صليب ذهبي مسروق حول عنق عنصر من الأمن العام السوري؟ النهار تتحقق FactCheck
المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "عنصراً من الأمن العام السوري واضعاً حول عنقه صليبا ذهبيا سُرق من راهب مسيحي في حماة".
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: هذه الصورة زائفة، معدّلة. والصورة الأصلية التي تعود آثارها في الانترنت الى عام 2014، نُشرت ضمن تقارير اخبارية عن الداعشي البحريني عبدالعزيز الجودر الملقب أبو هاجر البحريني. ولا اثر فيها لصليب. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
تظهر الصورة رجلا بغطاء اسود على الرأس وسترة واقية، جلس على مقعد بسلاحه. ووضع حول عنقه صليباً كبيراً ذهبياً. وقد انتشرت الصورة أخيرا في حسابات كتبت معها (من دون تدخل): "ظهور الصليب الذهبي الذي سُرق من الراهب في حماة منذ فترة، برقبة أحد عناصر الأمن العام".


حقيقة الصورة
الا ان هذه المزاعم غير صحيحة، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث العكسي يضع أمامنا الصورة الاصلية منشورة في مواقع اخبارية، في 9- 10 تشرين الاول 2014، ضمن تقارير عن "إعلن الضابط المنشق عن الداخلية البحرينية محمد البنعلي "أبوعيسى السلمي"، مقتل الجهادي البحريني في صفوف تنظيم الدولة الإسلاميّة (داعش)، عبد العزيز الجودر الملقب أبو هاجر البحريني".

يومذاك نشرت وكالة أنباء البحرين الرسميّة، وفقا لما وثّقت مواقع اخبارية، إعلان تعزية بوفاة عبدالعزيز نزار علي محمد الجودر (19 عامًا)، موضحة أنّه سيتم استقبال التعازي في صالة جاسم الزيّاني بالحد، ابتداءً من عصر الجمعة 10 تشرين الأول 2014، من دون الإشارة إلى أنه قُتِل أثناء قصف جوي على التنظيم الإرهابي في مناطق تمركزه بالعراق.
الا ان والد الشاب البحريني عبدالعزيز نزار علي محمد الجودر تلقى اتصالاً من ابنه أثناء التعزية به، ليؤكد له أنه على قيد الحياة، ولم يقتل في معارك داعش في العراق كما نشرت حسابات محسوبة على التنظيم، وفقاً لما أورد موقع "العربية".

وكما لاحظتم، فإن الصورة الاصلية تخلو من اي صليب حول عنق الرجل. وهذا يعني، اذاً، ان الصورة المتناقلة زائفة، معدّلة، اذ اضيف اليها صليب كبير، ليبدو ان الرجل فيها وضعه حول عنقه. واليكم مقارنة بين الصورتين الاصلية (ادناه الى اليمين)، والزائفة (الى اليسار). واشرنا بالاحمر الى التلاعب الذي حصل.

في كانون الثاني 2015، أعلن البنعلي مقتل الجودر في عمليّة انتحاريّة ضدّ الجيش العراقي، وانه فجّر سيارة مفخخة كان يقودها وسط القوات العراقية في محافظة ديالى شرق العراق.

في ريف حمص... سرقة صليب الخورأسقف الذهبي ومفاتيحه وهاتفه
وكان النائب الأسقفي العام لأبرشية حمص وحماة والنبك للسريان الكاثوليك الخورأسقف ميشال نعمان تعرض، في ايلول 2025، لمحاولة سرقة مسلّحة أمام منزله في قرية زيدل بريف حمص، على يد شخصين ملثّمين ادّعيا أنهما من "الأمن العام".
وأوضح الخورأسقف أن المسلحين باغتاه لدى وصوله إلى منزله، وهدداه بالسلاح قبل أن يسلباه صليبه الذهبي الذي يمتلكه منذ خمسين عامًا وبعض المقتنيات الشخصية. وأكد أنه نجا بأعجوبة...".
تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً أن الصورة المتناقلة تظهر "عنصراً من الأمن العام السوري واضعاً حول عنقه صليبا ذهبيا سُرق من راهب مسيحي في حماة". في الحقيقة، هذه الصورة زائفة، معدّلة. والصورة الأصلية التي تعود آثارها في الانترنت الى عام 2014، نُشرت ضمن تقارير اخبارية عن الداعشي البحريني عبدالعزيز الجودر الملقب أبو هاجر البحريني. ولا اثر فيها لصليب.
نبض