في شهر التوعية بداء ألزهايمر...هل الكشف المسبق للمرض مفيد للوقاية؟

صحة وعلوم 23-09-2025 | 11:45

في شهر التوعية بداء ألزهايمر...هل الكشف المسبق للمرض مفيد للوقاية؟

يتوافر الفحص الجيني للكشف المسبق لمرض ألزهايمر، لكن الجدل يكثر حوله بغياب العلاج الوقائي لتجنب الإصابة بالمرض.
في شهر التوعية بداء ألزهايمر...هل الكشف المسبق للمرض مفيد للوقاية؟
يؤثر مرض ألزهايمر على الذاكرة والقدرات الإدراكية
Smaller Bigger

حتى اليوم، ليس مرض ألزهايمر مرضاً كغيره من الأمراض. هو مرض شائع، يظهر مع التقدم في السنّ ليسرق من المريض ذاكرته وقدراته الإدراكية، وليجعله في حالة يغلب عليها العجز والتحدّيات. في شهر التوعية بالمرض، نسلّط الضوء على الفحص الجيني، الذي يكثر الحديث عنه لكشف المرض بشكل مسبق أو في أولى مراحله. والسؤال الذي يُطرح هنا هو إذا ما كان اللجوء إلى الفحص خطوة أساسية بالفعل في مواجهة هذا المرض! هذا ما يجيب عنه رئيس قسم الأمراض العصبية في المركز الطبي للجامعة اللبنانية الأميركية-مستشفى رزق الدكتور محمد الدسوقي.

 

يفقد المريض القدرة على إنجاز الأعمال الروتينية اليومية
يفقد المريض القدرة على إنجاز الأعمال الروتينية اليومية

 

 

 

 

كيف يجرى الفحص الجيني للكشف المبكر عن داء ألزهايمر؟
يتوافر الفحص منذ سنوات عديدة، لكن الأبحاث تكثر حالياً حوله. هو عبارة عن فحص مخبريّ لسائل الدماغ، يعرف بالبذل القطني، لسحب عينة من ماء الرأس بإبرة في الظهر. ترسل العينة إلى أوروبا. أصبح الفحص يجرى بالدم، خصوصاً في الولايات المتحدة الأميركية. يهدف الفحص إلى التحقق من نسبة بروتينات معيّنة مسؤولة عن الإصابة بالمرض. ويمكن التحقق بالفحص من نسبة البروتين في الدم، إما لكشف الاستعداد للإصابة بالمرض أو لكشف الإصابة. وعلى رغم  وجود هذا الفحص، يشير الدسوقي إلى وجود علامات استفهام تحيط بهذا الفحص وتكثر الآراء التي تعارض إجراءه. فليس مؤكداً إذا ما كان يجزم باحتمال الإصابة. ويعتبر الفحص شرعياً وقانونياً، لكن المشكلة في أنه حتى اللحظة ما من علاج وقائي لتجنب الإصابة بالمرض، مع الإشارة إلى أنه حاز الموافقة الرسمية من الهيئات الصحية الأميركية. لكن الأطباء لا يجدون جدوى من اللجوء إليه بغياب سبل الوقاية من المرض أو العلاجات الفاعلة في هذا المجال. فاللجوء إلى العلاج قد يؤدي إلى إصابة الشخص المعني بالاكتئاب بسبب الشعور بالعجز.


كيف يجري حالياً تشخيص مرض ألزهايمر؟
عند وجود أعراض سريرية  تستدعي ذلك، هناك طرق معينة يتم الاعتماد عليها لتشخيص مرض ألزهايمر:
-الفحص السريري بوجود أعراض معينة تدعو إلى الشك في احتمال الإصابة بالمرض، إلى جانب الفحص العصبي النفسي، وتوضع علامات معينة على هذا الأساس.
-قد يتم اللجوء إلى التصوير بالرنين المغناطيسي، لأن ذلك يساعد على استبعاد أمراض أخرى تؤثر على التركيز والذاكرة، وتتشابه بأعراضها مع مرض ألزهايمر.
-فحص PetScan للوظائف الاستقلابية في الدماغ. فعند وجود نقص ما فيها في مواضع الذاكرة، يرجّح الطبيب أن السبب يعود إلى مرض ألزهايمر.
أما التشخيص النهائي فلا يحصل عادةً إلا بخزعة من الدماغ، لكن نادراً ما تجرى، بل يتمّ الاعتماد على باقي المعايير والفحوص. 

هل الوقاية من داء ألزهايمر ممكنة ؟
تعتبر الوقاية فعالة حتماً، وهناك إجراءات عديدة يمكن اتخاذها، ويشير إليها الدسوقي. وبشكل خاص، يعتبر من هم أكثر عرضة لاضطرابات في وظائف الدماغ بسبب عوامل وراثية أو بسبب الإصابة بأمراض مزمنة، أكثر المستفيدين من اللجوء إلى إجراءات تساعد على خفض الخطر:
-عند الإصابة بمرض عضوي، مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكري أو ارتفاع مستويات الدهون والبدانة، فينبغي ضبط مستوياتها لأنها تزيد خطر الإصابة بمعدل عشرة أضعاف.
-عند الإصابة بالاكتئاب، تجب معالجة الحالة لأنه تبين أن الاكتئاب عامل خطر أساسي يزيد خطر الإصابة بنسبة تصل إلى 50 في المئة.
-عند التدخين، يجب الحرص على الإقلاع عن التدخين. 
-يجب تنظيم الحياة اليومية من النواحي كافة بدءاً من النوم بمعدل ساعات كافية.
-اتّباع نظام غذائي صحيّ ومتوازن.
-ممارسة الرياضة بانتظام.
-ممارسة نشاطات اجتماعية يمكن الانخراط بها حرصاً على حسن العلاقات الاجتماعية المستمرة.
-تعلّم مهارات جديدة باستمرار مثل الرسم وغيره.
-ممارسة أعمال منزلية بسيطة بشكل روتينيّ.
-ممارسة نشاطات مثل الكلمات المتقاطعة واللعب بالنرد.


 وهل الأدوية تساعد على الوقاية من المرض عند وجو عامل خطر أو عند تحقق الاستعداد الوراثي؟
لم تثبت الدراسات فاعلية أيّ من العلاجات والأدوية التي تساعد على الوقاية من مرض ألزهايمر، أو على تحسين الذاكرة لمن لديه استعداد للإصابة. حالياً، تتوافر أدوية مناعة تساعد على مواجهة المرض والحد من تطوره إذا ما أعطيت مع بدء الإصابة به. تظهر هذه الأدوية فاعلية ونتائج إيجابية، رغم الآثار الجانبية الناتجة منها. أما الأدوية التي يقال إنها تساعد على تحسين الذاكرة فليست فاعلة، وقد تبيّن أنها قد تحمي قليلاً إذا أعطيت بجرعات عالية. وفق ما يقال، بحسب الدسوقي أن مكملات الأحماض الدهنية أوميغا 3 وزيت السمك يمكن أن تكون مفيدة.

الأكثر قراءة

ثقافة 10/30/2025 10:50:00 PM
بعد صراع طويل مع المرض...
صحة وعلوم 10/29/2025 2:06:00 PM
أنقذ الطبيب اللبناني الدكتور محمد بيضون طفلاً من الموت بجراحة غير مسبوقة أعاد فيها وصل رأسه بجسمه، بعدما كان الأمل مفقوداً في نجاته.
مجتمع 10/30/2025 3:01:00 PM
فتحت القوى الأمنية تحقيقاً في الحادثة للوقوف على ملابسات جريمة الطعن