الصورة التي شاهدها آلاف... أطفال في غزة نائمون على الوحل وسط السيول؟ النهار تتحقق FactCheck
المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "أطفالاً فلسطينيين نائمين على الوحل وسط سيول اجتاحت خيامهم في غزة".
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: صحيح أن أمطارا غزيرة أدت، أمس الثلثاء، إلى تشكل سيول غمرت خيام آلاف الفلسطينيين النازحين في قطاع غزة، الا أن الصورة المتناقلة زائفة، لكونها منشأة بالذكاء الاصطناعي. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
كان الأولاد نائمين تحت خيمة، بثياب مبللة، بينما تدثر بعضهم بأكياس بلاستيك، وانهمرت الامطار في الخارج، وتجمعت برك الماء على مقربة منهم. منذ ساعات، تكثف التشارك في الصورة في حسابات كتبت معها، بالعربية ولغات أخرى (من دون تدخل): "لمن يهمه الأمر. خيام النازحين في غزة تغرق الآن بفعل الأمطار الشديدة، والناس يصرخون ويستغيثون بأعلى صوتهم..."، وايضا "لقطة متداولة لأطفال يفترشون الأرض، ومن فوقهم تتساقط الأمطار بغزارة على قطاع غزة...".


مياه الأمطار تغمر خيام الفلسطينيين النازحين في غزة
تزامن انتشار الصورة مع هطول أمطار غزيرة على قطاع غزة، أمس الثلثاء، أدت إلى تشكل سيول غمرت خيام آلاف الفلسطينيين النازحين، الذين يواجهون احتمالية التعرض لعواصف شتوية قاسية دون مأوى يحميهم، على ما ذكرت وكالة "رويترز".
وأُجبر معظم سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة، على ترك منازلهم خلال الحرب البرية والجوية التي شنتها إسرائيل على مدار عامين على القطاع الصغير المكتظ بالسكان. واندلعت الحرب عقب هجوم نفذته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل في تشرين الأول 2023. ويعيش كثيرون الآن في خيام وملاجئ بدائية.
وأفادت هيئة الدفاع المدني الفلسطينية بأن آلاف الخيام التي تؤوي العائلات النازحة غمرتها مياه الأمطار أو تضررت بفعل عواصف مطرية غزيرة خلال الأسبوع الماضي.
وذكر مسعفون وشهود أن بعض الخيام جُرفت بالكامل مع ارتفاع منسوب المياه إلى ما بين 40 و50 سنتيمترا فوق مستوى الأرض في بعض مناطق الشريط الساحلي، فيما اضطر مستشفى ميداني إلى تعليق عملياته نتيجة لهذه الأحوال الجوية.
ونشرت وكالات انباء عالمية وقنوات ومواقع اخبارية صورا ومشاهد من القطاع لخيام النازحين غارقة في السيول.

ماذا عن الصورة المتناقلة للأولاد النائمين في خيمة تبلّلت بالامطار؟
زائفة، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
في الواقع، يوصلنا البحث العكسي الى حسابات نشرتها، مع صور أخرى، في 22 تشرين الثاني 2025، مع تعليق: "غزة ليست خبراً نمرّ عليه. غزة نبضٌ يتكسّر تحت ثقل الحرب، ووجعٌ يعلو فوق أصوات العالم الصامت. هناك، أطفال ينامون فوق الوحل، وخيام تنهار فوق أجساد أنهكها البرد والجوع".


وبالتمعّن فيها، يتبيّن انها تضمّنت مؤشرات الى الذكاء الاصطناعي:
*أطراف مشوّهة، اياد غريبة الشكل.
*وجوه بملامح غريبة.
*حبل امتد من غطاء بلاستيكي من دون طرف لتثبيته.

ولدى طلبنا من محرك غوغل معلومات اضافية عن الصورة، تعرّف اليها بكونها منشأة بواسطة Google AI، بما يدل على ماهيتها.

وبالنسبة الى الصور الثلاث الاخرى، فإنها مولدة ايضا بواسطة الذكاء الاصطناعي.



تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً أن "أطفالاً فلسطينيين ناموا على الوحل وسط سيول اجتاحت خيامهم في غزة"، كما يُشاهد في الصورة المتناقلة. في الواقع، هذه الصورة زائفة، لكونها منشأة بالذكاء الاصطناعي.
نبض