الألم مستويات... هل الوخز بالأبر علاج فعال؟

لكل منا قدرة خاصة على تحمّل الألم، وهي تختلف بين شخص وآخر، إذ لا يتشابه الجميع في مواجهته أياً يكن نوعه. لكن هذا الاختلاف ليس عشوائياً بل له أسبابه، بحسب الاختصاصي في العلاج الفيزيائي وفي العلاج بالوخز بالإبر الدكتور أيمن خوري، الذي يشير إلى وجود عوامل متعدّدة تنعكس سلباً على مستويات الألم، خصوصاً ذلك المزمن، إضافة إلى عوامل لها أثر إيجابي تساعد على التحكم بالألم وإدارته بشكل أفضل.
كيف تختلف القدرة على تحمل الألم بين شخص وآخر؟
ثمة أسباب عديدة وراء الإحساس بالألم. لكن، بشكل أساسي، يرتبط الإحساس بالألم بالجهاز العصبي ومدى صحته وما إذا كان متعباً بدرجات زائدة. هذا ما يؤثر بشكل أساسي على قدرة كل فرد على تحمل الوجع. بالتالي، عندما يعاني شخص ما من مشكلة إجهاد في الجهاز العصبي، يصبح أكثر عرضة للشعور بالألم في ظروف التوتر. وعلى العكس، إذا كان الجهاز العصبي صحيحاً ولا مشكلة فيه، وكان الفرد حريصاً على الحفاظ على صحته عبر اللجوء إلى وسائل عدّة تساعد على تفريغ التوتر وتريح الجهاز العصبي، يشعر بالألم بمعدّلات أقلّ؛ وإن كانت المشكلة نفسها موجودة لدى شخصين يختلفان من هذه الناحية.
عوامل تساعد على تحمل الألم
عند التحدّث عن الألم، يوضح خوري بأن المسألة لا ترتبط بعامل واحد بل بمجموعة عوامل تلعب دوراً في ذلك، خصوصاً في ما يتعلّق بالأوجاع المزمنة التي ثمّة أسباب لظهورها وأسباب لغيابها. عوامل عديدة يمكن أن تؤثر على ذلك منها:
-معدّلات النوم.
-الفيتامينات التي يمكن الحصول عليها أو تلك التي تنقص في الجسم.
-المكمّلات الغذائية.
-معدّلات التوتر التي يتم التعرض لها في نمط الحياة.
انطلاقاً من ذلك، يوضح خوري أنه بقدر ما تزيد معدلات ممارسة الرياضة وتمارين التنفس والاسترخاء تخفّ الأوجاع التي يمكن الشعور بها.
كيف يؤثر التوتر على مستويات الألم؟
بشكل عام، أسباب الأوجاع التي يمكن الشعور بها ميكانيكية. وبطبيعة الحال يؤثر التوتر على هذه الأوجاع الميكانيكية فيزيد من الشعور بها. لذلك، عند إدارة التوتر والحدّ منه، من الممكن الحدّ من هذه الأوجاع والشعور بها.
دور الوخز بالإبر في إدارة الوجع
يمكن اللجوء إلى علاج الوخز بالإبر الصينية، التي تعتبر تقنية علاجية قديمة للغاية، كانت معتمدة في عصور مضت. لذلك، يتمّ الاعتماد عليها لمعالجة أساس المشكلة لا الأعراض الناجمة عنها؛ وهذا ما يميز بالفعل هذه التقنية العلاجية التي تساعد على الحد من الألم، علماً بأنه بقدر ما يكون الوجع حديثاً تقلّ الحاجة إلى جلسات علاجية، ويمكن التخلّص من الألم بسهولة كبرى، فيما ثمة أوجاع معينة تتطلب المزيد من الوقت والجلسات للتخلّص منها.