هل تزيد حقن التنحيف الخصوبة أيضاً؟
بعد الشهرة الواسعة التي حققتها حقن التنحيف مثل منجارو وأوزمبيك التي أثبتت فاعليتها في مواجهة مرض السكري ومن بعده في خفض الوزن، بدأ الحديث عن دور جديد يمكن أن تلعبه بعيداً عن أهميتها في معالجة السكري ومساعدة من يعانون زيادة في الوزن.

في أي مجال جديد أثبتت حقن التنحيف فاعليتها؟
ثمة اهتمام متزايد بالدور الذي يمكن أن تلعبه حقن التنحيف في تعزيز الخصوبة،بحسب ما نشر في Nationalgeographic ، إذ يبحث العلماء حالياً بجدية في تأثير هذه الحقن في الهرمونات وعملية الأيض، وأيضاً في القدرة على الإنجاب. فكيف للعلاج الذي من المفترض به أن يخفض مقاس محيط الخصر ويعالج السكري أن يعزز الخصوبة أيضاً؟
بالنسبة إلى من يعانون مشكلات في الخصوبة، قد تكون هناك بارقة أمل في الأخبار المتداولة بشأن دور حقن التنحيف في تعزيز القدرة على الإنجاب، لكن في الوقت نفسه، أثارت هذه المسألة قلق آخرين بشأن تأثير الحقن في الهرمونات وإمكان الحد من فاعلية وسائل منع الحمل في هذه الحالة. في الواقع، لا يزال العلماء في مرحلة التدقيق في تأثير هذه الحقن وليس الموضوع محسوماً بعد بشأن تأثير الحقن في القدرة على الإنجاب إلى جانب تأثيرها في الوزن. لكن كما يبدو واضحاً أن الأشخاص الذين يعانون من حالات معينة يمكن أن يستفيدوا من حسن إدارة الإنسولين وعملية الأيض ومن بعدها يمكن أن يستفيدوا على مستوى الخصوبة. إنما لا يزال هناك جدل حول هذا الموضوع لأن للوزن تأثيراً في الهرمونات وعملية الأيض والخصوبة.
هل تؤثر حقن التنحيف على مفعول وسائل منع الحمل؟
لهذه الحقن أثر مشابه لذاك الذي للهرمونات الطبيعية في ضبط مستويات السكر والشهية. وتكون المستقبلات موجودة في الأمعاء والبنكرياس والدماغ ما يجعل أثرها في مختلف أنحاء الجسم. لكن الأثر الأبرز الذي يمكن أن يلاحظه من يتلقى هذه الحقن هو البطء في تفريغ الأمعاء إذ يبقى الطعام في المعدة لوقت أطول ما يطيل الإحساس بالشبع والامتلاء. هذا ما يؤمن إحساساً بالشبع والارتواء، ويلاحظ تحسن على مستوى ضبط معدلات الإنسولين وتحسن مؤشرات صحة القلب والأوعية الدموية، إضافة إلى المساهمة في خفض الوزن.
لكن ليس هناك بعد ما يشير إلى أن حقن التنحيف يمكن أن تزيل مفعول حبوب منع الحمل عبر أثرها على الخصوبة. بالنسبة إلى الأطباء، عند تناول أي دواء يمر بالمعدة والمعي الرفيع حيث يتم امتصاص معظم الأدوية، ونظراً لإلى أثر حقن التنحيف في تأخير عملية تفريغ المعدة، هذا يعني أن ثمة تأخيراً أيضاً في عملية امتصاص الأدوية ومنها حبوب منع الحمل.
وفي دراسة أجريت في عام 2024 حول ذلك، تبين أن حقن التنحيف مثل ويغوفي وأوزمبيك لم تخفض تركيز حبوب منع الحمل الفموية في الدم أو تحدث تأخيراً واضحاً في القدرة على امتصاصها. في المقابل، ساهمت أدوية أخرى من نوع GLP-1 في تأخير امتصاص حبوب منع الحمل بمعدل 3,5 ساعات وخفضت مستويات البلازما بنسبة 45 في المئة، وإن كان هذا لا يعني أنها أدت إلى فشل حبوب منع الحمل أو منعها من تحقيق هدفها.
أما بالنسبة إلى منجارو فقد خفض مستويات هرمونات البلازما بنسبة وصلت إلى 66 في المئة وأخرت تأثيرها بمعدل 4,5 ساعات، في أخف الجرعات التي يتم تناوله منها. وبالتالي إن أثرها موجود حتى في أقل الجرعات الممكنة.
في كل الحالات، ينصح الخبراء كل من يتناول أدوية معينة مع حقن التنحيف باستشارة الطبيب والحرص على إشرافه.
نبض