المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "أطفالا فلسطينيين في غزة وقفوا وسط سيول باكين ومرتجفين، سائلين المساعدة". 

الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.

الحقيقة: هذه المشاهد غير حقيقية، لكونها منشأة بالذكاء الاصطناعي. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم

المشاهد مؤثرة. أربعة أطفال صغار وقفوا وسط سيول، خائفين، مرتجفين، باكين. "يا الله برد، برد"، ردّدت فتاة، قائلة: "ساعدونا". وأضاف صوت في الخلفية: "نحنا خايفين وين منروح"، قبل ان تردف الفتاة: "... ما عنا شي"، وزاد طفل آخر: "جوع، جوع، الله يساعدنا". وقد حقّق الفيديو أخيرا مشاهدات كبيرة، وأرفقته حسابات بتعليقات، مثل "يا لله برد. لم ينته الموت لكن الطريقة اختلفت"، و"اليوم غزة تغرق". 

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك)

الأمطار تغمر آلاف الخيام في غزة

جاء تداول الفيديو في وقت هطلت أمطار غزيرة على قطاع غزة، الثلثاء، أدت إلى تشكل سيول غمرت خيام آلاف الفلسطينيين النازحين، الذين يواجهون احتمالية التعرض لعواصف شتوية قاسية دون مأوى يحميهم، على ما ذكرت وكالة "رويترز". 

وأُجبر معظم سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة، على ترك منازلهم خلال الحرب البرية والجوية التي شنتها إسرائيل على مدار عامين على القطاع الصغير المكتظ بالسكان. واندلعت الحرب عقب هجوم نفذته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل في تشرين الأول 2023. ويعيش كثيرون الآن في خيام وملاجئ بدائية.


وأفادت هيئة الدفاع المدني الفلسطينية بأن آلاف الخيام التي تؤوي العائلات النازحة غمرتها مياه الأمطار أو تضررت بفعل عواصف مطرية غزيرة خلال الأسبوع الماضي.

وذكر مسعفون وشهود أن بعض الخيام جُرفت بالكامل مع ارتفاع منسوب المياه إلى ما بين 40 و50 سنتيمترا فوق مستوى الأرض في بعض مناطق الشريط الساحلي، فيما اضطر مستشفى ميداني إلى تعليق عملياته نتيجة لهذه الأحوال الجوية.

ونبّهت وكالات الإغاثة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، أمس الأربعاء، إلى أن العائلات في قطاع غزة تواجه ظروفا إنسانية قاسية تتدهور بسرعة مع حلول فصل الشتاء. وأشارت إلى أن عدم استقرار الطقس والأمطار الغزيرة في الأيام الأخيرة أديا إلى غمر آلاف الخيام بالماء، وهذا شكل تهديدا مباشرا للعائلات وخاصة الأطفال.

ونشرت وكالات انباء عالمية وقنوات ومواقع اخبارية صورا ومشاهد من القطاع لخيام النازحين غارقة في السيول. 

صورة نشرتها وكالة غيتي ايماجيز في 25 تشرين الثاني 2025، وتظهر سيولا تجمعت في خيام فلسطينيين نازحين في مخيم المغازي للاجئين في دير البلح

تلامذة غزة يعودون الى الدراسة تحت الخيم... قميص مهترئ ومن دون كتب ولا دفاتر! (صور)

ماذا عن الفيديو المتناقل لصرخة الاطفال؟

زائف، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقته. 

فالبحث عنه، بتجزئته الى صور ثابتة (Invid)، يوصلنا اليه منشوراً في حساب aljameel.kheso@ في تيك توك، في 18 تشرين الثاني 2025، مع تعليق: "أوف". 

@aljameel.kheso Ufff😭😭🥹#sumudflotila #sumudflotilaupdate #freepalestine #sudan #اليافعي ♬ original sound - sad______6077

لقطة من الفيديو المنشور في حساب aljameel.kheso@ في تيك توك، في 18 تشرين الثاني 2025

ومع ان الحساب لم يذكر ماهية المقطع، الا ان جولة فيه تبيّن انه ينشر فيديوات مماثلة تماما، لاطفال واقفين وسط السيول، باكين، خائفين، ومناشدين العالم المساعدة، في مشاهد "سينمائية" تكرّرت وتشابهت في التفاصيل والمضمون، بما دلّ على الذكاء الاصطناعي. 

في الواقع، أول ما أمكن ملاحظته في المقطع المتداول هو الاصوات والعبارات الآلية التي صدرت عن الأطفال، إضافة الى تعابير وجوه اصطناعية. 

وانطلاقاً من شكوكنا، فحصنا الفيديو في مواقع متخصصة بكشف التزييف، مثل Hive Moderation، وجاءت النتيجة انه منشأ على الارجح بالذكاء الاصطناعي بنسبة 99.9%. 

كذلك، أعطى برنامج DeepFake-O-Meter، الذي تؤمنه جامعة بافالو، نتيجة ممثالة. وحددت أداته لاكتشاف الفيديوات الزائفة ذات العلامة المزدوجة نسبة التزييف بـ100%، وأداة اكتشاف الصور/الفيديوهات الزائفة بـ99.05%، وأداة اكتشاف التزييف العميق المتزامن مع الشفاه بـ99.9%، وأداة كشف الفيديو المركب بـ97.4%. 

قرقاش عن الحسابات الوهمية: دعم غزّة أولى من تزييف الواقع

تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً  أنّ "أطفالا وقفوا وسط سيول في غزة، باكين ومرتجفين، سائلين المساعدة"، كما يُشاهد في الفيديو المتناقل. في الواقع، هذه المشاهد غير حقيقية، لكونها منشأة بالذكاء الاصطناعي.