هل من خطر على المرأة التي تتبع العلاج الهرموني في مرحلة انقطاع الدورة الشهرية؟

يشكل العلاج بالهرمونات هاجساً للنساء في مرحلة تشكل منعطفاً في حياتهن. ففي مرحلة انقطاع الدورة الشهرية، تبتعد المرأة عن فكرة اللجوء إلى هذا العلاج رغم الأعراض المزعجة التي تتعرض لها وتأثيرها الكبير على نمط حياتها. ويعود سبب هذه الهواجس إلى حد كبير إلى الأطباء الذين لا ينصح كثيرون منهم باللجوء إليها، وتتداول أفكار تربط بينها وبين احتمال الإصابة بالسرطان.
تلك الأفكار الشائعة المتداولة بشأن هذا الموضوع عارضها الطبيب الاختصاصي في الجراحة النسائية والتوليد في المركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فيصل القاق في حديث إلى "النهار"، مشيراً إلى تعدد الاختيارات العلاجية المتوافرة للمرأة في هذه المرحلة للحد من معاناتها.
متى يُسمح للمرأة باللجوء إلى العلاج بالهرمونات؟
يعتبر العلاج بالهرمونات أحد العلاجات الأساسية للمرأة في مرحلة انقطاع الدورة الشهرية. ورغم الهواجس الكثيرة بهذا الشأن والأفكار المتداولة حولها، يشدد القاق على وجود مروحة واسعة من الاختيارات المتاحة من العلاجات بالهرمونات لمرحلة انقطاع الدورة الشهرية. وهذه العلاجات تختلف في محتواها كأن تكون مركبة من هرموني أي أوستروجين وبروجيسترون أو من هرمون واحد، ولجهة الكمية وطريقة تناولها وما إذا كانت فموية أو توضع على الجلد أو عبارة عن كريمات أو لصقات أو جل لمعالجة الأعراض المرتبطة بانقطاع الطمث. ويختلف نوع العلاج الهرموني وطريقة وصفه بحسب كل حالة وبالأعراض التي تعانيها المرأة بناء على استشارة الطبيب. فهو يحدد نوع العلاج بحسب حاجة المرأة ونوع الأعراض التي تزعجها فعلاً وتود التخلص منها. وتؤكد الدراسات أن العلاج الهرموني هو العلاج الأساسي لهذه الأعراض الشديدة التي يمكن أن تعانيها المرأة.
من حيث المبدأ، يوضح القاق أن أي إمرأة يمكن أن تتلقى العلاج بالهرمونات في مرحلة انقطاع الدورة الشهرية، باستثناء الحالات التي ترتبط بموانع قليلة جداً:
-وجود إصابة بسرطان الثدي.
-وجود تجلطات دموية حادة.
-وجود مشكلات معينة في القلب.
عدا ذلك، يمكن لأي امرأة أن تتلقى العلاج بالهرمونات عندما تمر بهذه المرحلة، وذلك لسنوات طوال لا لفترة محدودة حتى.
هل من فترة معينة يمكن فيها بدء العلاج بالهرمونات؟
بقدر ما يتم البدء بالعلاج في مرحلة مبكرة وبأقل جرعة ممكنة يمكن أن تؤمن النتائج المرجوة والفائدة، وبأقصر فترة تكون هناك حاجة إليها. لكن من الممكن أن تطول مدة العلاج من دون أي مشكلة.
يجري الربط بين العلاج الهرموني والإصابة بالسرطان، ما يزيد من الهواجس بشأنه، ما مدى صحة ذلك؟
بالفعل، تكثر المخاوف بشأن العلاج الهرموني بسبب دراسات قديمة كانت قد أشارت إلى أن هذا العلاج يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي. لكن الواقع مختلف والخطر يرتبط بطريقة العلاج ونوعه وما إذا كان عبارة عن علاج بهرمون واحد أو هو مركب، وبنوع الهرمونات التي فيه، والطريقة التي يوصف فيها وبالمرأة التي أعطي لها.
ويؤكد ا أن ثمة دراسات كثيرة أكدت عدم وجود أي خطر يرتبط بوصف العلاج بالهرمونات، فيما أظهرت أخرى أن الزيادة في الخطربسيطة جداً مقارنة بالخطورة التي تتعرض لها المرأة في الحالات العادية عندما لا تتبع هذا العلاج. بالتالي تعتبر الأخبار التي يتم تداولها بهذا الشأن غير دقيقة ولا أساس علمياً لها. ففي حالات محددة يمكن أن يكون الارتفاع بسيطاً جداً، وفي معظم الحالات لا يكون هناك فارق في الخطورة بين ما إذا كانت المرأة تتبع العلاج بالهرمونات وما إذا كانت تمتنع عن ذلك.