الذهب الذي ضجت به درعا... مشاهد للغرفتين اللتين كانتا تحت الأرض؟ النهار تتحقق FactCheck
المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "غرفتين مليئتين بالذهب الأثري اكتشفتا خلال عمليات الحفر لبناء أحد المنازل في مدينة الحارة بالريف الشمالي لدرعا".
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: هذه المشاهد غير حقيقية، لكونها مولدة بالذكاء الاصطناعي. وأعلنت محافظة درعا، في بيان، ان البحث بيّن وجود مدفن يعود بحسب التقديرات الأولية للفترة الرومانية، وتم العثور فيه على بعض اللقى الاثرية. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
تظهر المشاهد سبائك ذهب وضعت فوق بعضها البعض في غرفة مظلمة مغبّرة، اضافة الى تماثيل ذهبية وصناديق اثرية. وقد انتشر الفيديو على نطاق واسع في حسابات كتبت معه، بالعربية والانكليزية (من دون تدخل): أنباء عن اكتشاف غرفتين مليئتين بالذهب الأثري خلال عملية حفر لبناء أحد المنازل في مدينة الحارة بريف درعا الشمالي".
أنباء عن اكتشاف غرفتين مليئة بالذهب الأثري خلال عملية حفر لبناء أحد المنازل في مدينة الحارة بريف درعا الشمالي، و وزير الثقافة السوري ينفي ذلك. pic.twitter.com/ThuwjbHB6y
— أحداث الشرق الأوسط (@MiddleEast_ev) November 23, 2025


"مغارة ذهب" في درعا؟
تزامن تداول الفيديو مع انتشار شائعة أخيرا في مدينة الحارة بريف درعا جنوب سوريا عن اكتشاف مدخل لغرف أثرية مليئة بالذهب، وذلك خلال عمليات الحفر لبناء أساسات أحد الأبنية.
وتوافد أهالي المدينة والقرى المجاورة إلى الموقع، الذي زُعم أن "المغارة المكتشفة" تحتوي على كميات كبيرة من الذهب الأثري. وهذا التدفق الكبير دفع الجهات الأمنية إلى الانتشار في المنطقة لمنع التجمعات، خشية وقوع حوادث قد تهدد سلامة المواطنين، على ما ذكرت مواقع اخبارية.
وبعد تدخل فرق الدفاع المدني والجهات المختصة لفحص الموقع، تبيّن لمديرية آثار درعا "بعد الكشف الحسي، ومن خلال البحث، وجود مدفن يعود بحسب التقديرات الأولية للفترة الرومانية. ومن خلال البحث الموسع داخل المدفن ورغم صعوبة الموقف وخطورة الوضع بسبب وجود حشود من الاهالي، تم العثور على بعض اللقى الاثرية، التي هي عبارة جزء من إسوارة برونزية متأكسدة ومتآكلة، جزء من سراج فخاري، ابريق فخاري صغير بحالة جيدة، جزء من جرة فخارية حجم كبير (أنفورة)، شاهدة قبر من الحجر البازلتي عليها كتابة يونانية، ومجسم حيوان غير مكتمل من الفخار بارتفاع 10 سنتم تقريبا في شكل جمل".
واشارت الى انه "تم نقل القطع الى دائرة آثار درعا وسيتم تسليمها أصولا إلى متحف درعا".

ولكن ماذا عن الفيديو المتنناقل بكونه يظهر "غرفتي الذهب" في الحارة؟
لا علاقة له بكل هذا.
فقد قادنا البحث عنه، بتجزئته الى صور ثابتة (Invid)، الى حساب The Hunter Marcus في الفايسبوك، والذي نشر هذه المشاهد في فيديوين منفصلين:
*الاول (من التوقيت 0.00 الى 0.07)، في 28 تشرين الثاني 2025، مع تعليق (ترجمة من الانكليزية): "نحن نستكشف حجرة قديمة مليئة بالذهب النقي. يُظهر هذا الفيديو كيف كان اكتشاف قبو مخفي مليء بالذهب".

*الآخر (من التوقيت 0.08 الى 0.19)، في 7 تشرين الثاني 2025، مع تعليق: "رحلة عميقة داخلَ حجرةٍ تحت الأرض. يكشفُ المشهد تماثيل رومانية ذهبية، وكراسي رومانية عمرها قرون، وأكواما من سبائك الذهب، جميعُها لم تُمسّ منذ قرون".

ويعرّف حساب The Hunter Marcus بأنه "ماركوس، المغامر، المستكشف، وصائد الكنوز، وكرّست حياتي لكشف ما نسيه العالم".


ويعد متابعيه بـ"اكتشافاتٍ جديدة، ولقاءات غريبة وغامضة من رحلاته تحت الأرض وما وراءها".
والحصيلة فيديوات كثيرة، على غرار الفيديوين أعلاه، أوضح ماهيتها في يوتيوب: "محتوى مُعدّل أو مُركّب. تم تعديل الصوت أو المرئيات بشكل كبير أو تم إنشاؤها رقميًا". وهذا يعني، اذاً، اننا امام مشاهد خيالية، مولدة بالذكاء الاصطناعي.


وهذا ما تبيّنه ايضا نتيجة فحص مقطعي The Hunter Marcus في مواقع متخصصة بكشف التزييف، مثل Hive Moderation، اذ جاءت انهما منشآن على الارجح بالذكاء الاصطناعي بنسبة 84.5% للاول، و97.2% للآخر.


وفي برنامج DeepFake-O-Meter الذي تؤمنه جامعة بافالو، كانت النتيجة متوافقة. الفيديوان منشآن على الارجح بواسطة الذكاء الاصطناعي. وحدّدت أداة اكتشاف الفيديوات الزائفة ذات العلامة المزدوجة نسبة التزييف فيهما بـ100%.

وتواصلنا مع "ماركوس المغامر" لسؤاله عن فيديواته، في انتظار جوابه.
تقييمنا النهائي: اذاً ليس صحيحاً ان "غرفتين مليئتين بالذهب الأثري اكتشفتا خلال عمليات الحفر لبناء أحد المنازل في مدينة الحارة بالريف الشمالي لدرعا"، كما يُشاهد في الفيديو المتناقل. في الواقع، هذه المشاهد غير حقيقية، لكونها مولدة بالذكاء الاصطناعي، ونشرها حساب The Hunter Marcus في الفايسبوك، في فيديوين منفصلين، في 28 تشرين الثاني 2025 و7 تشرين الثاني 2025. وأعلنت محافظة درعا ان البحث بيّن وجود مدفن يعود بحسب التقديرات الأولية للفترة الرومانية، وتم العثور فيه على بعض اللقى الاثرية.
نبض