80 عاماً على استسلام اليابان... ما لا يروى كثيراً

القنبلتان أم عامل آخر دفع اليابان إلى الاستسلام؟
80 عاماً على استسلام اليابان... ما لا يروى كثيراً
هيروشيما بعد القنبلة الذرية (أ ب)
Smaller Bigger

بين السرديات والوقائع مسافات شاسعة أحياناً. أرادت أميركا إنهاء الحرب على اليابان بأقل التكاليف فقصفت هيروشيما وناغازاكي بقنبلتين ذريتين. صُدمت اليابان فاستسلمت. هذه سردية سائدة بشأن نهاية الحرب العالمية الثانية. لكن ثمة الكثير من التفاصيل المحورية التي قد تعدّل الرواية.

 

بديل... ومقارنات

صحيح أن الولايات المتحدة كانت تريد خفض التكاليف على نفسها. لكن البديل عن السلاح النووي كان على الأرجح حصاراً أكثر فتكاً. مؤرخ الحرب العالمية الثانية إيفان توماس كتب أن "البديل الأسوأ" المُعدّ كان قصف الإمدادات الغذائية لإخضاع طوكيو علماً أن غالبية اليابانيين كانت تعيش على وجبات هزيلة بحلول آب/أغسطس 1945. وحينذاك، كان نحو ربع مليون شخص يخسرون حياتهم، شهرياً، في الدول التي احتلتها اليابان، مما أوجب تسريع النهاية.

 

ما إذا دخلت هذه العوامل في حسابات الرئيس هاري ترومان خاضع للجدل.

 

لم تغير قنبلة هيروشيما قرار الجيش الياباني بمواصلة الحرب وقال إنه كان يطور أسلحته النووية الخاصة. كان رد الفعل هذا متوقعاً من الأميركيين. وقال الأدميرال سويمو تويودا إن أميركا لم تملك الكثير من القنابل. لكن مؤرخين يشيرون إلى أن الرئيس ترومان كان يفكر بإلقاء 3 قنابل شهرياً بدءاً من أيلول/سبتمبر وحتى نوفمبر/تشرين الثاني، و7 قنابل في كانون الأول/ديسمبر.

 

صحيح أن قصف هيروشيما أدى إلى قتل نحو 80 ألف شخص في الأيام الأولى، (ناغازاكي بين 40 و50 ألفاً). لكن الغارات التقليدية التي شنتها أميركا على طوكيو ليل 9-10 آذار/مارس من السنة نفسها أدت إلى قتل نحو 100 ألف ياباني. حصيلة معركة أوكيناوا كانت مذهلة أيضاً. في أقل من شهر، قُتل 110 آلاف جندي ياباني وبين 40 و150 ألف مدني ياباني. تُعتبر تلك المعركة "واحدة من أشد المعارك فتكاً في كل التاريخ البشري".

 

إما الحرب... أو الانتحار

يقلل البعض من قرار اليابان إطالة الحرب عمداً. بحسب دراسته للحرب العالمية الثانية، يشير جوس جوزف إلى أن اليابانيين، ومعهم النازيون، أدركوا أن حربهم كانت خاسرة "قبل أعوام" من الاستسلام. ليس ذلك مفاجئاً.

 

الذكرى الثمانون لقصف هيروشيما (أ ب)
الذكرى الثمانون لقصف هيروشيما (أ ب)

 

لم يكن المجلس الحربي الأعلى في اليابان مجمعاً على إيقاف الحرب حتى بعد إلقاء القنبلة الثانية. وزير الحرب الجنرال كوريشيكا أنامي قال إن اليابان لن تستسلم "حتى لو اضطررنا لأكل العشب". في نهاية المطاف، لم يأكل أنامي العشب. لكنه، وفي 15 آب/أغسطس تاريخ إذاعة الاستسلام، انتحر.

 

كان الإمبراطور هيروهيتو هو الذي حسم التصويت في المجلس الحربي لصالح الاستسلام، بشرط الحفاظ على منصبه، بعدما تعادلت الأصوات (3 مقابل 3). قبل الإعلان بساعات، إنما بعد تسجيله، شنّ ضابطان من مكتب وزير الحرب انقلاباً وقادا كتيبة لمحاولة وضع الإمبراطور قيد الإقامة الجبرية. بعد الفشل، انتحرا.

 

السبب الحقيقي؟

ما ليّن قرار بعض المسؤولين اليابانيين هو الاحتلال السوفياتي لمنشوريا الصينية الخاضعة للاحتلال الياباني في 8 آب. أدرك اليابانيون عجزهم عن مواجهة قوتين عظميين. يعتقد البعض أن التدخل السوفياتي هو الذي قلب الموازين، بما أن هيروشيما لم تكن المدينة الأولى التي سقطت أو التي شهدت العدد الأكبر من القتلى. حتى من حيث مساحة التدمير، احتلت المرتبة 17.

 

بعد ثمانين عاماً على إلقاء القنبلتين، يستمر الجدل - وصدور الكتب - حول مبررات القرار وأسباب استسلام اليابانيين. قد لا يجد المرء جواباً سهلاً على الأسئلة، لكن ذلك لا يعني التوقف عن البحث. فالعالم بحاجة ماسّة ودائمة للدروس.

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

العالم العربي 9/15/2025 8:43:00 PM
 خلف الحبتور: في موقف يعكس غطرسة لا حدود لها، يخرج رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو ليأمر سكان غزة بإخلاء مدينتهم، وكأنها ملك له يوزع أهلها كما يشاء
المشرق-العربي 9/12/2025 12:25:00 PM
إقفال منتجع "إكس بيتش" في منطقة وادي قنديل في محافظة اللاذقية.
شمال إفريقيا 9/15/2025 11:56:00 AM
محاكمة سيدة متهمة بقتل زوجها وأطفاله الستة في قرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس بمحافظة المنيا
لبنان 9/14/2025 2:53:00 PM
 تغيير مسار طائرة تابعة لشركة طيران الشرق الأوسط المتجهة من بيروت إلى مطار هيثرو في لندن بسبب عارض صحي أصاب أحد الأطفال