تراجع مقلق في مستويات الخصوبة لدى الرجال... الحل بأيديهم إذا شاءوا!

أفادت دراسات عدة في السنوات الأخيرة بتراجع معدلات الخصوبة لدى الرجال عالمياً، منها دراسة نشرت في Human Reproduction Update، أشارت إلى انخفاض مستويات تركيز الحيوانات المنوية بنسبة تزيد عن 51 في المئة، بين عامي 1973 و2018. وقد بلغ الانخفاض الإجمالي في هذا المجال نسبة 62,3 في المئة خلال فترة 45 عاماً. وبينت الدراسة أن العدد المتوسط للحيوانات المنوية تراجع من 101 مليون إلى 49 مليوناً في كلّ ملليتر من السائل المنوي. هذا الواقع المقلق أصبح محط اهتمام الباحثين والأطباء. وتلعب عوامل عديدة دوراً في حصول هذا التراجع التدريجي، ما يستدعي التدخل الجدي والسريع لتدارك الأمر بما أن من هذه العوامل ما يمكن التحكم به وتغييره للحدّ من هذا الخطر، وفق ما أوضحه في حديث إلى "النهار" رئيس الجمعية اللبنانية لجراحة المسالك البولية الدكتور خليل الأرمش.
هل من علامات معينة تدل على تراجع الخصوبة لدى الرجل؟
في معظم الحالات، لا تكون هناك أي علامات تدل على تراجع الخصوبة لدى الرجل. وفي أغلب الأحيان، نكتشف المشكلة عن طريق الصدفة أو عند الزواج والرغبة في الإنجاب، من خلال الفحوص الخاصة. لكن الأرمش يشير أيضاً إلى أن ثمة علامات يمكن أن تظهر إذا كان تراجع معدل الخصوبة يرتبط بمشكلة خلقية ولها علاقة بمشكلة في الكروموزومات.
ما العوامل التي ساهمت في تراجع معدلات الخصوبة لدى الرجال بشكل تدريجي؟
ترتبط معظم العوامل التي ساهمت في تراجع معدلات الخصوبة لدى الرجال في العقود الأخيرة بسلوكيات معينة لها علاقة بنمط العيش. لذلك، هي في معظمها قابلة للتغيير، ومن الممكن تجنب الخطر المرتبط بها على الخصوبة، ومن أبرزها:
- التغيير في نمط العيش بشكل عام، والميل إلى الركود وقلّة ممارسة الرياضة.
- التغيير في النظام الغذائي المتّبع والتركيز على الأطعمة سريعة التحضير الغنية بالدهون والسعرات الحرارية.
- استخدام المبيدات الكيمياوية للمزروعات بطريقة غير مدروسة.
-الهرمونات التي تعطى للحيوانات والدواجن بشكل خاص، ومنها الأستروجين الذي يُعطى عبر العلف.
- الهرمونات التي يحصل عليها الرياضيون، ومنها التيستوستيرون، ولها خطورة كبرى على الخصوبة. فهناك إفراط في الاعتماد على هذه الهرمونات بهدف بناء العضلات، من دون التفكير بتداعياتها الصحية وكونها تؤثر في الخصوبة.
- السمنة.
- التوتر المزمن الذي يرافق كثيرين في الحياة اليومية ويؤثر سلباً فيهم وفي خصوبتهم.
-تأخر سن الإنجاب الذي يؤدي إلى خفض جودة الحيوانات المنوية.
-التدخين: يؤثر سلباً على حركة الحيوانات المنوية ويزيد من الاضطرابات المرتبطة بها.
-الدوالي في الخصيتين.
ما الحلول التي تساعد على تعزيز الخصوبة لدى الرجل؟
ثمة عوامل لا يمكن تغييرها أو التأثير فيها. في المقابل، يشير الأرمش إلى أن من الممكن اتخاذ إجراءات عديدة للحد من هذا التراجع، سواء على مستوى فردي أم على صعيد جماعي عبر سياسات واستراتيجيات يمكن أن تساهم في ذلك، منها:
- اتباع النظام الغذائي الصحي والمتوازن والغني بمضادات الأكسدة، مثل التوت والسبانخ والبروكولي، مع ضرورة التركيز على الخضراوات والفواكه.
- تجنّب الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة.
- خفض الوزن.
- الإقلاع عن التدخين.
- ممارسة الرياضة بانتظام، واعتدال، ومن دون الاعتماد على الهرمونات بهدف زيادة العضلات. ففي هذه الحالة، تتحول الفائدة من الرياضة إلى ضرر.