينبغي على البلدين ضمان ألا تحدد القضايا الحدودية كل العلاقة الثنائية. وشدد على أهمية إدراك أن "الرقصة بين التنين والفيل يجب أن تكون الخيار الصحيح للصين والهند".

في أفضل الأحوال، ساهم ترامب في تسريع وتيرة التقارب بين الهند والصين، ولم يتسبب بها. فقد اتفق البلدان على ترتيبات لإجراء دوريات على الحدود في الهملايا قبل عام تقريباً، مما أطلق مسار خفض التوتر. كذلك، ينبغي عدم المبالغة في إطلاق الاستنتاجات بناء على المصافحة الأخيرة بين مودي وشي. على سبيل المثال، لن يحضر مودي العرض العسكري الضخم في بكين بمناسبة نهاية الحرب العالمية الثانية.

 

تصورات الغرب المغلوطة

ربما يجسد تحليل الباحث البارز في جامعة سنغافورة الوطنية جان-لو سمعان قراءة دقيقة للواقع المستجد، أو عملياً، للواقع القديم-الجديد. كتب سمعان في "معهد لوي" الأسترالي أن التقارب الأخير بين الهند والصين يمثل استكمالاً للسياسة الخارجية المتعددة المحاور لنيودلهي، بما أن الهند لم تكن قط "حليفاً" لأميركا، كما أن معداتها الدفاعية المتنوعة المصادر، بدءاً من روسيا مروراً بفرنسا ووصولاً إلى إسرائيل، خير دليل على ذلك.

بالتالي، لا يزال الحديث عن رقصة بين البلدين، ناهيكم عمن ينسق إيقاع هذه الرقصة، مبكراً. صحيح أن قمة شنغهاي مثلت نجاحاً للطرفين: الصين بسبب إظهارها أن الهند لا تشارك الغرب في إحباطه لصعودها، والهند لأنها لوحت بتعددية خياراتها المتاحة في مواجهة ترامب. لكن هذه النجاحات صورية في الجوهر... إلى أن يكشف المستقبل عكس ذلك.

 

الأكثر قراءة

العالم العربي 9/15/2025 8:43:00 PM
 خلف الحبتور: في موقف يعكس غطرسة لا حدود لها، يخرج رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو ليأمر سكان غزة بإخلاء مدينتهم، وكأنها ملك له يوزع أهلها كما يشاء
المشرق-العربي 9/12/2025 12:25:00 PM
إقفال منتجع "إكس بيتش" في منطقة وادي قنديل في محافظة اللاذقية.
شمال إفريقيا 9/15/2025 11:56:00 AM
محاكمة سيدة متهمة بقتل زوجها وأطفاله الستة في قرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس بمحافظة المنيا
لبنان 9/14/2025 2:53:00 PM
 تغيير مسار طائرة تابعة لشركة طيران الشرق الأوسط المتجهة من بيروت إلى مطار هيثرو في لندن بسبب عارض صحي أصاب أحد الأطفال