حقيقة صورة الطفل السوداني الذي انتظر قرب والدته الجريحة ليداويها... النهار تدقق FactCheck

النهار تتحقق 18-11-2025 | 15:18

حقيقة صورة الطفل السوداني الذي انتظر قرب والدته الجريحة ليداويها... النهار تدقق FactCheck

"لا كلمات" تكفي للتعليق على الصورة، على ما كتب مستخدمون. ما قصّتها؟ 
حقيقة صورة الطفل السوداني الذي انتظر قرب والدته الجريحة ليداويها... النهار تدقق FactCheck
الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
Smaller Bigger

المتداول: صورة "من السودان"، وفقاً للمزاعم، تظهر "طفلاً صغيراً وهو يسعف والدته الجريحة". 

 

الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.

 

الحقيقة: هذه الصورة قديمة، اذ تعود الى عام 1994، وفقاً لما أرشفته وكالة "غيتي ايماجيز"، ناشرتها. وتظهر طفلا لاجئا روانديا من الهوتو يحمل كيس محلول وريدي لأمه المصابة بالكوليرا، في مخيم للاجئين الروانديين في غوما بزائير. FactCheck#

 

 

"النّهار" دقّقت من أجلكم

 

 

الصورة مؤثرة. فالطفل الذي يظهر فيها كان واقفا الى جانب امرأة تمددت أرضا، حاملا كيس محلول وريدي تم توصيله بيدها. وقد انتشرت الصورة أخيرا في حسابات كتبت معها (من دون تدخل): "هُنا السودان مُنكسِر، يداوي الجرح مُنفردا"، وايضا "لا كلمات". 

 

الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك)
الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك)

 

 

الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (اكس)
الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (اكس)

 

الأمم المتحدة: عشرات آلاف النازحين مفقودون في دارفور بالسودان

جاء تداول الصورة في وقت قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الجمعة 14 تشرين الثاني 2025، إن عشرات آلاف الأشخاص الذين فروا من مدينة الفاشر السودانية لا يزالون في عداد المفقودين، مما أثار مخاوف بشأن سلامتهم بعد ورود تقارير من الفارين عن حالات اغتصاب وقتل وانتهاكات أخرى، على ما أوردت وكالة "رويترز"

وكانت الفاشر المنكوبة بالمجاعة آخر معقل للجيش السوداني في إقليم دارفور الواقع في غرب البلاد قبل أن تسقط في أيدي قوات الدعم السريع شبه العسكرية في 26 تشرين الأول 2025 بعد حصار دام 18 شهرا.

وقال فارون من المدينة إن مدنيين أُطلق عليهم الرصاص في الشوارع وتعرضوا لهجمات بطائرات مسيرة. وتشير تقارير ميدانية من دارفور إلى أن نساء وصل بهم الأمر إلى حد البحث عن أوراق الشجر البرية والتوت لغليها لصنع حساء.

وقالت جاكلين ويلما بارليفليت، رئيسة المكتب الفرعي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، من بورتسودان، إنه في حين سجلت المفوضية فرار نحو 100 ألف شخص من المدينة منذ الاستيلاء عليها، فإن نحو عشرة آلاف شخص فقط تسنى إحصاؤهم في مراكز وصول مثل مدينة طويلة.

وذكرت في إفادة صحافية من جنيف :"هناك عدد كبير من الأشخاص الذين تقطعت بهم السبل في مكان ما ولا يستطيعون التحرك أكثر من ذلك بسبب الخطر أو خشية إعادتهم إلى الفاشر أو وجود أشخاص ضعفاء للغاية بينهم".

وقطع البعض مسافات وصلت إلى ألف كيلومتر للوصول إلى مدينة الدبة في الولاية الشمالية.

ولا يزال عدد من تبقى في الفاشر غير معلوم، إذ ذكرت مصادر محلية للمفوضية أن آلافا إما يُمنعون من المغادرة، إما لا يملكون القدرة أو الوسائل اللازمة للفرار.

وانتقل القتال بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني إلى كردفان، وهي منطقة عازلة بين معاقل الدعم السريع في دارفور غربا والولايات الخاضعة لسيطرة الجيش شرق السودان.

وقالت بارليفليت: "نخشى أن يؤدي التصعيد المتزايد للصراع في كردفان إلى موجات نزوح أخرى".

 

مسار مرهق لأكثر من 770 كيلومتراً: نازحون من الفاشر يروون ما كابدوه

 

فولكر تورك: العنف في الفاشر “وصمة عار” على المجتمع الدولي

 

 

حقيقة الصورة 

الا ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بالسودان، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها. 

 

فالبحث العكسي يوصلنا اليها مؤرشفة في موقع وكالة غيتي ايماجيز Getty Images، مع شرح انها تظهر "طفلا من الهوتو يحمل كيس محلول وريدي لوالدته المصابة بالكوليرا، في مخيم للاجئين الروانديين في غوما بزائير". 

 

تاريخ الانشاء: 1 كانون الثاني 1994.

تصوير:  بيتر تورنلي/كوربيس/في سي جي-  Peter Turnley/Corbis/VCG. 

 

الصورة منشورة في موقع وكالة غيتي ايماجيز
الصورة منشورة في موقع وكالة غيتي ايماجيز

 

 

وهذه الصورةٌ من رواندا "لا تُنسى"، على ما كتب مصورها بيتر تورنلي عنها في منشور في حسابه في انستغرام في 14 كانون الثاني 2024. 

وروى: "عام 1994، بعد الإبادة الجماعية في رواندا، نزح جماعيًا أكثر من 720 ألفًا من الهوتو، وفروا إلى الحدود، داخل زائير، في منطقة تُدعى غوما.

وفي تموز من ذلك العام، حصلت أزمة كوليرا كبيرة أودت بحياة آلاف من هؤلاء اللاجئين.

كانت أرض المنطقة صخرية، وانتشر آلاف من ضحايا أزمة الكوليرا على جوانب الطرق، وكان الموت في كل مكان.

وفي خضم هذه المأساة، صادفتُ طفلًا صغيرًا واقفاً وهو يحمل حقنة وريدية لأمه المريضة، ضحية الكوليرا. لن أعرف أبدًا ما حصل لتلك المرأة أو لذلك الطفل.

استيقظت هذا الصباح في باريس، وتذكرت هذه اللحظة. بالطبع، إنه لأمرٌ مأسوي ومحزن للغاية. في الواقع، ستبقى تطاردني، لبقية حياتي، لحظات مماثلة شهدتها في أماكن كثيرة من العالم، مثل الصومال، رواندا، الشيشان، البوسنة، العراق، أفغانستان، فلسطين، هايتي، أرمينيا، تركيا، كوسوفو، جنوب أفريقيا، كمبوديا، فيتنام، غواتيمالا، وغيرها.

لا أعرض هذه الصورة لأصدم المشاهد أو لأحزنه. هذه اللحظة لا تزال عالقة في ذهني، ويعود ذلك جزئيًا إلى قوة الحب الهائلة في هذا العالم. لقد شاهدتُ أشخاصًا في خضم أسوأ اللحظات التي يمكن البشرية أن تنتجها، أظهروا القوةَ والصمودَ والأملَ والحب والرحمة...". 

 

منشور المصور تورنلي في انستغرام
منشور المصور تورنلي في انستغرام

 

صورة أخرى مماثلة للطفل ووالدته التقطها بيتر تورنلي ونشرتها وكالة غيتي ايماجيز
صورة أخرى مماثلة للطفل ووالدته التقطها بيتر تورنلي ونشرتها وكالة غيتي ايماجيز

 

وفقا للأمم المتحدة، "فرّ 535 الف رواندي من قبائل الهوتو فروا من بلادهم في منتصف عام 1994 بعدما استولت الجبهة الوطنية الرواندية، بزعامة قبائل التوتسي، على مقاليد الحكم. ووضعت سيطرة قبائل التوتسي على البلاد في ذلك الحين حدا لعمليات الإبادة الجماعية التي ارتكبها متطرفون من قبائل الهوتو ضد نحو 800 ألف شخص من قبائل التوتسي والمعتدلين من قبائل الهوتو.

وإضافة إلى نصف المليون رواندي الذين نزحوا إلى تنزانيا، فرّ 1.3 مليون شخص إلى ما كان يعرف وقتها بزائير، التي أصبحت تسمى اليوم جمهورية الكونغو الديموقراطية.

 

وقد هلك عشرات آلاف اللاجئين الروانديين في زائير، بسبب إصابتهم بوباء الكوليرا، الذي اجتاح مخيمات اللاجئين الواقعة بالقرب من مدينة غوما في صيف 1994. وقد عاد أغلب اللاجئين الروانديين في زائير وتنزانيا إلى وطنهم عام 1996، بينما بقى بعضهم في تنزانيا...".

 

تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الصورة المتناقلة تظهر "طفلاً سودانيا يسعف والدته الجريحة". في الحقيقة، هذه الصورة قديمة، اذ تعود الى عام 1994، وفقاً لما أرشفته وكالة "غيتي ايماجيز"، ناشرتها. وتظهر طفلاً لاجئا روانديا من الهوتو يحمل كيس محلول وريدي لأمه المصابة بالكوليرا، في مخيم للاجئين الروانديين في غوما بزائير. 

 

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

النهار تتحقق 11/17/2025 11:20:00 AM
"هذه الصور وصلتنا قبل قليل للخلية التي ألقت عناصر من الأمن والداخلية السورية القبض عليها، وهي تابعة لحزب الله..."، تقول المذيعة. ما حقيقة هذا المقطع؟
سياسة 11/16/2025 7:55:00 PM
يتمتع مرتينوس بخبرة تزيد عن 25 عاماً في ممارسة المحاماة، وقد شغل عدة مناصب داخل نقابة المحامين في بيروت قبل ترشحه للنقابة
سياسة 11/17/2025 8:37:00 AM
هاجمت صحيفة "طهران تايمز" إجراءات مصرف لبنان النقدية التي تستهدف تجفيف اقتصاد الكاش المعتمد بصورة أساسية من "حزب الله".  
سياسة 11/18/2025 7:24:00 AM
أشارت المحطّة اللبنانية إلى أن السفارة اللبنانية في واشنطن ألغت بدورها استقبالاً كان سيقام لقائد الجيش.